مسك – قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن العنصرية الثقافية باتت مؤسساتية في دول أوروبية عديدة على رأسها فرنسا.
جاء ذلك في كلمة لأردوغان عقب ترؤسه اجتماع الحكومة، الإثنين، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
و تطرق الرئيس أردوغان إلى تصاعد الاعتداءات العنصرية الفاشية ضد الأتراك والمسلمين عموما في أوروبا.
ولفت إلى إحراق نسخ من القرآن الكريم ووضع رؤوس خنازير على أبواب المساجد، ومراقبة أماكن العمل والجمعيات والمنظمات العائدة للمسلمين.
وأشار إلى أن تلك الأمور باتت من الممارسات الاعتيادية في أوروبا.
ولفت إلى أن الاحصائيات تظهر مدى ارتفاع مستوى التهديدات حيال المسلمين، رغم تهرب المسؤولين الأوروبيين من مواجهة الحقيقة.
وأوضح أن جرائم الكراهية في أوروبا زادت ضعفين في 2020 مقارنة بالأعوام السابقة.
كما لفت أردوغان إلى أنه جرى تسجيل أكثر من 900 اعتداء ضد المهاجرين في ألمانيا وحدها، 400 منها ضد أتراك، في 2020.
وأشار إلى أن الأرقام المسجلة لا تظهر سوى جزءا بسيطا من جرائم الكراهية في الواقع.
وأضاف أنه يتم تسجيل خُمس تلك الجرائم فقط، وأن التقديرات تشير إلى أنها أكثر بنحو أربعة أو خمسة أضعاف.
وأكد الرئيس أردوغان أن “العنصرية الثقافية تحولت إلى عنصرية مؤسساتية بدول أوروبية عديدة في مقدمتها فرنسا”.
وأردف أن الأفكار التي كانت تعتبر هامشية في أوروبا قبل 5-10 سنوات، باتت اليوم تمثل خطاب أحزاب سياسية رئيسية في أوروبا.
وأوضح أنه في الأعوام الأخيرة، بات التهجم على اللاجئين والأجانب والمسلمين وتركيا واستهدافه شخصيا، محور الحملات الانتخابية في أوروبا.
وبيّن أن الساسة الغربيين يحاولون تحميل المهاجرين أو المسلمين فاتورة فشلهم على صعيد السياسة الداخلية في بلدانهم.
وأشار إلى أنه خلال الأسابيع الماضية، تنافس وزير الداخلية الفرنسي، مع أحد زعماء الأحزاب العنصرية في “سباق من أكثر معاداة للإسلام” على قناة تلفزيونية فرنسية.
وأكد أن هذا الأمر يبعث على الخجل من حيث القيم الانسانية، والقيم الأوروبية المزعومة.
وشدد على أن تعامي المؤسسات الغربية حيال معاداة الإسلام، يزيد قلق تركيا .
وأوضح أن الإعلام الغربي يعمل على التقليل من شأن جرائم الإرهابيين العنصريين عبر وصفهم بـ”الأفراد المضطربين نفسيا”، واعتبار ممارساتهم “جرائم عادية”.
كما أشار الرئيس أردوغان إلى عدم إنزال العقوبة المستحقة بحق أعضاء “المنظمة الاشتراكية الوطنية السرية” التي قتلت 10 أجانب بينهم 8 أتراك بدوافع عنصرية في ألمانيا، (خلال الفترة من 2000 إلى 2007)
ولفت إلى عدم الكشف عن ارتباطات المجرم الذي قتل 9 أشخاص بينهم 4 أتراك، في مدينة هاناو بألمانيا العام الماضي.
وشدد أنه طالما لم تبد الدول الأوروبية الحرص على مكافحة منظمات النازية الجديدة، كما تبديه بخصوص مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، فإنه لا مفر من وقوع اعتداءات عنصرية مماثلة.
وأكد أردوغان أنه مهما حاولت الدول الأوروبية التقليل من شأن التهديدات العنصرية، فإن تركيا مصممة على لعب دور فاعل بشكل أكبر فيما يتعلق بهذا الموضوع، بعد الآن.
وأوضح أن المؤسسات التركية المعنية وفي مقدمتها وزارة الخارجية والقنصليات، تتابع عن كثب الحوادث العنصرية.
وأكد أن تركيا لم ولن تترك مواطنيها المغتربين في أوروبا وحيدين أمام العنصريين.