يوجد علم أسمه “أنماط الشخصيات” في علم النفس، هذا العلم يصنف الناس لأنماط حسب شخصياتهم، و فيما يخص الأطفال فتم وضع عدة أنماط لشخصياتهم، ويقع مقابل كل نمط نمط آخر على سبيل المثال الطفل المنظم والطفل الفوضوي. وتم وضع هذه التقسيمات حتى يتمكن الأهل من التعرف إلى شخصية الطفل، وكيفية التعامل الصحيح معه، وما الصفات التي يجب تنميتها، وما الصفات التي يجب تهذيبها. حيث أن كل الشخصية تحتوي على مجموعة من الصفات، ومواطن قوة وضعف قد لا يدركها الأهل.
من أبرز الأنماط الشخصيه التي قد يتميز بها الأطفال هي الشخصية العاطفية، والتي عرفها الدكتور رضا الحديثي المدرب، والباحث في علم الأنماط والشخصيات “أنها الشخصية التي يكون يميل فيها الطفل إلى استخدام عاطفته في التعامل مع الأخرين، وإتخاذ القرارات بصورة عاطفية بدل من إستخدام المنطق أو التركيز على حاجاته وتوجهاته الشخصية، حيث دائما ما يستحضر الأخرين، وعواطفهم في قراراته وتوجهاته وأفكاره، ويمكن ملاحظة وجود هذا النمط في شخصية الطفل عبر إرتفاع تأثره بالأشياء، وقرب دمعته، وكونه إجتماعي، ويحب مساعدة الأخرين ودائما ما يذكر من يحب في كل خطوة يتخذها، كما يتعاطف مع الأخرين وأحزانهم.
ويقول الدكتور الحديثي أن هذه الصفة تعرض الطفل اذا ما كان ذكر لضغوط من الأهل، والمجتمع تبعا للثقافة السائدة في المجتمعات الشرقية، حيث أن المجتمعات الشرقية دائما ما تحب أن تكون الفتاة عاطفية، بالمقابل ترى أنه على الذكر أن يكون ذو جلد، وأن يتحلى بنمط الشخصية المنطقية. مع العلم أن هذا النمط من الشخصيات قد يتواجد لدى الذكر أو الأنثى على حد سواء، دون إرادتهم، إنما تم إكتسابها فطريا وجينيا، ولكن إما يتم تهذيبها أو تنميتها، وهذه كل ما في الأمر.
وعند الحديث عن الضغوط فتكمن في دفع الطفل إلى كبت مشاعره، وعدم التعبير عن أحاسيسه، فإذا ما رأينا طفل ذكر يبكي نهره أهله بحجة أنه ذكر أو رجل ولا يبكي الرجال، وقد يعاني من السخرية إذا ما أظهر مشاعره، مع العلم أن لهذه الشخصية مواطن قوة، وإجابيات كثيره سواء للذكر أو الأنثى، حيث أن أصحاب هذا النمط من الشخصيات يكونوا معطائين، ويرتبون كلامهم محاولين عدم جرح الآخرين إذما ما تحدثوا، كما أنهم اجتماعيين، وودودين وحنونين.
في حين أن أكبر مشكلة قد يعاني منها أصحاب هذه الشخصية أنهم دائما ما يطلبون الإهتمام ويشعرون بنقص شديد إذا ما تعرضوا للإهمال، كما أنهم حساسين جدا، وهذا ما يجدر تهذيبه في شخصياتهم دون الضغط عليهم بالتجرد من العواطف والأحاسيس.
وأضاف الدكتور الحديثي أن على الأهل أن يتقبوا أبنائهم أولا، ثم العمل على محادثتهم بأسلوب قريب لهم دون الضغط عليهم، ففي حال كان الطفل عاطفي يجب أن يخاطب بأسلوب رقيق، ولطيف حتى يتم تقريب الفكرة له لمساعدتهم على تخطي المشاكل التي قد تتواجد في شخصيته وإستغلال نقاط القوة للنهوض بنفسه والإرتقاء بها.
يمكنكم متابعة المزيد من التفاصيل عر الرابط التالي: