مسك – قال السفير التركي لدى روما مراد سالم أسنلي إن العلاقات مع إيطاليا تعتمد على الثقة المتبادلة والحكومة الجديدة بقيادة ماريو دراغي تدرك أهمية بلادنا الاستراتيجية.
وفي حوار مع الأناضول تحدث أسنلي عن العلاقات الثنائية وعن أبرز التطورات التي حدثت خلال فترة توليه منصبه في روما والتي أوشكت على الانتهاء.
وأوضح أسنلي أن زعيمي البلدين تبادلا الزيارات الرسمية وتناولا سبل تطوير العلاقات إذ زار الرئيس التركي أردوغان روما عام 2018 بينما زار رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك جوزيب كونتي أنقرة عام 2020.
كما أجرى وزيرا الدفاع والخارجية التركيين عدة لقاءات مع نظرائهما الإيطاليين، ونتيجة لهذه الزيارات المتبادلة والمباحثات اكتسبت العلاقات بين البلدين مضموناً جديداً.
وأضاف أن وزراء آخرين من البلدين عقدا العديد من الاجتماعات عبر الفيديو كونفرانس تناولوا فيه أهم التطورات.
– نظرة الحكومة الإيطالية الجديدة لتركيا
وبخصوص الحكومة الجديدة في إيطاليا والتي تشكلت في فبراير/ شباط الماضي برئاسة ماريو دراغي الرئيس الأسبق للبنك المركزي الأوروبي، قال السفير أسنلي إن حكومة روما تعي جيداً الأهمية الاستراتيجية لبلادنا.
وأشار أسنلي إلى أن دراغي تطرق للحديث عن تركيا خصيصاً خلال كلمته بالبرلمان قبيل التصويت على منح الثقة للحكومة.
وتابع ” لقد أعطى دراغي رسائل واضحة جداً بخصوص تركيا، ونأمل أن تتطور علاقاتنا لما هو أبعد من ذلك في فترة توليه لرئاسة حكومته. خاصة الاقتصادية.”
– إيطاليا تدعم انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي
ولفت أسنلي إلى أن إيطاليا تدعم تركيا في مسيرة انضمامها للاتحاد الأوروبي، مضيفا أن البلدين يواجهان تحديات مشتركة ويسعيان لإيجاد حلول لها.
ونوه: كان هناك توافقاً على عقد قمة بين الحكومتين في الربع الأول من العام الجاري، إلا أن تفشي وباء كورونا حال دون تحقيق ذلك.
– الاقتصاد والطاقة في علاقات البلدين
وأشاد أسنلي بالمستوى الحالي للعلاقات بين البلدين، مشيراً إلى وجود إمكانية لتطويرها أكثر وإلى استعداد رجال الأعمال والقطاع الخاص لذلك.
وأوضح أسنلي أن عدد الشركات الإيطالية العاملة في تركيا حين بدأ تولي منصبه عام 2016 كان 1200 شركة أما اليوم فقد وصل عددها 1500.
وأضاف أن إيطاليا أكثر دولة نفذت استثمارات مباشرة في تركيا العام الماضي بالرغم من وباء كورونا وأن قيمة الاستثمارات اقتربت من مليار دولار، وأن ذلك يعد مؤشراً على مدى متانة العلاقات.
وأشار أن الرئيس التركي حدد هدف 30 مليار دولار، لحجم التجارة بين البلدين، وأن حجم التبادل التجاري بينهما بلغ 20 مليار دولار عام 2019، إلا أنه شهد تراجعاً طفيفاً بنسبة 10-11 في المئة العام الماضي بسبب وباء كورونا.
ولفت إلى أن إيطاليا ستتولى رئاسة مجموعة العشرين G-20 العام الجاري، وأن هذا سيزيد من مجالات التعاون بين البلدين.
وأكد على أهمية تشغيل خط أنابيب الغاز العابر للأدرياتيكي (تاب) خلال فترة توليه منصبه.
ويهدف المشروع لنقل غاز أذربيجان عبر الأراضي التركية إلى أوروبا.
وأضاف أسنلي ان إيطاليا تأثرت بشدة خلال العام الماضي، بسبب وباء كورونا.
وأكد أهمية المساعدات الطبية التي أرسلتها تركيا إلى إيطاليا في أبريل/ نيسان الماضي خاصة وأن الاتحاد الأوروبي ترك روما وحيدة في مواجهة الوباء خلال تلك الفترة بينما لم تتردد أنقرة في مد يد العون لها.
وقال أسنلي إنه تسلم بنفسه العام الماضي مخطوطة حجرية أثرية كتبت قبل 1800 سنة في عهد مملكة ليديا، من السلطات الإيطالية التي سبق أن ضبطتها عام 1997 بعد أن تم تهريبها من تركيا. واستمرت الإجراءات القضائية لاستعادتها أكثر من 20 عاماً.
كما أنقذت تركيا الطفلة إيما خارات من أم إيطالية وأب سوري بعد أن اختطفها والدها وهرب بها إلى سوريا عام 2017.
ومن الأحداث المهمة التي وقعت أيضاً خلال فترة توليه منصبه، ذكر أسنلي أن تركيا ساعدت كثيراً في تحرير المواطنة الإيطالية سيلفيا رومانو التي اختطفت في كينيا وتم نقلها إلى الصومال حيث تمكنت تركيا من تسليمها لبلادها في مايو/ أيار 2020.