عندما يتقدم أحدهم لوظيفة ما فإنه، وبعد تقديم الأوراق اللازمة عبر المواقع الإلكترونية، فإنه قد يحظى بقبول أولي يؤهله بدوره إلى الدخول إلى المقابلة مع المشرفين على العمل التي يطرحون فيها بدورهم على المتقدم للعمل عدة أسئلة لقياس مدى تناسب هذا الشخص مع متطلباتهم. أسئلة عدة تختلف من مؤسسة إلى أخرى مثل التحدث عن التخصص الدراسي ومدى تقاربه مع العمل والخبرة العملية، وربما التوجهات والهوايات، وغالبا ما تتوحد المؤسسات فيما بينها بسؤال: ” لماذا تريد العمل معنا؟”، فيا ترى كيف يجدر بالشخص الإجابة على هذا السؤال ضمن جملة الإجابات النموذجية التي تثير إعجاب، وإنتباه المسؤولين عن العمل وتزيد نسبة الفوز بفرصة التوظيف.
قد يجيب عقلك الباطني أنك مللت من العمل السابق أو ترى هذا العمل ذو ميزات تتناسب مع تطلعاتك أو قد تقول في نفسك لم أجد سواه حتى الآن؛ ولكن هناك إجابات قد تهدم كل ما يتطلع له الشخص فيما يخص التوظيف، مما يستعدي أن يتحلى المتقدم للعمل بإجابة نموذجية للحصول على العمل.
وقبل معرفة كيفية الإجابة على السؤال علينا معرفة أسباب ورود هذا السؤال في مقابلات التوظيف. أولا قد يكون هذا السؤال مدرج في قائمة أسئلة التوظيف والتي قد يطرحها عليك مسؤول التوظيف بشكل روتيني وتطبيقا لما هو ووارد لورقة الأسئلة التي يحملها بين يديه ولكن هذا الخيار ليس هو الأرجح لذلك فالسبب الثاني قد يكون ليتأكد مسؤول التوظيف أنك لست هنا ولست متقدم لهذه الوظيفة لأجل الراتب وحسب أو لأنك لا تجد سوا هذا العمل. السبب الآخر قد يكون أن المسؤول التوظيف يريد معرفة مدى الولاء والإخلاص الذي قد يتحلى به الشخص المتقدم للوظيف تجاه العمل، وأن عرض أفضل لن يكون هو الوحيد الذي سيؤدي إلى تركه للعمل في حال تم توظيفه. رابعا أن مسؤول العمل يريد أن يلمس فيك شغف نحو العمل وذلك للتأكد من قدرت على إنجاز المهام التي قد توكل لك بإخلاص وتفاني وحب.
وفي ظل هذه الأسباب والنوايا يتشكل عدد من الأجوبة والسلوكيات التي يجب أن يتم مقابلتها تجاه هذا السؤال، أولا إظهار إهتمام بخدمات المؤسسة ومنتجاتها إن وجد وذكر سبب هذا الإحترام وبهذا يدرج مسؤول العمل أنك وعلى صعيد شخصي تحب العمل الذي تنجزه هذه المؤسسة، وبالتالي ترغب أن تكون جزء من هذه المنظومة لأنك بالأساس أحد المقدرين لها، وشغوف بما يفعلون وما يقدمون من خدمات. ثانيا يجدر على المتقدم للعمل أن يظهر هذا الإحترام من خلال ترجمة عاطفية تحمل معاني من الفخر والحب والتقدير في ظل قرينات هذه المؤسسة في السوق، ومحاولة نقل ما يقوله العملاء من صور إيجابية عن المؤسسة.
وحتى يتضح الأمر أكثر لنفترض أن أحدهم تقدم للعمل في شركة بيع عقاري، وتم طرح هذا السؤال عليه، بالتالي يجب أن توحي الإجابه بأن المتقدم على عمل قد تعامل شخصيا أو تعامل أصدقاء ومعارفه له مع هذه المؤسسة، ولمس مدى تفاني ومصداقية الشركة في التعامل، وعظم ما تقدمه للعميل من خدمات لا تتشابه مع قريناتها، وبالتالي دفع المتقدم للعمل هذا التعامل التقديم على هذه الوظيفة سعيا منه ليكون جزء من فريق العمل الخاص بهذه المؤسسة لينقل التجربة، ويكون جزء من مؤسسة متفانية وعظيمة، في حين يجب أن لا يجيب المتقد للعمل أنه يحب العمل في مجال العقارات وما إلى ذلك.
ويذكر أن جميع أرباب العمل يعلمون أن المتقديم للوظائف قد يتقدمون بسبب قلة فرص العمل أو سعيا إلى راتب جيد ومعقول، ولكن وكما يقال “كلمة تبني وكلمة تهدم” وهذا الأسلوب في الإجابات يمنح المتقدم إضافة قد تحسس مدير العمل بأنه مختلف عن أقرانه المتقدمين للتوظيف ومدى شغفه وحبه ونشاطه للعمل.
فما رأيكم أنتم؟