قد يشعر كثيرون بالإنهاك، والتعب في وقت عليه أن يستجمع طاقته لإنجاز عمل مهم، وفي هذه الحالة يلجأ كثيرون إلى شرب المنبهات، مثل القهوة لمد الجسم بجرعة كافية من الكافيين تعينه على إكمال ما تبقى من العمل من خلال طرد النعاس، والشعور بالتعب.
في هذا السياق ظهرت في السنوات الأخيرة وبين شريحة الشباب مشروبات أخرى تمد باعتقادهم الجسم بالطاقة التي يرغبون بها عندما يشعرون بالتعب أو النعاس، ربما لوجود وظائف دراسية أو امتحان محتم يحتاج للطاقة والسهر، وأحيانا لمجرد حبهم لمذاق هذا المشروب وحسب. يجهل الكثيرين في ذات الوقت أن هذا المشروب يحمل الكثير من المخاطر والأضرار المخيفة، ففي الوقت الذي قد يأخذ فيه الشخص جرعة من الطاقة فور شربه للمشروب تمتد لبضع ساعات، قد يؤدي بجسده إلى أخطار صحية تظهر فيما بعد، ويمتدد علاجها عشرات الأيام وربما أكثر.
مشروبات الطاقة هي مشروبات غازية تحتوي على نسبة عالية من الكافيين والأحماض، وعناصر أخرى بعضها قد يكون مفيد مثل فيتامين B12 ولكن من ناحية أخرى قد يكون بعض العناصر مضرة مثل الدهون و الأصباغ و الاحماض الأمينية.
أضرار مشروبات الطاقة
كما تم التنويه سابقا، فإن لمشروبات الطاقة أضرار جسيمة في عدة جوانب في الجسم، فعلى صعيد الجهاز الهضمي تؤدي مشروبات الطاقة لما تحتويه من أحماض إلى إلحاق الضرر بغشاء المعدة وقد تسبب القرحة والاترجاع المريئي على المدى البعيد. إما على صعيد القلب فبسبب احتواء المشروب على كمية عالية من المنبهات، والكافيين تؤدي إلى رفع ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب، مما يزيد فرصة التعرض إلى جلطات قلبية في بعض الأحيان.
كما تسبب هذه المشروبات في أحيان كثير أمراض مثل الارق والصداع، لأن الجسم يكون بحاجة للراحة، ولكن بسبب المنبهات العالية لا يستطيع النوم، وقد يتطور الصداع العادي إلى صداع نصفي على المدى البعيد قد يصعب علاجه. وهذا بدوره ينعكس على سلوكيات الفرد أحيانا فقد يصح عدواني، و متوتر بشكل دائم. ومن أشد الأضرار التي قد يسببها مشروب الطاقة أيضا ضعف الأسنان وهشاشة العظام لما يحيوه من أحماض ناهيك عن خطر السمنة بسبب الدهون التي يحتويها.
هل أمتنع تماما عنها؟
في الوضع الطبيعي يسمح للشخص البالغ المعافى من اخذ 300 غم من الكافيين يوميا، أي ما يعادل 3 إلى 4 فناجين قهوة، أما على صعيد مشروبات الطاقة، فتحتوي القارورة الواحدة من مشروب الطاقة على 200 غم من الكافيين مع التأكيد أنها تحتوي على مواد أخرى مضافة تزيد الضرر، لذلك يرجح أن يتم تجنبها قدر الإمكان حيث إنها حقيقة لا تمنح الطاقة بقدر ما تزيد، عدا أنها قد تسبب الإدمان عليها مع الوقت، مع التأكيد أن الحوامل والمرضعات والأطفال لا يمكنهم تناولها تحت أي ظرف من الظروف لخطورتها.