هذه المادة تُنشر بدعم من منظمة jhr صحفيون لأجل حقوق الإنسان
الملايين من السوريين اضطروا للهروب واللجوء إلى دول الجوار حاملين معهم اضطرابات و مشاكل نفسية ناتجة عن هول الحدث فكانت تركيا اقرب ملجأ للهروب من الموت والخوف حيث يبلغ عدد السوريين في تركيا ثلاثة ملايين و 583 ألفًا و434 سوريًا بحسب أرقام حكومية تركية
أرقاماً كبيرة كان لانعكاسات الحرب تأثيراتها النفسية التي تركت صداها عليهم وبحسب صحيفة “مليت” التركية، فإن السوريين الذين يعانون نفسياً من آثار الحرب لم تتوفر لهم فرص العلاج والدعم النفسي
60% من الأطفال السوريين في تركيا يعانون أمراضًا نفسية
تقول دراسة أجرتها جامعة “مرمرة” في اسطنبول، في أيار من عام 2018 أن 60% من الأطفال السوريين في تركيا يعانون أمراضًا نفسية.
جامعة مرمرة
المطالبة بفتح المزيد من مراكز خدمات الصحة النفسية للسوريين في تركيا
هذه الدراسة قالت أن أكثر من نصف اللاجئين السوريين يعانون اضطرابات نفسية، وكان المشرف على الدراسة، د. فايسي تشيري قد طالب بفتح المزيد من مراكز خدمات الصحة النفسية للسوريين في تركيا.
ونتيجة للاضطرابات النفسية التي يعاني منها اللاجئين وقعت عدة هيئات في تركيا اتفاقيات ، لتعزيز الصحة النفسية لهم كالتعاون بين جامعة “بيلغي” التركية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، من أجل تقديم الدعم النفسي لمن يحتاجه من اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا
منظمات الصحة النفسية السورية في طريقها للاغلاق
هذه كانت توصية الدراسة لكن على الأرض هناك بعض المنظمات التي أغلقت واخرى مهددة بالاغلاق رغم الضرورة والحاجة اليها وخاصة ان الحرب في سورية لم تنتهي وأعداد اللاجئين في ازدياد
المسالمة لمسك :: لم يتم إغلاق مكاتب اوسوم في غازي عنتاب
منظمة اوسوم واحدة من المنظمات التي أعلنت عن إغلاق مكاتبها في غازي عنتاب الاستاذ انس المسالمة نائب المدير القطري للمشاريع في تركيا في منظمة اوسوم الذي تحدث إلى أنه لم يتم إغلاق مكاتب اوسوم في غازي عنتاب فقد تم إغلاق مركز الصحة النفسية في وقت يستمر عمل المكتب في الولاية الجنوبية كما يستمر مركز العلاج الفيزيائي التابع للمنظمة بتقديم خدماته في ولاية غازي عنتاب
أنس المسالمة مدير البرامج الصحية في اوسم تركيا و نائب المدير القطري صيدلاني خريج جامعة دمشق 2009، ماجستير علم الأحياء الدقيقة جامعة الشرق الادنى
مركز الصحة النفسية في غازي عنتاب الذي تم اغلاقه
الإشراف على القطاع الصحي والنفسي للحكومة التركية
ومن الاسباب التي ادت الى اغلاق مكاتب اوسوم قال انس المسالمة أن السبب الأول هو تحول التمويل من قبل الاتحاد الأوروبي في قطاع الصحة النفسية للحكومة التركية مثل قطاع الرعاية الاولية والثانوية والثالثية وفق الاتفاق بينهم والثاني قلة التمويل الحالي بما يتعلق بدعم الصحة النفسية من غير مانحين
وأضاف السيد مسالمة أنه كان هناك اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والحكومة التركية مفاده أن نقوم بتحويل جميع الخدمات الصحة النفسية على الصحة التركية
وبرأي المسالمة هناك مشكلة تواجه الحكومة التركية في هذا الصدد وهو موضوع اللغة والتواصل مع اللاجئين المحتاجين للدعم النفسي
خلل في التواصل مع المنظمات الدولية
وحول ان هناك خلل في التواصل مع المنظمات الدولية قال السيد مسالمة أنه لا يوجد خلل لكن بسبب نقص التمويل بشكل عام المخصص لسوريا فمعظم المنظمات الدولية تتجه الى الكوارث العالمية الأكثر الحاحاً مثل الصراع في اليمن وأفغانستان وتداعيات أزمة كورونا كما يمكننا ان نضيف إلى جملة تلك الأسباب هو قلة الاهتمام بالشأن السوري بالاضافة الى وجود توجه من قبل المنظمات الدولية في تركيا بدمج جميع المنظمات العاملة في القطاع الصحي وجعلها تحت رعاية الحكومة التركية
وهناك اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية بأن تكون جميع الخدمات الصحية مقدمة من قبل الحكومة التركية وهذا مايحدث بشكل تدريجي ورافق ذلك نقص في التمويل
وعن قدرة مشاريع الصحة النفسية في تركيا على استيعاب كل الحالات
قال السيد مسالمة انها غير قادرة بسبب عدد اللاجئين الكبير فهناك ما يقارب الـ 4 مليون لاجئ سوري وبحسب الاحصاءات الاخيرة فيوجد في تركيا 3 ملايين و600 ألف حاصل على الحماية المؤقتة عدا عن غير المسجلين
فهذ المشاريع غير قادرة على استيعابهم بالإضافة إلى نقص في التمويل للمشاريع الصحية وتحديداً مشاريع الدعم النفسي والعلاج الفيزيائي
حيث كان يوجد مراكز تابعة للاوسوم في خمسة ولايات تركية أُغلق منها ثلاث مراكز في انقرة وتحول للهلال الأحمر التركي وغازي عنتاب وكلس وتوجد مراكز بديلة لكنها غير كافية والعلاج النفسي يحتاج إلى مختصين ناطقين باللغة الأم وهذه عقبة لكن وجهة النظر تقول هو دمج السوريين بالمجتمع التركي وهذا يتطلب أن تقوم الحكومة التركية بتقديمها بالاضافة إلى ضعف الاستجابة
2022 النهاية
وطالب انس المسالمة نائب المدير القطري للمشاريع في تركيا في منظمة اوسوم باستمرار دعم المنظمات لآخر لحظة ريثما يتم تحويل هذه الملفات للحكومة التركية ونطالب بدعم مراكز العلاج النفسي والفيزيائي يجب أن يستمر لنهاية عام 2022 ونحن اليوم لدينا نقدم خدماتنا ضمن المتاح في اسطنبول والريحانية وهذه المراكز لم تغلق ويوجد مراكز للعلاج الفيزيائي في كلس وغازي عنتاب كما نقدم خدمات الحماية من استشارات حقوقية و قانونية والتحويلات لمزودي خدمة اخرين كما نقدم خدماتنا في الداخل السوري لذوي الاحتياجات الخاصة ولا زلنا نقدم خدماتنا
اللاجئين الذين يعيشون اضطرابات نفسية نتيجة الحرب الدائرة في بلادهم وهم بحاجة الى مراكز دعم واعادة تأهيل فماذا تقول الأرقام
خدمات اوسوم بالأرقام
بالأرقام
وبحسب اوسوم قبل انخفاض التمويل كان في خمسة مراكز
كان عدد المستفيدين الكلي السنوي تقريبا 10500 مستفيد.
وسطياً كل مستفيد لديه من 5 الى 7 جلسات للصحة النفسية فيكون عدد الجلسات 52000 جلسة خلال العام ل 5 مراكز للصحة النفسية.
بعد انخفاض التمويل ل مركزين حاليا وتخفيض الكوادر ايضا فيهم.
أصبح العدد الكلي للمستفيدين خلال العام الواحد تقريبا 2400 مستفيد و 12000 جلسة خلال العام لمركزين في مجال الصحة النفسية.
فيما قدمت الباحثة ابرييل كلوترز دراسة حول الجانب الجنساني للهجرة السورية في تركيا من خلال استكشاف مراعاة المنظمات غير الحكومية للوضع الخاص باللاجئين الإناث في تقديم خدمات الدعم للاجئين وهذه بعض الصور البيانية بحسب دائرة الهجرة التركية 2018
واقع المنظمات وآراء المستهدفين
ولزيادة قاعدة البيانات لدى الشخص الذي يعاني من اضطرابات ما بعد الحرب حتى يكون على اطلاع بالمنظمات التي تقدم الرعاية النفسية الأستاذ أنس مهواتي المستشار النفسي والاجتماعي في جمعية عطاء يقول ان هناك مؤسسات تقدم خدمات الصحة النفسية وخدمات الدعم النفسي منها مؤسسات متخصصة واخرى غير تخصصية وباشراف بعض المنظمات والجمعيات مثل الاوسوم وريليف وأطباء حول العالم وكير وجمعية عطاء ومراكز الهلال الأحمر والمستشفيات التركية
المستشار النفسي والاجتماعي في جمعية عطاء أنس مهواتي
مترجم بين المريض النفسي والطبيب التركي
أما بالنسبة لتقييم رأي المستهدفين وبحسب مهواتي فانه لا يزال هناك عدم وجود وعي كافي لأهمية الصحة النفسية والعلاج بالإضافة إلى عائق اللغة حتى مع وجود المترجم قد لا يستطيع وصف الأعراض بشكل صحيح كما يصفها المريض عدا عن ذلك فإن التقييم النفسي الصحيح يحتاج لوقت طويل وايضاً يحتاج لادارة حالة ومتابعة المريض بكل التفاصيل كما انه بحاجة الى مراكز متخصصة لعلاج الصدمات النفسية خاصة اضطراب PTSD – Post Traumatic Stress Disorder
واضطراب التوحد Autism واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD
بالإضافة الى مراكز لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة لعلاج اضطرابات التوحد وفرط الحركة وتشتت الانتباه فنحن بحاجة للتقنيات النفسية المقننة عالمياً
ندى الفوال اخصائية اجتماعية ونفسية
الاخصائية الاجتماعية والنفسية ندي الفوال كانت مع دعم نقل الملف الصحي النفسي والطبي ويكون تحت الإشراف التركي الكامل لكن مع ضرورة أن يكون مختصين عرب دون الحاجة لمترجم حيث ان العلاج النفسي يحتاج الى تواصل مباشر بين المريض و الطبيب دون وسيط
د محمد الحاج طبيب بشري طب أسرة مركز صحة المهاجرين في مدينة كلس التركية
نثمن الخطوة
الدكتور محمد الحاج العامل في أحد مراكز المهاجرين في كيليس فكان رأي الدكتور الحاج أن نقل كامل الملف الصحي بما فيه الشق النفسي الى الجهات التركية خطوة مهمة ومثمرة فالصحة التركية وبرأي الدكتور الحاج أنها القادرة على الفصل في هذه القضايا وشدد الدكتور محمد الحاج على دور الاعلام على توجيه النظر على أهمية الصحة النفسية لمساعدة الصحة التركية على مساعدة العرب والسوريين
ونوه الدكتور على انه هناك إشكال حقيقي في طريقة التعاطي مع المريض النفسي مع الطبيب التركي بالرغم من وجود مترجم غير ناجع لأنه غير قادر على إيصال الفكرة ووجع المرض الى المختص النفسي التركي
ولأن الموضوع اصبح ملحاً فماذا بعد نقل الملف الصحي الى الجهات الحكومية التركية كيف ستتعامل معه وخاصة تقديم الخدمات النفسية وكيف ستعالج عائق اللغة عند المريض؟
لكننا لم نتمكن من الحصول على تصريح أو رأي من الجهات التركية رغم تواصلنا مع أكثر من جهة وحاولنا أن نعرف الاجابة على سؤال كيف سيتم متابعة ومعالجة المشاكل النفسية للسوريين وهل المترجم قادر على نقل المعاناة ايصال الفكرة الى المختص التركي
لكن أحد الأطباء العاملين في أحد المشافي وهو مختص نفسي واجتماعي رفض الكشف عن هويته اكد نجاعة هذه الخطوة وخصوصاً بوجود مختصين نفسيين قادرين على استيعاب الحالات المرضية وعن دور المترجم قال المترجم موجود اساساً في جميع المشافي وهو يستطيع أن يشرح الحالة للطبيب الذي يستطيع بناء عليها أن يقيم الحالة ويضع لها العلاج المناسب كل ذلك سيكون تحت ادارة ورقابة الصحة التركية
شهادة
طه شاب سوري من ريف حلب الغربي نتيجة القصف الذي تعرضت له المنطقة بترت قدمه اليسرى ويده اليمنى و فيما وضعت صفائح في يده وقدمه المتبقية يقيم في تركيا وحيداً لم يتلقى اي دعم نفسي أو صحي يقول طه إن احدى المنظمات اشترطت عليه أن يعود الى سوريا حتى يتم تركيب أطراف صناعية وانه لم يتلقى أي دعم نفسي رغم الضرر النفسي الذي يعانيه
في الختام أن مراكز الدعم النفسي بحاجة الى دعم لتستطيع أن تقدم أفضل الخدمات العلاجية للمرضى وأن تكون هناك دراسة حقيقية لمآلات نقل الملف الصحي النفسي الى الجهات التركية وان تكون هناك خطوات حقيقية وفاعلة تحقق اندماج السوريين بالمجتمع التركي
‘‘تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR”صحفيون من أجل حقوق الإنسان”.
- أحمد الشامي إعلامي سوري