قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن قارة آسيا تشهد صعودا ليس فقط كمركز إنتاج بل كأكبر سوق استهلاكي أيضا.
جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاقتصادي في العاصمة التركمانستانية عشق آباد، السبت.
وتضم “منظمة التعاون الاقتصادي” 10 دول هي: تركيا، أذربيجان، أفغانستان، أوزبكستان، إيران، باكستان، تركمانستان، طاجيكستان، قرغيزيا وكازاخستان.
وأكد على ضرورة الاستفادة من منظمة التعاون الاقتصادي من أجل ضمان استجابة إقليمية متكاملة للتحديات لاسيما وباء كورونا.
وأوضح أنه تقرر التركيز على “التعاون الاقتصادي بعد كوفيد -19” في قمة منظمة التعاون الاقتصادي.
وتهدف المنظمة إلى إقامة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الأعضاء، وتوجد أمانتها العامة وقسمها الثقافي في طهران، بينما يقع المكتب الاقتصادي في تركيا، أما المكتب العلمي فمقره باكستان.
وأشار تشاووش أوغلو إلى أن هناك مجالًا مهمًا آخر يركزون عليه وهو التجارة والترابط الإقليمي.
ولفت إلى وجود تغييرات تاريخية في سلاسل التوريد العالمية.
وأضاف: “آسيا ترتقي ليس فقط كمركز إنتاج بل كأكبر سوق استهلاكي أيضا”.
وتابع في ذات السياق: “وهذا يوفر فرصًا مهمة لنا جميعًا. منظمة التعاون الاقتصادي يجب أن تتحرك كجسر للتعاون التجاري والاقتصادي يربط بين آسيا وأوروبا”.
وشدد على أهمية التركيز على “ممرات النقل واللوجستيات”، مضيفا: “لا يمكننا الاستفادة أكثر من التجارة العالمية إلا إذا تمكنا من تحسين التجارة الإقليمية والروابط (النقل)”.
وأعرب عن ترحيبه بخط نقل البضائع بين مدن إسطنبول وطهران وإسلام أباد، وبقرار إنشاء شبكات الطرق والسكك الحديدية في جنوب القوقاز، وخاصة ممر زنغازور (بين تركيا وأذربيجان مرورا بأرمينيا) في إقليم قره باغ الأذربيجاني.
وأشار إلى الحاجة لتطوير التعاون في مجال السياحة أيضا، مؤكدا أن منطقة منظمة التعاون الاقتصادي لديها القدرة على أن تصبح وجهة سياحية مهمة بجمالها الطبيعي والتاريخي.
وأكد أن برنامج “السياحة الآمنة” الذي تم إطلاقه في تركيا كان ناجحا للغاية.
يشار أن برنامج شهادة السياحة الآمنة، يفرض مجموعة من التدابير المقترحة على نطاق واسع سيتم تطبيقها على كافة المواطنين والزوار الأجانب الذين سيقضون عطلاتهم في تركيا.
ولفت إلى دعمهم ترشيح سمرقند الأوزبكية لاستضافة اجتماع الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في العام 2023.
وقال إن انتخاب سمرقند يمثل نجاحًا مهمًا للمنطقة.
وبين تشاووش أوغلو أن تركيا خلال رئاستها الدورية للمنظمة (2021) عملت على تحويلها إلى منظمة أكثر فاعلية، وأنها ركزت على حل مشاكل الميزانية وجعل كادر الموظفين أكثر توازناً.
وأردف: “يجب أن نعمل أكثر على تحويل منظمة التعاون الاقتصادي إلى كيان موجه نحو النتيجة. تنفيذ رؤية المنظمة 2025 أمر مهم من أجل تحقيق ذلك”.
ولفت إلى إيفاء تركيا بالتزاماتها بموجب اتفاقية التجارة (سارية منذ 2008) لمنظمة التعاون الاقتصادي منذ البداية.
وقال تشاووش أوغلو: “أعتقد أن منظمة التعاون الاقتصادي التي تقع في مركز طرق التجارة التاريخية والمراكز الثقافية، يجب أن تكون أكثر فعالية وصوتًا”.
وتابع : “يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتحقيق ذلك”، مبينا أن قمة عشق أباد عُقدت في وقت مهم للغاية.