تعد تجربة الهجرة، والاغتراب من أصعب التجارب أو القرارات التي قد يتخذها المرء، حيث أن ترك المكان الذي نشأ فيه الإنسان منذ نعومة أظافه وأسس فيه لنفسه بنية إجتماعية، وإقتصادية ليس أمرا سهلا، فعملية الهجرة أو الإغتراب لأسباب إقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو أيا كانت، تجبر الإنسان على إقتلاع جذورة من مكان ما ومحاولة زرعها في مكان آخر جديد، والبدأ من الصفر في كل شيء، في ايجاد عمل، والوصول إلى الإستقرار المادي، في تكون صداقات ومعارف ومحيط اجتماعي مناسب، كذلك في استكشاف البلد الذي هاجر إليه، جغرافيته وطبيعته المعيشية وعاداته وتقاليد، وأيضا لغته. حتى يستطيع بعد ذلك أن يتأقلم مع بيئته الجديدة، ويصبح على دراية بكل ما يوجد حوله حتى يستطيع تدبر وحل كافة أمورة وإحتياجاته اليومية.
يقول الزوجين رنا الطرابلسي، ومهند الخلقي، اللذان انتقلا حديثا من سوريا إلى اسطنول لتأسيس حياة جديدة بعد تدهور الأوضاع في سوريا على جميع الأصعدة، يقولا أن تجربة الإنتقال إلى مكان جديد كانت صعبة للغاية خصوصا لدولة مثل تركية، وبالأخص أكثر مدينة اسطنول، حيث أن اسطنبول منطقة مزدحمة جدا، وكبيرة للغاية، فكان إستكشاف المكان أمر ليس سهلا أبدا، فعلى سبيل المثال تقول الأستاذة رنا أنهم واجهوا في البداية صعوبة على صعيد ايجاد البيت المناسب في المنطقة المناسبة، وعندما أستقروا في أحد المناطق المسماه ب ” افجيلار” عاشوا بعد ذلك إرتباك استمر لفترة في حفظ المنطقة لأن هنالك مناطق أخرى لها مسميات مشابهه جدا.
كما أضافت أن هذا أمر من عدة أمور فإختيار، وإيجاد العمل المناسب، والمدارس المناسبة للأطفال، والإنسجام مع الجيران، وتعلم اللغة التركية وغير ذلك عقبات كانت صعبة لأن المعلومات التي تخص هذه الأمور، والتي تكون منشوره عبر صفحات الإعلام الاجتماعي قد لا تكون موثوقة أو كافية مئة بالمئة، وهذا ما دفعهم لإنشاء مشروع “مهم في تركيا”.
مشروع “مهم في تركيا” الذي خرج به الزوجان مهند ورنا كان حصيلة الصعوبات التي عاشوها أثناء البحث عن معلومات فيما يخص مرافق الحياة، ولم يجدا القدر الكافي والموثوق منها مما دفعهم لإنشاء هذا المشروع، الذي هو عبارة عن صفحة لهم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي تحتوي على معلومات عن جميع المرافق حتى الترفيهية منها والتي بحثوا عنها بأنفسهم، وعملوا على ترتيبها بشكل واضح، ومبسط، وشافي للباحث عنها.
الدكتور مهند، وهو طيبيب صيدلاني في الأصل والذي واجه صعوبة في إيجاد عمل بسبب ما يسمى بمعادلة الشهادات، وإلزامية أداء الإمتحانات التي تضعها تركيا حتى يتمكن الشخص الأجنبي من ممارسة هذه المهنه، يقول أن صعوبات هذه دفعته للإتجاه نحو شغفه في المجال الرقمي، وتأسيس المواقع وبرمجة المعلومات، وطبق هذا الشغف من خلال مشروع “مهم في تركيا”، حيث يقول أنهم ومن خلال هذا المشروع لا يعرضون كافة المعلومات عن المشروع المهمة منها وغير المهمة، إنما يستعرضون 20% من المعلومات المهمة، والضرورية، والتي تسمح للإنسان الباحث بعد قرآءتها إلى تكوين ال 80% المبقية من المعلومات، وبهذا تكتمل الصورة.
وأضاف أنه وزوجته يعملان بشكل متكامل، فهو المبرمج للمعلومات، وهي التي تعمل على جمع المعلومات تبعا لشخصيتها الاجتماعية كونها كانت معلمة في يوم من الأيام. ويطمح الزوجان أن يزدهر هذا الموقع ليكون بوابة معرفة ناجعة لكل من يخوض تجربة الغربة حديثا، ويبحث عن المعلومات التي سوف تساعدة على إيجاد وإختيار المرافق المناسبة. كما يتأملان أن يكون الموقع رقم واحد لكل من يبحث عن معلمومة مهمه في هذا السياق.
يمكنكم معرفة تفاصيل أكثر عبر الرابط التالي: