في العموم يحظى اللاجئيين في الدول المستقبلة لهم بميزات تتناسب مع أوضاعهم التي خضعوا لها بشكل إجباري بعد أن أجبروا على ترك بيوتهم وأوطانهم هربا من الحرب والدمار. وعلى مر العصور عانت عديد من المناطق صراعاتٍ وحروبٍ أدت بالنتيجة إلى تحصيل لاجئين من بلد إلى آخر، وكانت أكبر قضايا اللجوء التي حلت على البشرية حتى الآن بشكل عام، وعلى وجه الخصوص في الفترة الأخيرة هي قضية اللاجئين السوريين الذين لجأوا إلى عدة ودول. وكانت تركيا من أكثر الدول التي أستوعبت عدد من اللاجئين السوريين تبعا لتقارب التركيا مع المناطق التي تركز فيها النزاع بعد الثورة السورية.
حظي السوريين بميزات عدة من الحكومة التركية تبعا لظروفهم وأوضاعهم التي خضعوا لها، فكثيرين وجدوا نفسهم بعد اللجوء بدون مأوى وبدون أوراق ثبوتيه، وبعضهم فقد شهاداته الرسمية والآخر كان في مقتبل العمر مما دفعة لإكمال دراسته في تركيا.
بعض الجامعات الحكومية في تركيا منحت الطلبة السوريين ميزة التلعليم المجاني جنبا إلى جنب من الأتراك، وكان أبرز هذه الجامعات هي جامعة إسطنبول وهي من أعرق الجامعات التركية و أقواها على مستوى تركيا وعلى مستوى العالم أيضا حيث تحتل المرتبة الثالثة في تركيا من حيث التصنيف.
ولكن هذه الميزة، التي كانت حظا وفيرا وعونا كبيرا لكثير من الطلبة السوريين الذين يريدون إكمال تعليمهم ولكنهم في الغالب لا يملكون نفقات التعليم، لم تدم طويلا، حيث أتخذت جامعة إسطنبول قرارا في نهاية شهر أكتوبر للعام الحالي يرتب على جميع الطلبة السوريين القدامى والجدد و إبتداءا من هذا العام بدفع الرسوم مثل أي طالب أجنبي آخر منتهجا بذلك نهج بعض الجامعات الحكومية الأخرى التي كانت تعامل السوريين من البداية معاملة الطالب الأجنبي الذي عليه دفع الرسوم أول بأول مثل جامعة مرمرة وجامعة يلدز وغيرها من الجامعات الحكومية.
ويقول الطالب أحمد العمر أحد أفراد فريق طلاب جامعة إسطنبول أن هذا القرار كان صادم للغاية خصوصا في منتصف الفصل الحالي، حيث أن كثير من الطلبة، وخصوصا القدامى منهم لا يستطعون أن يدفعوا الرسوم المرتفعة التي تفرضها الجامعة على الطلبة الأجانب، وفي ذات الوقت لا يمكنهم أن يوقفوا دراستهم وهم على أعتاب التخرج مما وضعهم في مأزق وحيرة من أمرهم.
وأضاف الطالب أحمد أن فريق طلاب جامعة إسطنبول سارع في التوجه إلى إدارة الجامعة لمحاولة حل هذا الإشكال عبر تسليم عريضة تحتوي على تواقيع الطلبة السوريين بهدف مناشدة الإدارة للتراجع عن قراراها.
أما عن كيفية وصول الخبر للطلبة فوضح أحمد أن القرار، وبمجرد إصداره تم إرساله على شكل رسائل تنبيهية لجميع الطلبة السورين في الجامعة عبر بريدهم الإلكتروني دون إستثناء. في حين أشار أن الجامعة لم توضح تفاصيل هذا القرار وتبعياته وكيف سيتم تطبيقه بشكل دقيق.
ويُذكر أن إدارة التربية و التعليم العالي ومنذ بداية أزمة اللاجئيين السورين كانت قد تركت الخيار للجامعات الحكومية فيما يخص فرض أو عدم فرض رسوم على الطلبة السوريين وهذا بدوره حيّز الجامعات إلى قسمين قسم فرض الرسوم آخر لا.
لمزيد من التفاصيل شاهد الحلقة التالية من برنامج صباحك مسك: