مسك – قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا تمضى اليوم خطوة تلو الأخرى نحو هدفها لتحقيق الريادة الإقليمية والعالمية، ليس بالقول بل في الميدان.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الأربعاء عقب اجتماع الحكومة التركية في العاصمة أنقرة، وأعلن خلالها أن قوات بلاده حيّدت خلال 5 سنوات 17 ألفا و750 إرهابيًا.
وقال أردوغان إن عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم وصل 17 ألفا و750 منذ يوليو/ تموز عام 2015.
وأضاف: “تم القضاء على 12 ألفا و900 إرهابي، 6 آلاف منهم داخل البلاد، و6 آلاف و900 خارجها”.
وتابع: “قضينا إلى حد كبير في غضون 5 سنوات على جزء مهم من الكادر الذي شكلته المنظمة الإرهابية (بي كا كا) خلال أعوام طويلة”.
وأشار إلى أن عدد شهداء تركيا من الجنود والدرك والشرطة والحراس الأمنيين خلال العمليات داخل وخارج الحدود بلغ 1259.
أردوغان، شدّد على أن تركيا لقنت من حاولوا تركيعها بكل الوسائل درسا تاريخيا عبر حماية شعبها لاستقلالها ومستقبلها.
وأوضح أنه “من لا يدين المنظمة الإرهابية دون تردد لا يمكنه أن يقدم نفسه على أنه حزب سياسي في هذا البلد”.
وزاد: “لم ولن تتلطخ أيدينا بدم بريء واحد، ولم يكن علينا مآخذ في ماضينا باستعمار أي أرض أو مجتمع، ولن يكون”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن اجتماع الحكومة تناول جميع القضايا المطروحة في الوقت الراهن على أجندة البلاد، بدءا من الأمن وحتى الصحة.
وقال إن الاجتماع تطرق إلى تفاصيل العملية التي نفذها الجيش التركي في الأيام القليلة الماضية على منطقة غارا شمالي العراق.
وتمنى من الله الرحمة على أرواح الجنود الـ3 الذين استشهدوا خلال العملية، والمواطنين الـ13 الذين قتلهم إرهابيو “بي كا كا” بوحشية.
والأحد، عثرت القوات التركية على جثامين 13 مواطنا لدى مداهمة إحدى مغارات “بي كا كا” بمنطقة غارا في إطار عملية “مخلب النسر-2” التي انطلقت في 10 فبراير/ شباط الجاري، وانتهت في 14 منه بتحييد 53 إرهابيا.
وأكّد أردوغان أن المنظمة الإرهابية استهدفت بوحشية القوات العسكرية والأمنية التركية والموظفين الحكوميين والمواطنين المدنيين.
ولفت أردوغان إلى أن “بي كا كا” ارتكبت المجازر دون تمييز بين الرضع والأطفال والنساء والمسنين.
وبيّن أن المنظمة التي أصبحت مطية بيد دول المنطقة والقوى العالمية، انسحبت إلى قوقعتها لفترة من الزمن.
وأردف: “بعض الجهات التي لديها مخططات ضد تركيا قامت بتحريك بي كا كا مجددًا عبر أدوات كثيرة (لم يحددها) منذ عام 2013″.
وذكر أن تركيا شنت عدة عمليات لتمزيق الممر الإرهابي الذي كانت هناك محاولات لإقامته على طول حدودها الجنوبية.
وقال أردوغان إن العمليات التي بدأت بـ”درع الفرات”، وتواصلت بـ”غصن الزيتون” و”نبع السلام” و”درع الربيع”، حققت الأمن في جزء كبير من الأراضي السورية المقابلة لتركيا.
وأوضح أن الهدف الرئيسي من إنشاء الجيش التركي قواعد دائمة داخل الأراضي العراقية هو الحيلولة دون تسلل عناصر المنظمة الإرهابية إلى الأراضي التركية.
كما أشار إلى أن هجمات المنظمات الإرهابية ضد تركيا أسفرت عن استشهاد 770 مواطنًا وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين منذ يوليو 2015.
من جهة أخرى، شدّد أردوغان على أن تركيا احتضنت المظلومين ومدت لهم يدن العون دائمًا، ووقفت بجانب الباحثين والمدافعين عن الحق.
وأضاف: “هذا ما قمنا به في سوريا وليبيا وقره باغ والصومال وفلسطين والعراق والبوسنة وقبرص، وأظهرنا الموقف المشرف نفسه في جميع الأماكن التي تدخلنا فيها”.
وتابع: “إذا كان هناك ثمن يتعين علينا دفعه لتحقيق هذا الأمر فإننا دفعناه بالفعل. وتجلى ذلك تارة عبر إحداث الفوضى في شوارعنا وتارة أخرى عبر محاولات إحداث الاضطرابات السياسية، فضلًا عن إرسال المنظمات الإرهابية ضدنا من داخل حدودنا وخارجها”.
وزاد: “دفعنا ذلك الثمن تارة بمحاولات الانقلاب وتارة بالمكائد الاقتصادية والضغوط الظالمة وغير المشروعة في الساحة الدولية ولكننا لم نرضخ ولم نركع ولم نستسلم أبدًا، بل اتحدنا مع شعبنا وصمدنا وحافظنا على أخوتنا ونجحنا في تجاوز جميع العراقيل التي واجهتنا”.
وشدّد على أن تركيا اليوم تنظر إلى مستقبلها بأمل أكبر، وتثق في نفسها أكثر من أي وقت مضى.
وأوضح أن بلاده تمضى اليوم خطوة تلو الأخرى نحو هدفها لتحقيق الريادة الإقليمية والعالمية، ليس بالقول بل في الميدان.