على مدى آلاف السنين، قسمت السلاسلُ الجبليةُ في هضبة الأناضول الأرض إلى مناخاتٍ وبيئاتٍ مميزة، ما عزز تشكل أنواع متعددة من الزهور منذ أيام الدولة العثمانية، الأمر الذي حافظ على ازدهاره حتى وقتنا الحاضر لتصبح تركيا المصدر لربع الزهور حول العالم وفق الإحصائيات الرسمية.
للزهور اهتمامٌ واسعٌ في تركيا يمتد إلى تاريخ بعيد، فثمة مصادر تريخية نقلت أن السلطانَ عبد الحميد الثاني كان يشتري سنويًا أكثر من ثلاثين ألف أصيصٍ للزهور، وكان يستفيد منها في استنبات كل النباتات التي أحبَّ استخدامها، ويضعُها على ياقةِ معطفِه كما اعتاد السلاطين العثمانيون أن يفعلوا.
وتحظى زهرة التوليب بالصدارة في تركيا وهي بمثابة الزهرة الوطنية للجمهورية، واسمُها مستمدٌّ من كلمة توربان؛ أي العمامة، والتي تشبة الزهرة في شكلها.
وفي المرتبة الثانية تتربع زهرة الوردة أو ما تسمى محليا Gül وهي واحدةٌ من الزهور الأكثر جمالًا وشعبيةً في العالم، وتعد الخيار الاول لمن يريدون التعبير عن مشاعرهم من الحب والفرح والوفاء، وقد استخدم التُّركُ ماء الورد وزيت الورد في الطهي والعلاج وصناعة المستحضرات التجميلية، ولأغراضٍ دينيةٍ أيضًا.
وقد سميت إحدى حدائق إسطنبول الجميلة في حي الفاتح، وهي حديقة قصر السلاطين العثمانيين “توبكابي سراي” باسم “غُل هانة” (Gülhane) تيمنًا بالوردة التركية.
أما ثالث الأزهار المشهورة في التراث التركي فهي الزعفران الذي يعدُّ من الزهور القليلة التي تنبتُ في فصل الشتاء، وتتلوّن بتلاتُه بعددٍ من الألوان المتراوحة بين الأبيض والوردي والأزرق والبنفسجي والأرجواني والبرتقالي.
تفتخرُ تركيا بوجود 59 نوعًا من الزعفران الطبيعي منتشرةً في جميع أنحائها، وقرابة الثلاثين نوعًا منها لا تتواجد إلا في تركيا بشكلٍ خاصٍّ وفريد، وتستعمل للزينة والطهي والتوابل.