أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضرورة وقوف أرمينيا إلى جانب السلام من أجل إرساء الاستقرار.
جاء ذلك خلال إجابته عن أسئلة الصحفيين إثر اختتامه زيارة لجمهورية نخجوان ذاتية الحكم التابعة لأذربيجان، أمس الاثنين.
وقال أردوغان: “حان وقت السلام الدائم والطمأنينة في خوجالي وقره باغ تحت سيادة أذربيجان، وعلى أرمينيا الوقوف بجانب السلام لإرساء الاستقرار”.
وفيما يخص ممري زنغزور ولاتشين، أعرب الرئيس التركي عن أمله فتح هذه المناطق ممرات للسلام، مضيفا: “من غير الممكن التفكير بممر تسود فيه الحرب”.
وممر زنغزور يعبر أراضي ولاية زنغزور الأرمينية التي تفصل بين البر الرئيسي لأذربيجان ونخجوان المحاذية لتركيا، فيما يصل ممر لاتشين بين إقليم قره باغ الأذربيجاني المُحرر وأرمينيا.
وأشار أردوغان إلى وضعه ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف، الاثنين، حجر الأساس لمشروع خط أنابيب غاز إغدير ـ نخجوان بطول 80 ألفا و150 مترا، مبينا أنهم يستهدفون وصول قدرته الاستيعابية إلى مليوني متر مكعب يوميا.
ولفت إلى أنهم افتتحوا أمس الاثنين مجمع نخجوان العسكري، مؤكدا أن التطورات الراهنة أظهرت مرة أخرة أهمية الصناعات الدفاعية المحلية والوطنية.
وأفاد بأنه بحث قضايا ثنائية وإقليمية عديدة مع علييف، وركزا خصوصا على الوضع الأخير في قره باغ.
وهنأ أردوغان باكو بالنصر التاريخي الذي حققته في عمليتها ضد الإرهاب الأخيرة، وقال: “تصرف الجيش الأذربيجاني بلا هوادة ضد الإرهابيين وبعطف للغاية تجاه المدنيين، فالفارق الشاسع بين ما حدث قبل 30 عاما أثناء احتلال قره باغ، وما حدث بعد تحرير الأراضي المحتلة، حفر من الآن في الذاكرة، كما أهنئ أشقائي الأذربيجانيين بسبب موقفهم الإنساني حيال المدنيين عقب العملية”.
وأوضح أن أذربيجان عززت سيادتها على كامل قره باغ عقب العملية، وأضاف: “الأهم من ذلك أنه فتحت نافذة جديدة من الفرص لإحلال السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة، وننتظر من أرمينيا إظهار إرادة قوية بدلًا من إطالة المرحلة، ونقلت هذا لرئيس الوزراء نيكول باشينيان خلال اتصال هاتفي في 11 سبتمبر (أيلول الجاري)”.
وشدد أن إحراز تقدم في المسار بين أذربيجان وأرمينيا سيعطي زخما كبيرا للتطبيع الإقليمي، مؤكدًا أن تركيا ستواصل العمل مع أذربيجان لتحقيق الاستقرار والسلام والازدهار في جنوب القوقاز.
وأكد أردوغان أن تركيا ستبذل ما بوسعها من أجل فتح ممر زنغزور بأقرب وقت، مبينًا أن فتح هذا الممر المهم للغاية بالنسبة لتركيا وأذربيجان ومسألة استراتيجية يجب استكماله.
وأردف: “بعد فتح الممر ستتمكن أي سيارة أو قطار من الوصول من باكو إلى قارص مباشرة، ما سيعزز الأخوة التركية – الأذربيجانية أكثر، كما أن رؤية إشارات إيجابية من إيران بهذا الصدد أمر يدعو للسرور”.
وردًا على سؤال بخصوص تحرير خوجالي، شدد أنه لا يمكن نسيان مجزرة خوجالي والآلام التي سببتها.
وذكر أن أرمينيا تدفع الآن ثمن مجزرة خوجالي وستدفعها لأن مليون أذربيجاني نزح حرفيا من خوجالي والمدن الأخرى، مبينًا أن أذربيجان أخذت حقها الآن واستعادة أراضيها.
وشدد أن الجيش الأذربيجاني دخل إلى خوجالي لجلب السلام والاستقرار وليس الفوضى والقتل والموت، ولم يدخلها كما فعلت العصابات الأرمنية قبل سنوات من أجل قتل الناس.