يتكون الدم من مكونين أساسيين وهي البلازما وهو السائل الدموي، وثانيا الخلايا، وهي عباره عن الصفائح دموية، وكريات دم بيضاء، وكريات الدم البيضاء. كريات الدم الحمراء هي من أهم مكونات الدم أو الخلايا الدموية إن صح التعبير، وهي بمثابة كيس دموي متنقل يحمل مادة “الهموجلوبين” وهي المادة المسؤولة عن نقل الاوكسجين من الرئتين إلى الخلايا حتى يستطيع الجسم أن يستمد الطاقة من خلال عملية حيوية يعتبر الهمبوجولبين أساسي بها.
وفي حال قل “الهموجلوبين” فهذا يعني أن قدرة الدم على نقل الاوكسجين ستضعف، وبالتالي قدرة الخلايا على حرق الجلوكوز والغذاء ستقل وبالتالي ستنخفض طاقة الجسم.
“الهموجلوبين” له نسبة معينة يجب أن يستقر عليها حتى يظل الجسم في الجانب الآمن، ولكن يختلف هذا المعدل من الرجل للمرأة، وكذلك بالنسبة للطفل، حيث يجب أن يكون للرجل بمعدل لا ينخفض عن 14 في حين للنساء 12 إلى 14 أما الأطفال فلا يجب أن يقل عن 14 وحدة دموية. وفي حال إنخفض المعدل لدى الأجناس والأعمار المذكورة سابقا، فإن الشخص إذا يعاني من “الأنيميا”، وهي فقر الدم الذي يجب تداركه ومحاولته علاجه بأسرع ما يمكن.
وحتى تظل كرات الدم بالمعدل المناسب والصحي، فيجب أن تمتد بالمغذيات الرئيسية لها، والتي ترتكز عليها عند تصنيعها، وهي الحديد والبروتين وفيتامين “الفوليك اسيد”، وفيتامين “د”، وبالتالي أي خلل في هذه المكونات يعني خلل في كريات الدم الحمرات التي تؤدي بالمحصلة إلى فقر الدم.
في ظروف أخرى قد نجد مسببات جينية تؤدي إلى فقر الدم مثل مرض الثلاسيميا الوراثي، أو فقدان الدم بكميات إما في ظروف طبيعية مثل الدورة الشهرية عند النساء مثلا أو التعرض لحادث ما أدى إلى نزف دم بشكل كبير وفقدات وحدات دم كاملة.
على صعيد الأطفال فإن فقر الدم يكون سببه ذات المسببات المذكورة سابقا وأهمها سوء التغذية أو الأمراض الجينية مثل الثلاسيميا بنوعيها التي قد تسبب أحيانا ما يسمى بتسمم الحديد، أي إرتفاع الحديد بنسبة كبيرة بصورة عكسية وسلبية تعود على الدم، وتسمم الرصاص الذي ينتج أحيانا عن المواد التي تغلف فيها تسالي الأطفال.
أما فيما يخص الأعراض فإن أبرز أعراض فقر الدم عند الأطفال تتلخص في شحوب بياض العين وميله إلى اللون الأزرق، وهشاشة الأظافر وانخفاض الشهية أو الرغبة الشديدة في تناول أطعمة غير معتادة، إضافة إلى الشعور بالوهن، والتعب لفترات طويلة، والصداع، والدوخة. كما يعتبر تهيج الجلد، وفقدان الطاقة في الجسم، وصعوبات في التنفس، وعدم انتظام دقات القلب من الأعراض التي تأتي فيما بعد، ناهيك عن شحوب البشرة.
وذكر الدكتور أمير بسام الاستشاري في طب الأطفال أن هنالك عدة أساليب يمكن للأهل إتخاذها في حال كان الطفل يعاني من فقر دم، أولا أن الطفل الرضيع يولد وفي كبده نسبة من الحديد تكفيه حتى 6 أشهر لذلك يجب على الأم أن تبدأ بإدخال عناصر غذائية أخرى مع الحليب لأن حليب الأم لا يحتوي على نسبة كافية من الحديد. كما يجب أن يكون هنالك توازن في العناصر الغذائية التي يجب أن يتناولها الطفل، وليس فقط التركيز على الأطعمة التي تحتوي على حديد، بل يجب أن يشمل غذاؤه على بروتين، وكربوهيدرات، ونشويات، وسكريات بصورة متوازنة ومتكاملة. أما فيما يخص الأطفال في المرحلة الأساسية فأيضا يجب الإهتمام بأسلوب تغذيتهم، وعناصر الغذاء الخاصة بهم، ويحب مراجعة الطبيب بشكل دوري لأن فقر الدم عند الأطفال أخطر من غيره من الأعمار لأن مرحلة الطفولة هي مرحلة نمو مستمر لجميع خلايا الجسم، وأعضاؤه، وأجهزته، وبالتالي فقر الدم قد يؤدي إلى مخاطر كبرى تؤدي إلى تراجع في النمو، والتأثير على الأعضاء، والأجهزة.
لمزيد من التفاصيل يمكنكم متابعة الحلقة التالية من برنامج دكتور مسك عبر الرابط التالي: