أعلن المتحدث باسم حركة “طالبان” الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، الأحد، عن احتمال أن تستعين حركته بالخبرة الفنية التركية للمساعدة في إدارة مطار العاصمة كابل، مشددا على الحاجة إلى “استمرار مساعدات الأتراك” و”الاستفادة من تجاربهم في مجالات عديدة”، والوصول بالعلاقات مع أنقرة إلى ثقة كاملة متبادلة”.
وفي 15 أغسطس/آب الجاري، سيطرت “طالبان” على العاصمة كابل، بعد أن شرعت في مايو/أيار الماضي بتوسيع سيطرتها في أفغانستان، وسيطرت عليها بالكامل تقريبا خلال أقل من 10 أيام، بموازاة بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية والمقرر اكتمالها بحلول نهاية الشهر الجاري.
وبشأن رؤية الحركة للاستفادة من خبرات تركيا بعد مغادرة قواتها أفغانستان، قال مجاهد، في مقابلة مع قناة “تي آر تي” التركية: “نريد علاقات متينة وحسنة، تركيا بلد مهم بالنسبة لنا، ولدى أفغانستان علاقات تاريخية قديمة مع تركيا تريد الحفاظ عليها، وتريد تمتينها أكثر”.
وأضاف: “يجب أن نصل بهذه العلاقات إلى ثقة كاملة متبادلة، ولدى شعبَي تركيا وأفغانستان مشتركات عقدية وثقافية و دينية. نرغب في توطيد العلاقة والتقارب أكثر مع الحكومة التركية والشعب التركي”.
وأردف: نحن “بحاجة مستمرة لمساعدات الأتراك والحكومة التركية وإلى تجاربهم، سنطلب منهم استمرار التعاون وسنستفيد من تجاربهم في مجالات عديدة”. وفق وكالة الأناضول.
وفيما يخص أمن مطار حامد كرزاي الدولي في كابل، قال مجاهد: “نريد أن نطمئن الجميع بأننا دربنا قوات خاصة لأمن المطار، وإذا احتجنا إلى المساعدة في الجانب الفني، يمكن الاستعانة بمهندسين وفنيين أتراك، وفي الجانب الأمني قواتنا تتكفل بذلك”.
واستطرد: “سنقوم بتأمين المطار، ولن تحدث أي مشكلة، وهذا لا يعني أننا لا نريد علاقات جيدة مع تركيا أو أن تضعف العلاقة بيننا، بل سنقوي الثقة أكثر”.
ومضى قائلا: “نريد دعم تركيا، والمهندسون الأتراك يجب أن يساعدونا، والوجود الدبلوماسي التركي يجب أن يكون قويا، ويجب أن نعتمد عليهم كإخوة لنا، ويجب أن يستمروا في دعمنا”.
والأحد، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريح صحفي، إن “هدفنا الأساسي هو تعافي أفغانستان من مشاكلها في أسرع وقت، وتركيا مستعدة لتقديم كافة أنواع الدعم لتحقيق ذلك”.
وأضاف: “على مدى 20 عاما، قدمت تركيا خدمات كبيرة لأفغانستان سواء بالبنية التحتية أو الفوقية”.
وردا على سؤال حول إمكانية عقد اتفاق مع أفغانستان مماثل لاتفاق أبرمته تركيا مع ليبيا، أجاب أردوغان: “من الممكن عقد اتفاق مماثل، يكفي أن نجد من نتحاور معه، تركيا هدفها الوحيد هو حل المشاكل”.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 وقعت الحكومة الليبية الشرعية السابقة مع تركيا مذكرة تفاهم لمساعدتها على تطوير قدرات قوات العسكرية والأمنية.
** الحكومة المقبلة
وبالنسبة للحكومة المرتقبة، قال مجاهد: “عندما تنتهي مشاوراتنا بهذا الخصوص، وعندما يكتمل توحيد الآراء، سنعلن عن تشكيل حكومتنا، نحن مستعجلون وجادون في هذا الأمر”.
واستدرك: “لكننا نريد تشكيل حكومة تجنبنا المشاكل وتوفر الأمان والطمأنينة للناس وتقضي على الذرائع التي تؤدي إلى المشاكل، لذلك أخذ التشاور منا وقتا أطول والسبب هو أن دخولنا كابل كان مفاجئا، لم نكن مستعدين لذلك. سنعلن عن التشكيلة الحكومية قريبا”.
وتابع: “بعد خروج القوات الأجنبية نستعيد استقلالنا ونتحكم في أمورنا. لدينا ثقة كاملة بمنع حدوث المشاكل، ولدينا ثقة بأن الأمن سيستتب، وستظهر أفغانستان كدولة مستقلة وحرة”.
** تفجيرات “داعش”
وبخصوص تفجيرات تنظيم “داعش” الإرهابي في محيط مطار كابل، قال مجاهد: “الانفجارات الأخيرة كانت أسبابها واضحة، وأولى هذه الأسباب تهيئة الأجواء من قبل الأمريكان لحدوث ما وقع، خلقت (القوات الأمريكية) حالة فوضى عارمة لا يمكن السيطرة عليها في مطار كابل (خلال عمليات الإجلاء)”.
وأردف: “كان هناك حدا فاصلا بيننا وبين الأمريكان، والهجوم وقع في المنطقة التي كان الأمريكيون مسؤولون عن أمنها، كان هناك فوضى وزحام، لكنها كانت حالة استثنائية”.
وتابع: “نحن على ثقة أنه بعد خروج الأمريكان وتسلمنا للمسؤولية بشكل كامل، يمكن تفادي ومنع تكرار مثل هذه الأحداث. لدينا آلية وخطة دقيقة لضبط الأمن في البلاد”.
واستطرد: القوات الأمنية التي تلقت تدريبات جيدة واكتسبت خبرات ومهارات ممتازة ستقوم بتعزيز الأمن”.
وزاد بقوله: “نثق بأننا سنتمكن من كشف المخططات ومنع وقوع أحداث مماثلة، وسنُفشل مخططات زعزعة الأمن قبل أن تُنفذ، والشروع في ذلك بحاجة إلى إعلان التشكيلة الحكومية وخروج ما تبقى من القوات الأجنبية من المطار”.
وفي 2001، أسقط تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، حكم “طالبان”، لارتباطها آنذاك بتنظيم “القاعدة”، الذي تبنى هجمات بالولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول من ذلك العام.
وتعهدت “طالبان”، في 17 أغسطس الجاري، بألا تكون الأراضي الأفغانية منطلقا للإضرار بأي دولة أخرى، وأعلنت العفو العام عن موظفي الدولة، ودعت النساء إلى المشاركة بحكومتها المرتقبة.