منذ أن يولد الطفل الصغير يتم تحضير الماء الدافئ بعناية كبيرة، ودقة عالية، حيث يتم قياس حرارتها مرارا وتكرارا، وخلط الماء البارد والساخن مرة تلو الأخرى حتى تصل إلى الحرارة التي تتناسب مع الطفل الصغير الذي لا يحتمل جسده إلا ذاك الماء الدافئ. يكبر الإنسان، ويظل الاستحمام بالماء الدافئ السبيل المعتاد، و الأنجع لغسل الجسم جيدا، والتخلص من تعب العمل أو أي يوم شاق.
وعلى صعيد آخر نرى الحمامات التركية والمغربية والاستحمام بالمياه المعدنية الحارة أمر ذو شعبية عالية يدفع الناس مقابله الأموال، والبعض الأخر يسافر من مكان لمكان لزيارة مثل هذه الأماكن، وتعود شهرة هذه الحمامات كونها تساعد الشخص من خلال المياه الساخنة على تخلص الجسم من السموم إلى جانب تنظيف البشرة عن طريق فتح المسام، وهو مثالي لتقشير الجلد الميت والتخلص منه بسهولة. أيضا يساعد الحمام الساخن على تحسين عملية التنفس بفضل البخار الذي يزيل الاحتقان في الأنف.
ولا شك أن للاستحمام بالماء الساخن فوائد أخرى وعديدة أيضا، حيث أنه يساعد على استرخاء العضلات، وتخفيف التوتر، كذلك يساعد على النوم العميق، ومكافحة الأرق، ويزيد من الهدوء والراحة لذلك قد تستخدمه كثير من الأمهات لمساعدة طفلها على النوم في الليل. إضافة الى ذلك ،يساعد الاستحمام بالماء الساخن الأشخاص الذين يعانون من صداع نصفي على تخفيف الألم من خلال تمديد الأوعية الدموية.
ولكن هل سألنا أنفسنا يوما إن كان الاستحمام بالماء البارد، الذي قد لا يراه الكثيرين معقولا، له فوائد كما للاستحمام بالماء الساخن الذي اعتدنا عليه منذ الصغر؟
بالطبع للاستحمام بالماء البارد فوائد عدة أولها أنه يساعد على تنشيط الجسم ففي الوقت الذي يعمل الماء الساخن على رخي العضلات، والمساعدة على النوم، يعمل الماء الساخن على تنشيط الدورة الدموية مما يزيد من اليقظة، وهو مناسب للبدء بيوم يملؤه النشاط والحيوية. كما أن تنشيط الدورة الدموية بدوره أيضا يساعد على تعزيز المناعة.
وفي الوقت الذي يساعد الماء الساخن على التخلص من التوتر يساعد أيضا الماء البارد على ادارة القلق، حيث أظهرت دراسات عديدة دور الماء البارد في تقليل أعراض القلق، وحققت بعض الدراسات في العلاج المائي في علاج حالات الصحة العقلية الأخرى، والتي قد توحي بفوائد مماثلة لإدارة القلق.
وكما للماء الساخن دور في العناية بالجسم يعمل الماء البارد أيضا على التسريع في عملية الأيض وحرق الدهون، حيث يعمل الجسم على زيادة درجة حرارته وبالتالي يتحكم في الوزن، بالإضافة إلى أنه يشد الجلد ويقلل التجاعيد.
ويجدر التنويه أن ورغم الفوائد العديدة للماء البارد لا يجوز استخدامه للأطفال، وكذلك لمرضى القلب والأوعية الدموية، حيث أنه قد يؤدي الى ضرر كبير دون فائدة ترجى، وقد يسبب أمراض عدة فعلى صعيد الأطفال قد يسبب الزكام، وعلى صعيد مرضة القلب قد يؤدي الى جلطة او يساعد على حدوثها على المدى البعيد.