بعد إرتباط أي شريكين يكون الحلم الأكبر لهم بعد الزواج هو الإنجاب، حيث أن أنهما، وقبل زفافهم حتى يكونا قد وضعا في مخيلتهما الأسماء التي سيطلقاها على أطفالهم، ويكون حماسهم للطفل الأول أكبر من فرحة الزواج ذاتها، وكثير منهم حتى يقوم بتجهيز غرفة في المنزل للطفل الذي يتنبأوا بقدومه سريعا بعد الزواج. فقط ماذا لو تحقق هذا الحلم وحظيت الزوجة سريعا بفرصة الحمل مع الزواج ولكن تم خسارة الجنين قبل ولادته؟
تقول دراسات أن من بين كل 160 جنين يموت جنين واحد على الأقل، وفي دراسة أجرتها شبكة BBC أن هناك 7000 جنين يموت يوميا في مراحل مختلفة قبل الولادة. كما أضافت الدراسة أن فقدان الطفل أو الجنين إن صح التعبير قبل الولادة تعود إلى عدة أسباب مرتبطة بالأم بشكل رئيسي على رأسها التدخين، والسمنة، والسكري، والسرطان، كما أن للوضع النفسي والتغذية أيضا دون كبير في ذلك، ناهيك عن أسباب أخرى مثل حمل أثقال أو القيام بنشاط جسدي زائد أو التعرض لحادث أو ضربة ما.
في حين توجد هناك حالات غير مبررة فقد يكون الجنين ضعيف منذ البداية أو قد تكون الأم تعاني من مشاكل جينية، ووراثية جسدية لا تساعد الجنين على الثبات في رحمها. وهناك أسباب مرتبطة بالجنين ذاته مثل أن يكون هناك خلل في تركيبة الكروموسومات وعددها حالت دون اكتمال نمو الجنين و بعض أعضائه. وأحيانا تؤدي حركة الجنين بطريقة ما إلى التفاف الحبل السري حول رقبته مما يؤدى إلى وفاته، أو التفاف الحبل حول نفسه مما أدى إلى انعقاده، وحال ذلك دون وصول الغذاء للجنين مما يؤدي في النهاية إلى موته. وفي حالات كثيرة يؤدي موت الجنين إلى خلق آثار سلبية على الحياة الزوجية كاملة ونفسية أفراد الأسرة بشكل عام.
الأم
يعتبر وفاة الجنين في بطن أمة صدمة قاسية جدا على الزوجين، ولكن في العادة يكون وقعها على الأم أكبر بكثير ففي الوقت الذي ينمو الطفل في أحشاء أمه تستشعر الأمر أثناء ذلك حركاته كلها، وتشعر بالتصاقه بها، وبالتالي خسارته تكون ملموسة، حيث تشعر المرأة أنها خسرت شيء من نفسها بعد أن كانت تنتظر وتحضر لولادته بشكل طبيعي، ناهيك عن عاطفة الأمومة التي لا يعادلها شيء فخسران الأم لطفلها تشكل أزمة نفسية وحزن كبير لها.
لا تتأثر الأم نفسيا وحسب، بل أن إجهاض المرأة قد يؤدي أحيانا إلى مشاكل جسدية فيما بعد، فأغلب اللواتي يخسرن أجنتهن يتم منعهم من الحمل مرة أخرى لفترة زمنية قد تمتد لسنتين، وذلك لأن الحمل مرة أخرى بشكل مباشر قد يؤدي إلى مشاكل صحية تؤثر على الأم، عدا أن إحتمال فقدان الجنين مرة أخرى ستكون مرتفعة. كذلك يخلق خسران الجنين لدى بعض الأمهات فوبيا من الحمل مرة أخرى خوفا من المرور بذات الحادثة من جديد.
الحياة الزوجية
يؤثر فقدان الجنين الأول على العلاقة الزوجية في كثير من الأحيان، حيث تؤدي هذه الخسارة إلى إحداث مشاكل بين الزوجين، وتأزم العلاقة وفتورها، وذلك لأن الحماس الذي كان يعيشه الزوجين في إنتظار المولود تنطفئ بشكل مفاجئ مما يؤدي إلى إحداث صدمة نفسية لدى كلا الطرفين.
قضاء وقدر
إلى جانب الاهتمام بالجانب الصحي والعلاجي في حال كان هنالك أي خلل لحصول هذه الخسارة يجدر بكل أب وأم أن يكونوا على قدر عالي من الإيمان في مثل هذه الحالات، والتحلي بالصبر والرضا بالقضاء والقدر الذي قد يصيب أي زوجين لحكمة ربانية. كذلك إحتساب ما خسروا عند الله والمضي بالحياة والتفاؤل بأن الأيام القادمة ستحمل العوض من الله.
يمكنكم متابعة التقرير الخاص حول هذا الموضوع من خلال برنامج حلوة الحياة عبر الرابط التالي: