قال ابراهيم قالن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية، الثلاثاء، إنه من الضروري إدارة العلاقات بين الإسلام والغرب وفق منهج الحوار والتفاهم بدلا من الصراع والتشكيك.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها في جامعة قطر، نظمها مركز “ابن خلدون” للعلوم الإنسانية والاجتماعية التابع للجامعة بحضور الشّيخ ثاني بن حمد آل ثاني شقيق أمير البلاد، ورئيس الجامعة حسن الدرهم، وسفير تركيا بالدوحة مصطفي كوكصو، إضافة إلى عشرات الأكاديميين والطلاب والمشاركين.
وتحدث قالن عن العلاقة التي ربطت الغرب بالإسلام، سواء في شكل الغرب التقليدي ممثلا في الحضارة البيزنطية والوجود اليهودي في المشرق أو حديثا ممثلا في الدول الغربية أثناء الاستعمار و ما بعده.
وذكر أن “الكثير من المشكلات السياسية التي تحدث اليوم بين الغرب والإسلام مردها إلى عدم فهم كل طرف للآخر”.
ودعا قالن إلى” المزيد من الفهم المشترك لثقافة كل طرف بعيدا عن النظرة المسبقة والأحكام الجاهزة، وذلك لبناء الثقة والحوار بدلا من الصراع والتشكيك”.
وأضاف: “هناك عدة منطلقات يجب الانطلاق منها لفهم العلاقة، فعندما جاء الإسلام لم تكن الجزيرة العربية على الخريطة بل كانت هناك دولة بيزنطية ويهود، وبعد انتشار الإسلام بسرعة ظهرت النظرة اليهودية المسيحية للإسلام كمنافس قوي كونه دين إبراهيمي”.
وأردف: “أدرك الغرب ممثلا في المسيحيين واليهود وجود علاقة مع الدين الجديد من حيث الأصول، وكان لنظرة الإسلام إلى المسيحية وتكريمه للسيد المسيح وأمه مريم العذراء وحديثه عنها دور في ذلك التلاقي قبل أن يظهر بعض المسيحيين في الشرق مثل يوحنا الدمشقي وغيره متحدثين عن الإسلام باختلاف وصراع”.
وتابع: ” تطور الحديث مع الوقت حتى وصل لمسألة المركزية الأوروبية واعتبار الحضارة اليونانية الغربية منشأ الثقافة والفكر رغم أن الحضارة المصرية أقدم منها وكذلك حضارات الهند والصين وبلاد الشرق المختلفة”.
وأشار قالن إلى “مجيئ الاستعمار الغربي في شكل محاولة لتصدير الثقافة الغربية والنظر إلى ما قبلها على أنه لم يكن موجودا رغم أنه لا خلاف في أن العلماء المسلمين الذين نقلوا الثقافات الهندية واليونانية والفارسية وزادوا عليها ساهموا بشكل كبير فيما وصل إليه الغرب من تطور وتحضر”.
ولفت إلى أن “المجتمعات الأوروبية أعجبت بالحضارة الإسلامية وكرهت الإسلام وألصقت به تهما كاذبة وأهمها تهمة العنف والجنس مع أن المتتبع لتاريخ الإسلام وحضارته سيجد أنها تهم كاذبة.”
وتناول قالن في محاضرته “أهم المنافذ التي نقلت الحضارة الإسلامية إلى الغرب مثل الأندلس ، والصورة النمطية وخطرها على الإسلام ودور الإعلام في ذلك وما تقوم به أفلام هوليوود من تشويه متعمد للإسلام وحضارته”.
وأكد على “أهمية أن نكون أذكياء لنستطيع إدارة العلاقة مع الآخر والبحث عن أكثر الوسائل القابلة للتواصل والحوار مع الآخر ومحو الآثار السلبية للدعاية المضادة لنا”.
كما شدد قالن على “أهمية الرد على ذلك بأسلوب الإقناع الفكري ودراسة الغرب بشكل مختلف قائم على الدراسات الاستغرابية في رد على الاستشراق بشرط أن لا نكرر خطأهم بحيث يكون هدف دراسات الغرب معرفة المشترك أكثر من المختلف والحوار بدل الصراع “.
وأضاف: “الكثير من الغربيين ينظرون للمسلمين كبرابرة متوحشين بفعل الدعايات الكاذبة وهو ما يحتم العمل بشكل قوي على تغيير الصورة وعدم الذوبان في الآخر أو الصراع معه فالنظرة المعتدلة هي تلك القائمة على الحوار والتفاهم المشترك وأن يبني كل طرف صورة حقيقية من واقع التجربة عن الآخر وليس تلك التي نقلتها الدعاية المضللة”.
وخلال المحاضرة أشاد قالن أيضا بالعلاقات القطرية التركية والتطور الشامل الذي شهدته دولة قطر في كافة المجالات.