ندد رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، أرسين تتار، بتصريحات سيناتور أمريكي قال إنه يأمل برؤية “رحيل آخر جندي تركي من الجزيرة”.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها تتار، الأربعاء؛ تعليقاً على تصريحات أدلى بها، السيناتور الأمريكي بوب مينينديز، خلال مراسم تقليده “وسام الصليب الأكبر لمكاريوس الثالث” من قبل إدارة قبرص الرومية.
وأكد الرئيس على أن ” هذا (كلام مينينديز) خطاب أجوف تماما ولا أساس له، وبعيد كل البعد عن الحقائق المتعلقة بقبرص؛ لذلك لا يمكن أن يتسم هذا الكلام بالمصداقية”
كما شدد تتار على أن بلاده لا يمكنها مطلقًا قبول تصريحات السيناتور الأمريكي، مضيفًا “اليوم هو الأول من سبتمبر ، يوم السلام العالمي ، وأن السلام في قبرص قد تم ضمانه بفضل وجود القوات المسلحة التركية في الجزيرة”.
وتابع قائلا “ورغم معاهدة الضمان التي وقعت في ستينيات القرن الماضي، فإن العالم كله والأمم المتحدة والبريطانيين والولايات المتحدة والجميع يعرفون ما حدث في قبرص ، والجميع يعلم أن الأتراك قد قتلوا هنا”.
ووقعت المعاهدة المذكورة بين قبرص من جهة وتركيا واليونان والمملكة المتحدة من جهة أخرى في 16 أغسطس/آب 1960، ونصت على ضمان هذه الدول استقلال الجزيرة وسلامتها.
في السياق نفسه استطرد تتار مشددًا على أن “عقلية القبارصة الروم لم تتغير رغم مرور تلك السنوات”، مؤكدًا أن “اية خطوة من شأنها إعادة القبارصة الأتراك إلى عامي 1974 و 1960 لن تُقبل أبدا”.
كما أكد أن “أمن القبارصة الأتراك مهم وأن هذا الأمن مكفول من خلال وجود الجنود الأتراك هنا”، مضيفًا “الجنود الأتراك في الجزيرة من أجل السلام ، وليس لديهم أي غرض أو نية أخرى”.
وزاد الرئيس القبرصي التركي قائلا “لا يمكننا أبدًا ولا ينبغي لنا أن نكون غير آمنين. وهذا هو السبب في أن ما قاله عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، لا يعنينا، وتصريحاته فارغة تماما، ومن ثم لا يمكننا احترامها”.
تتار شدد كذلك على أن “أي اتفاق في قبرص يجب أن يكون قائمًا على أساس دولتين متساويتين ذات سيادة تعيشان جنبًا إلى جنب”، متابعًا “وانسحاب الجنود الأتراك من هنا يمكن اعتباره بمثابة الفخ والمؤامرة الكبيرة بالنسبة لنا”.
ولفت أنه “في حالة تحقق كل هذه الظروف فإن الجانب القبرص التركي مستعد لأي تعاون ومفاوضات”.
وبين كذلك أن “القبارصة الأتراك لهم دولتهم وجمهوريتهم اليوم”، مضيفًا “وبالتعاون مع الجمهورية التركية، نضمن أمن بلادنا وحماية شعبها، ومن ثم فإن وجود قواتها هنا، وقيامها بتوفير الأمن أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا، فهذا هو خطنا الأحمر الذي لا غنى عنه”.
وفي 20 يوليو/ تموز 1974، أطلقت تركيا “عملية السلام” العسكرية في قبرص، بعد أن شهدت الجزيرة انقلابا عسكريا قاده نيكوس سامبسون، ضد الرئيس القبرصي مكاريوس الثالث، في 15 يوليو من العام نفسه.
وجرى الانقلاب بدعم من المجلس العسكري الحاكم في اليونان، فيما استهدفت المجموعات المسلحة الرومية سكان الجزيرة من الأتراك.
وبدأ الجيش التركي عملية عسكرية ثانية في 14 أغسطس / آب 1974، ونجحت العمليتان بتحقيق أهدافهما، حيث أبرمت اتفاقية تبادل للأسرى بين الجانبين في 16 سبتمبر/ أيلول من نفس العام.
وتعاني قبرص منذ 1974، انقساما بين شطرين، تركي في الشمال ورومي في الجنوب، وفي 2004، رفض القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.