شجعت القصص الناجحة للشركات التركية “بيك” (Peak) و”روليك” (Rollic) في 2020 رواد الأعمال على الاستثمار في هذا المجال، وعزّزت ثقة المستثمرين بشركات الألعاب التركية الناشئة.
حيث أصبحت شركة “بيك” التي تتخذ من إسطنبول مقرًّا لها، أول شركة “يونيكورن” في تركيا، وهو مصطلح يُطلق على الشركات الناشئة التي تتجاوز قيمتها المليار دولار، وتركت شركة صناعة الألعاب “روليك” بصمة مع نجاحها المبكر بعد افتتاحها بـ18 شهرًا فقط، ممّا دفع المستثمرين إلى التركيز على شركات الألعاب الناشئة في تركيا.
وعلاوة على ذلك، أدّى هذا النجاح إلى ولادة صناديق استثمار مشتركة تركز على الألعاب مثل “مشاريع ويبلاي” (WePlay Ventures).
واجتمع المستثمرون والشركات الناشئة ومكتشفو المواهب معًا هذا الأسبوع في فعالية نظمها كلٌّ من مراقب الشركات الناشئة الموقع الإلكتروني “startups.watch” و”غوغل” (Google).
ووفقًا لأرقام “startups.watch” التي تمّ الإعلان عنها في الفعالية، فقد تلقت قرابة الثلاثين شركة ناشئة استثمارات بقيمة 223.8 مليون دولار في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام.
واستحوذت شركة “دريم غيمز” (Dream Games) التي تأسست من قِبل مصممين في “بيك غيمز” (Peak Games) على نصيب الأسد من الاستثمار، وتجاوزت الاستثمارات التي حصلت عليها أكثر من 200 مليون دولار. كما لفتت شركات ناشئة أخرى الانتباه مع الاستثمارات الأولية التي تلقّتها.
لم يمر نجاح الشركات الناشئة في مجال ألعاب الهاتف المحمول دون أن تلاحظه منصات التكنولوجيا العملاقة مثل “غوغل”، خاصة أن الشركات الناشئة تصدّر خدمات الألعاب الخاصة بها عبر تلك المنصات. وإلى جانب ذلك، فإن غالبية السوق مملوكةٌ لشركات أمريكية.
وفي تقييمه لإمكانيات تركيا في مجال الألعاب، قال مدير التسويق والإعلان لدى “غوغل” في تركيا، سيتشكين توكغوز، إن الشكةر تقدّر أن عدد مستخدمي الألعاب خلال فترة الوباء تجاوز الأربعين مليون.
وقال توكغوز: “حقيقة أن لدى تركيا شركات ناشئة ناجحة في عالم ألعاب الهاتف المحمول تشجّع جميع المشاريع. من خلال الدعم الذي نقدمه كشركة “غوغل”، نوفّر الإرشاد والدعم التسويقي لشركات ألعاب الهاتف المحمول الناشئة. بمعنى آخر، نحن نشجع الشركات الناشئة من خلال الدعم الذي نقدمه لهم في بداية مشوارهم. وفي هذا الإطار، عملنا على ضمان إنشاء مختبر تطوير الألعاب الافتراضية الذي يتيح لشركات الألعاب الناشئة اكتساب الخبرة”.
من جهته أعلن سيركان أونسال، مؤسس موقع “startups.watch” عن نتائج الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، مشيرًا إلى أن الظهور الناجح للشركات الناشئة في مجال الألعاب يشجع رواد الأعمال والمستثمرين، كما أكّد على أن إسطنبول هي أكبر مركز لاستديوهات الألعاب بعد لندن.
وأضاف أونسال: “نحن نقدّر أن 455 من أصل 533 شركة ألعاب ناشئة في تركيا مستمرة في مشوارها. حوالي 48 منهم ليس لديهم أي نشاط على مواقعهم الإلكترونية. وفيما يتعلق بالاستثمارات، فإن تمويل “دريم غيمز” البالغ 205 ملايين دولار والذي تمّ جمعه في جولتين تمويليتين يلفت الانتباه بالفعل. سيشجع ظهور شركات ناشئة مثل “دريم غيمز” كل عام سوق الألعاب. وأخيرًا، لا يمكننا الوصول إلى هذه الأرقام العالية باستثمارات أولية فقط”.
كما استضافت الفعالية حلقة نقاشية لتسليط الضوء على أهمية التنوع في شركات الألعاب الناشئة، بما في ذلك الفقرة التي اجتمع فيها سيماي دينتش، مؤسس “ريكونتاكت غيمز”، و”وومان إن غيمز” إلى جانب مدراء الصناديق الاستثمارية.
وصرّح بوراك يلماز، مدير قسم الاستثمار في “مشاريع ويبلاي” (WePlay Ventures)، أحد صناديق الاستثمار التي تركز على شركات الألعاب الناشئة، بأنهم قاموا باستثمارات في 10 شركات ناشئة حتى الآن. وأكّد يلماز على أن اختيار الاستثمار الصحيح أهم من العجلة.
وقال عصمت غوكتشان، الشريك التجاري في “استديو مشروع لودوس” (Ludus Venture Studio): “يمكننا القول إن التوقعات قصيرة الأجل لرواد الأعمال بما في ذلك الجهود المبذولة لتصبح الشركة “يونيكورن” في عام واحد ضارة. فالتوقعات غير المبنية على أسس تؤدي بالشركة الناشئة لارتكاب الأخطاء. كما في فنلندا، فإن صناعة الألعاب المتوازنة مهمة. يجب أن تكون هناك شركات ناشئة تركز على الألعاب القابلة للاستمرار بدلًا من التركيز على عدد كبير من الألعاب”.
وقال الشريك المؤسس لشركة “فنمنث غيمز” (FunMonth Games)، تولغا أوزتورك، إن استديوهات الألعاب يجب أن تكون على دراية بتوقعات المستثمرين فيما يتعلق بالاستثمار الأولي، ويجب على رواد الأعمال إتقان العمل بجميع المقاييس. ويجب أن يقدم المستثمر معلومات مرضية عن الموضوعات التي تثير فضوله. وأن يقيّم بشكل صحيح لماذا يريد أن يستثمر”.