المقاطعة التجارية.. سلاح الشعوب للتعبير عن غضبها من الإساءة لمقدساتها الدينية أو رموزها… يعود اليوم إلى الواجهة في العالم الإسلامي بعد التطاول غير المبرر في فرنسا على شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
دعوات لمقاطعة تجارية شاملة لفرنسا في العالم الإسلامي
عبر التاريخ شكل سلاح المقاطعة التجارية عامل تأثير كبير في عدول الدول المسيئة عن مواقفها، فهو وفق الأرقام والإحصاءات يمثل نزيفا حقيقيا للاقتصادات فضلا عن تغيير قناعات الشعوب حول دول لطالما سعت لتحسين صورتها في الخارج، الأمر الذي يجعل المقاطعة التجارية مثار رعب حقيقي للحكومات لا سيما عندما يتعلق الموضوع برمز ديني يمثل شعوبا متعددة القوميات واللغات، لكنها متحدة في الإيديولوجيا.
في ميادين مواقع التواصل الاجتماعي، يبرز اسم فرنسا حالياً في صدارة الوسوم المتداولة في عدد من الدول العربية والإسلامية مثل الكويت وتركيا، دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية تكاد تطغى على كل المواضيع والأحداث الأخرى، وصور امتناع بيع تلك المنتجات باتت مثار فخر للمراكز التجارية التي أصدرت لزبائنها قوائم بالمنتجات الفرنسية.
توقعات بخسائر بالمليارات لفرنسا
في حال استمرار المقاطعة على مدى عقود طويلة، وعلى الرغم من غياب وسائل تواصل حديثة كتلك التي بين يدينا، تسببت المقاطعات بخسائر كبيرة للدول، ففي عام ألف وتسعمئة وتسعة وتسعين قدرت جامعة الدول العربية خسائر الاحتلال الإسرائيلي بسبب المقاطعة العربية بنحو 90 مليار دولار.
وليس بعيدا عن فرنسا، بلغت خسائر الدنمارك في عام ألفين وخمسة بعد مقاطعتها بسبب نشر إحدى الصحف رسوما مسيئة للنبي 3 مليارات دولار وفقدان 20 ألف وظيفة وفق إحصائيات لغرفة التجارة الدنماركية التي حملت مسؤولية هذه الخسائر آنذاك لمواقف السياسيين المؤيدة لنشر الرسوم.