خلق فيروس كورونا الذي ظهر مطلع عام 2020، وانتشر في كل العالم تحدي كبير على جميع الأصعدة، حيث أوقف عجلة الحياة، ووقف عائق أمام سريان كثير من الأعمال، والعمليات الروتينية واليومية الأساسية والثانوية على حد سواء. وأحد أبرز القطاعات التي تأثرت بفيروس كورونا، وحاولت الدول التغلب عليه وإيجاد الحلول للاستمرارية في ظل تفشية هي المؤسسات التعليمية في جميع المستويات أبتداء من الرياض الأطفال وصولا إلى التعليم الجامعي والدراسات العليا. وفي ظل هذه الأزمة برز التعليم عن بعد فالتطور التقني كان المتصدي الأكبر للعقبات التي خلقها فيروس كورونا، ففي الوقت الذي حال الفايروس من وصول الطلبة للمدارس والجامعات لإكمال تعليمهم جاء التعليم الإلكتروني الذي يتم عن بعد لتحل المواقع الرقمية محال الغرف الصفية وتطبيقات الزوم وشبيهاتها محال اللوح والقلم وغرف النقاش والتعلم.
كان هناك دول أعتبرت رائدة في هذا المجال، وأستطاعت تنظيم خطط تعليم إلكتروني بديل، ومازالت حتى اللحظة بشكل سريع وسلسل، ومن هذه الدول تركيا التي تعتبر في ذات الوقت حاضنة لعدد كبير من الطلبة الأجانب الذين يأتون من كل حدب وصوب لإكمال تعليمهم الجامعي في تركيا.
لربما حل التعليم عن بعد مشاكل عديدة على كثير من الأصعدة على رأسها مساعدته على إكمال المسيرة التعليمية لجميع الطلبة دون توقف، ولكن في ذات الوقت خلق عوائق عديدة وخصوصا للطلبة الأجانب.
فعلى صعيد الإيجابيات قال المهندس محمد خلف مسؤول فريق طلبة جامعة إسطنبول من خلال إستبيان تم إجراؤه على عدد من الطلبة في الجامعات التركية أن إعطاء الأساتذة بدائل عن الإختبارات والإمتحانات التقليدية مثل البحوث والتقارير أعطت فرصة للطلاب ليصبحوا أكثر سلاسة في أيجاد حلول بديلة عن الإختبارات وببالتالي رفع تحصيلهم الدراسي إضافة إلى تعرف الطلاب على أساليب البحث وإزدياد معارفهم في هذا الحقل.
أيضا وفر التعليم عن بعد على كثير من الطلاب الوقت والجهد والمال في التنقل و الترحال من المدينة الأم أو البلد الأم إلى الجامعة خصوصا في ظل كون تركيا دولة كبيرة، والتقل بين مدنها بل حتى داخل المدينة الواحدة يحتاج وقت و جهد ومال. ناهيك عن مصاريف الطعام والشراب والسكن والطباعة والقرطاسية، وكذلك وفر التعليم عن بعد فرصة التعليم للجميع في أي دولة كان.
على صعيد السلبيات والتحديات قال المهندس محمد خلف أن التعليم عن بعد خلق فجوة حقيقية بين الطالب والأستاذ خصوصا لطلبة السنة الأولى، حيث أن الذهاب للجامعة والتعرف على المجتمع الدراسي يساعد الطالب في الإنخراط في الحياة الجامعية، وتكوين علاقات وزيادة إرتباطه في الجامعة في حين لم يحقق التعليم عن بعد أي من ذلك. وخص المهندس محمد خلف في هذا الجانب الطلبة الأجانب الذين يدرسون في تركيا، وكيف أن التواجد في الجامعة يساعدهم على تطوير لغتهم الأم في حين يضعف التعليم عن بعد هذا. أيضا صعوبة الوصول إلى الدوائر الرسمية في الجامعة، والوصول للأستاذ في بعض الأحيان في حال حصل أي مشاكل. ناهيك عن المشاكل الرقمية التي قد تؤدي إلى تعطل شبكة الإنترنت في الوقت الذي قد يكون فيه الطالب داخل المحاضرة أو أثناء أداءه للإمتحان.
وأثنى الأستاذ على نظام التعليم الإلكتروني التركي في حين دعى إلى طرح خطط جديدة في ما يخص طلبة السنة التحضيرية وخصوصا الأجانب منهم مثل عمل حلقات محادثة. في حين دعى الطلبة أن يندمجوا بالمجتمع ويحاولوا علاج هذه المشكلة بنفسهم عبر التعرف على أصدقاء أتراك أو الإنخراط في العمل في وسط تركي.
ونوه أن الجامعات عليها أن لا تتهاون فيما يخص التخصصات العملية مثل الطب والتمريض حيث أنها عليها العمل على تطبيق التعليم وجه لوجه في مثل هذه التخصصات حيث أن الطالب لن يستفيد إذا أستمر التعليم عن بعد.
لمزيد من المعلومات تابعو الحلقة التالية من برنامج صباحك مسك: