قال المتحدث باسم حركة طالبان، سهيل شاهين، إن حركته تتطلع للعمل مع تركيا، واصفا إياها بـ”الدولة الشقيقة”.
جاء ذلك في مقابلة هي الأولى تجريها قناة “A HABER” المقربة للحكومة التركية مع قيادي بارز في حركة طالبان.
وقال شاهين الذي أكد على رغبة حركته باستمرار العلاقات بين تركيا وأفغانستان، إن “تركيا بلد شقيق لنا، وهي دولة إسلامية”.
وتابع: “من الجيد أن يكون هنا بلد شقيق معنا، نريد إنشاء علاقات جيدة مع تركيا، ونريد أن نكون على مقربة معها والتعاون والمساندة منها”.
وفي تعليقه على تطورات أفغانستان، قال مصدر تركي، إن بلاده تخوض مباحثات عبر ثلاثة جهات، منتقدا السياسة الأمريكية في عملية الانسحاب.
وقال المصدر التركي، لصحيفة “حرييت”، إن الولايات المتحدة خذلت أصدقائها وحلفائها، ونفذ الرئيس الأمريكي جو بايدن قرار دونالد ترامب بالانسحاب دون أي استشارة مع الحلفاء، وبشكل غير مخطط وسيء، وبذلك سلمت أفغانستان إلى طالبان.
تركيا لن تغادر أفغانستان كما فعلت الولايات المتحدة
وذكرت الصحيفة التركية، أن أنقرة تجري العديد من المباحثات مع جهات عدة، وقررت عدم مغادرة أفغانستان بسرعة كما فعل الغرب وخاصة الولايات المتحدة، لافتة إلى أنه لا يوجد أي طلب أفغاني بهذا الشأن.
وتابعت “حرييت”، بأن المهم هو كيف ستشكل حركة طالبان التي لا تريد أن تكون معزولة عن الساحة الدولية كما الماضي وتنظيم العلاقات مع جيرانها، الحكومة الجديدة.
وأشارت إلى أن مستقبل المجلس التنسيقي والذي يضم رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية عبد الله عبد الله، والسياسي السابق قلب الدين حكمتيار، والذي تشكل للتفاوض مع طالبان يثير الفضول.
وبحسب مصدر مسؤول في أنقرة، فإن عبدالله عبدالله، وحكمتيار أخبرا الرئيس الأفغاني أشرف غني قبل يومين من دخول طالبان كابول، بمغادرة البلاد حتى لا يزداد التوتر.
مفاوضات عبر 3 جهات
وأشار المصدر إلى أن تركيا تفضل اكتمال العملية السياسية في أفغانستان، قبل اتخاذ أي قرار.
وذكرت المصادر، أن تركيا التي تؤيد انتظار العملية السياسية، تجري مباحثات من خلال ثلاث جهات، لافتة إلى أنه حتى اللحظة لم يتم عقد أي لقاءات مباشرة مع طالبان رفيعة المستوى بشكل علني.
وأوضحت الصحيفة، أن تركيا تجري مباحثات مع الجناح السياسي لحركة طالبان عبر قطر، ومع الجناح العسكري للحركة عبر باكستان.
ولفتت إلى أن تركيا تجري مباحثات مباشرة مع طالبان عبر الأبواب المغلقة بواسطة جهاز الاستخبارات.
لماذا تريد تركيا البقاء؟
الصحيفة أشارت إلى أن أنقرة تريد أن يعم الاستقرار في أفغانستان، وتخشى أن تؤدي الفوضى أو الحرب الأهلية، أو تحول أفغانستان إلى مركز التنظيمات الإرهابية إلى التأثير سلبا عليها من خلال موجات اللجوء.
ولفتت إلى أن أنقرة تجري مباحثات مع طهرات بشأن هجرة الأفغان إلى حدودها الشرقية، التي تقوم بأعمال التحصين فيها.
كما أن لتركيا مصالحها في أفغانستان، من استثمارات وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، ومدارس تركية منتشرة هناك.
القوات التركية في مطار كابول
وحول مستقبل القوات التركية في مطار كابول، أشارت الصحيفة إلى أن طالبان تسعى للتواصل مع النظام الدولي، وتجري مفاوضات غير مباشرة وغير معلنة مع تركيا، الدولة المسلمة العضو في حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وتؤكد تركيا لحركة طالبان، أنها ليس لديها قوة قتالية في أفغانستان، وأن الغرض من تواجد الجندي التركي يساهم في عملية الاستقرار.
وبحسب المصدر للصحيفة، فإن طالبان التي ليس لديها موظفين تقنيين، يمكنها طلب دعم الموظفين التقنيين للمطار، والمباحثات تتركز بهذا الشأن.
وأشار إلى أن القوات وبعض كوادر البعثة الدبلوماسية يعملون في كابول، وسيحدد شكل الإدارة التي سيتم هيكلتها في أفغانستان، والمفاوضات الجارية بين تركيا وطالبان، مستقبل العلاقات بين الجانبين.