اليوم العالمي للمعلمين في عام 2020.. ظروف مزرية تحاصر المعلم العربي من كل الاتجاهات، والهجرة هي الحل … يمر الخامس من تشرين الأول أكتوبر هذه المرة في وقت يصطدم فيه كثير من المعلمين العرب بعراقيل وأزمات اجتماعية لا تنتهي تحول دون تمكن المعلم بالاحتفال في هذه المناسبة السنوية.
عيون المعلمين العرب إلى ما وراء حدود بلادهم، حالة مردها المعاناة في الوطن الأم والرؤية المظلمة للمستقبل… يزيد من هذا مقارنة المعلم العربي بحاله مع نظرائه في البلدان المتقدمة مثل أوروبا وكندا والولايات المتحدة، ففي دولة لوكسمبورغ مثلا يزيد راتب المعلم السنوي عن مئة وخمسة عشر ألف دولار أمريكي، في حين يتقاضى المعلمون الألمان حوالي سبعة آلاف دولار شهريا.
على الضفة الأخرى في هذا يتضاعف حجم المفارقة، في الأردن مثلاً تعرض عدد من المعلمين للاعتقال وأغلق مقر النقابة من قبل السلطات لمدة عامين بعد مواجهتها اتهامات بالتحريض على الحكومة.
وفي لبنان تشير الإحصائيات إلى ارتفاع غير مسبوق في هجرة الطواقم التعليمية بسبب الأحوال الاجتماعية والاقتصادية المرافقة لأزمة كورونا، والتي أدت إلى إغلاق عدد كبير من المدارس الخاصة.
ستة وعشرون عاما مضت على توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين والتي باتت ذكراها هي اليوم العالمي للمعلمين، لكن الإطار المرجعي الذي حملته التوصية للنظر في حقوق المعلّمين ومسؤولياتهم على الصعيد العالميّ لا تزال أقرب إلى الخيال، لا سيما في بلاد عزيزة لكنها تجور على أبنائها.