لا تخلو الدول، وشوارعها من أكلات الشارع التي تباع بأسعار تناسب الناس العادية والفقراء، كما أنها سريعة التحضير أو تكون في متناول اليد متى ما طلبها الناس عدا عن كونها جزء من ثقافة الشعوب يعتزون بها، وإن كانت بسيطة وجاءت لتناسب كل فئات المجتمع.
ففي فلسطين والأردن وسوريا نرى عربات الفلافل التي تملأ الأرصفة والشوارع، يأتي لها الصغار والكبار، الأغنياء والفقراء. في مصر الفول والطعمية، في لبنان مناقيش الزعتر، وفي دول الخليج نرى الكرك والبوري، وقد يكون هناك محلات لبيع مثل هذه المأكولات ولكن هي عادة تباع من خلال كشك صغير أو محل متواضع جدا. وبالإضافة إلى كل ما ذكر سابقا تمتد هذه المأكولات الشعبية كما لتصبح عالمية الفلافل الفلسطيني يوجد في أمريكا أيضا و المناقيش اللبنانية توجد في أوروبا ..الخ.
هذا الحال في كل العالم وليس في الدول العربية فقط كما هو الحال في تركيا؛ وعند الحديث عن تركيا لابد من استحضار “السميت” الذي قد لا يكون اكلة متكاملة، ولكن هي من أبرز معالم الشارع والثقافة التركية.
حيث أن السميت هو نوع من أنواع المخبوزات التي قد تجد لها شبيه في كثير من الدول، ولكن تبعا لذكر بعض المؤرخين أنه نشأ في ظل الدولة العثمانية ليمتد عدها الى الدول التي حكتها آن ذاك، فهذا يمنحه صبغة وشهرة تركية بشكل ظاهر أكثر من الدول الأخرى، التي قد تصنع ما يشبهه ولكن بخلطات قد تختلف أسماء وأشكال أخرى.
وبالإضافة إلى كون السميت جزء من الثقافة التركية، وأبرز ما يمتلكه المطبخ التركي، فإنه رمز ومعلم سياحي حقيقي فلا يمكن لأي سائح أن يزور تركيا الا وقد أعتبر أن تذوق وشراء السميت بل والتقاط صورة معه أمر من المسلمات .
يحتوي السميت على طحين وماء وسكر وخميرة، ويتم تشكيله على شكل دائرة، ويتم دهنة قبل خبزه بدبس التمر، ورش كمية كبيرة من السمسم. يفضل الأتراك السميت مع الشاي، آخرين يضعونه على مائدة الإفطار كبديل للخبز، أما في أبرز الحالات فيتناوله العاملين صباحا وهم ذاهبون إلى العمل ليلتهموه قبل الوصول في الغالب.
تأثر سعر السميت بأزمة الدولار التي أصابت تركيا في السنوات الأخيرة، حيث كان سعره في السابق ليرة تركية واحدة واليوم يصل سعره إلى 2 ليرة تركية، ولكن على أي حال هو ما زال رخيص، وفي متناول كل من يريده ويطلبه.
يجدر التنويه أيضا أن السميت حتى داخل تركيا يختلف من ولاية إلى أخرى، فقد يكون شكله في كل الولايات دائري وسعره لا يتجاوز 2 ليرة، ولكنه قد يختلف في الطعم قليلا، والحجم أحيانا، فمثلا في ولاية إسطنبول السميت منتفخ وطري من الداخل، مقرمش جدا من الخارج، وتم تجديله قبل أن يكون على شكل دائرة، أما في أنقرة فهو أقل قساوة، وأصغر حجما، وغير منتفخ كما في سميت إسطنبول. السميت اليوم لا يباع في تركيا وحسب بل أصبح يباع في محلات كبيرة، ومرموقة في دول أخرى حتى وإن كان في تركيا يباع من خلال كشك صغير في الشارع.