مسك – قال عمر جليك، متحدث “حزب العدالة والتنمية” الحاكم بتركيا، إن “هناك أواصر قوية للغاية مع الدولة المصرية وشعبها تعود لتاريخ قديم، وبدون شراكتنا التاريخية لا يمكن كتابة تاريخ المنطقة، ولا إفريقيا ولا الشرق الأوسط ولا البحر المتوسط”.
جاء ذلك في رد من جليك على سؤال حول العلاقات مع مصر، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الحزب الحاكم في العاصمة أنقرة؛ خلال اجتماع اللجنة التنفيذية المركزية للحزب برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، مساء الثلاثاء.
وحول تعثر العلاقات الدبلوماسية مع مصر قال: “سبق وأن تم التعبير بوضوح عن القلق بشأن مستقبل الشعب المصري وإرساء الديمقراطية والموقف السياسي من هذه القضية”.
وأشار متحدث الحزب أن هناك وضعًا جديدًا في البحر المتوسط، مضيفًا: “ليس فقط فيما يتعلق بقضية الغاز، فبعد أن ظهرت الأزمة السورية استقرت السفن الحربية لجميع دول العالم في المتوسط، وزاد الأمر أكثر بعدما ظهرت قضية ليبيا”.
ولفت إلى أن “الديناميكية الكبيرة التي ظهرت فيما يتعلق باستخدام الموارد الهيدروكربونية، تتطلب من البلدان المتشاطئة للبحر المتوسط التحدث أكثر مع بعضها البعض وإيجاد صيغ مشتركة”.
واستطرد: “بالطبع لدينا أرضية مع مصر يمكن من خلالها تناول هذه الأمور معها، لكن كما قلت، تركيا لم تتخل بأي شكل عن موقفها السابق القائم على المبادئ (..) غير أن ضرورات الحديث بشأن التطورات التي تشهدها المنطقة تقتضي مثل آليات الحوار تلك، لكن هذا بالطبع منوط بأن يكون نفس النهج متبادل”.
وانطلاقا من الموقف التركي الرافض للانقلابات باعتبارها خيار غير ديمقراطي، عارضت أنقرة الإطاحة بالراحل محمد مرسي، أول رئيس مصري مدني منتخب عام 2013، ما أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين، لكن العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما استمرت بشكل طبيعي.
** كل القرارات المتخذة بخصوص تركيا لا سند لها
في سياق آخر شدد جليك على أن البيان الصادر ضد تركيا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، “غير صائب”، مضيفا: “جميع القرارات المتخذة بخصوص تركيا بلا سند”.
وتابع بهذا الخصوص: “لا يوجد مبرر لعرض ما قامت به تركيا في إطار حقها بمكافحة الإرهاب وحماية أمنها القومي، على أنه هجوم على الدول العربية وسيادة الأراضي العربية، والحقيقة أن كافة الدول العربية الموقعة على القرار (البيان) تعرف ذلك جيدًا”.
وشدد على أن تركيا دائمًا ما تدافع عن سيادة الدول العربية وسلامتها ووحدة أراضيها، واستدرك قائلًا: “لكن حينما يستهدفنا هجوم إرهابي من أي جار لنا وكان هذا الجار عاجز كدولة لها سيادة عن القضاء على تلك العناصر الإرهابية ولم يرد كما ينبغي على هذه الهجمات التي تستهدف تركيا، فبذلك بات تدخلنا أمرًا لا مناص منه”.
وزاد قائلا: “شعرنا بحزن كبير لمثل هذه القرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية، وذلك لأننا نعتبرها منظمة شقيقة لا منظمة دولية”، مضيفًا: “وأجدد تأكيدي ثانية أن هذه القرارات التي جاءت بدافع من عدد من الدول التي تريد إثارة عداء مع تركيا، غير صائبة”.
وتابع متحدث العدالة والتنمية قائلا: “على العكس من تلك المواقف، هناك أمور تستدعي تفكيرنا فيها، كمصير مستقبل سوريا، وليبيا، ومتابعة التطورات بشرق المتوسط، ومآل مستقبل إخوتنا الفلسطينيين، لذلك ندعو جامعة الدول العربية أن تتصرف بشكل أكثر حساسية بهذا الصدد”.