تزايد الطلب مؤخرا على السبحات المعطرة التي يصنعها الحرفي التركي كاظم إسبر من بذور شجر العرعر السوري، في ولاية عثمانية جنوب تركيا.
بدأ إسبر (80 عاما) حياته المهنية بمجال إصلاح الأحذية في سن الـ 39، وتحول بعدها إلى مهنة صناعة السبحات، التي أصبحت وسيلة لكسب قوت يومه.
ويواصل إسبر منذ 41 عاما صناعة السبحات في منطقة قادرلي، بمساعدة ابنيه وزوجتيهما وأحفاده، وينتج يوميا سبحتين أو ثلاثا، مستخدما بذور شجر العرعر السوري التي تشتهر برائحتها الفواحة وسهولة نحتها وتشكيلها وملمسها الحريري.
ويعمل إسبر على إنتاج سبحات خاصة حسب الطلب ويبيعها من خلال الترويج لمنتجاته عبر شبكة الإنترنت مقابل 100 ـ 200 ليرة تركية (نحو 7 ـ 14 دولارا).
كما نجح في تصدير سبحاته إلى عملائه في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة عن طريق إرسالها بواسطة الشحن.
وفي مقابلة مع الأناضول، قال الحرفي التركي إنه ينتج بين سبحتين إلى ثلاث يوميًا، رغم بلوغه الـ 80.
وأضاف أنه بدأ حياته المهنية في مجال إصلاح الأحذية، قبل أن يتعرف على شخص يعمل في مجال صناعة السبحات ويعجب بهذا العمل.
وتابع: “تعرفت في أحد الأيام على إسكاف آخر كان يعمل أيضا على صناعة مثل هذه السبحات. ذهبت إليه وفحصت الآلة التي يعمل عليها”.
وأردف: “ذهبت بعدها إلى أحد صنّاع الآلات وطلبت منه أن يصنع لي واحدة مماثلة لصناعة السبحات، وقد فعل طلبتُ لأبدأ منذ ذلك اليوم بصناعة السبحات”.
وذكر إسبر أنه سوف يواصل العمل في مجال صناعة السبحات طالما سمحت له صحته بذلك.
وزاد: “وفرت لي هذه المهنة الرزق الكافي لتنشئة أبنائي الخمسة وتعليمهم. رغم سني المتقدمة، فأنا ما زلت أحب ممارستها وأشعر بمتعة كبيرة عندما أرسل السبحات التي أصنعها إلى مناطق مختلفة في تركيا”.
وأكمل: “أحيانا يأتي المعجبون بهذا النوع من السبحات إلى ورشتي للاطلاع على عملية التصنيع ثم يشترونها مني”.
وأوضح: “أقوم بفصل بذور شجر العرعر السوري حسب السبحات التي أرغب بصناعتها. يوجد سبحات تستخدم كنوع من الأكسسوار، وأخرى تستعمل في الصلاة. يمكنني صناعة كافة الأنواع حسب الطلب”.
ولفت إسبر إلى تزايد الطلب مؤخرا في الداخل والخارج على السبحات المعطرة المصنوعة من بذور شجر العرعر السوري، وأنه تمكن بمساعدة أبنائه من ترويج منتجاته عبر الإنترنت، وحصل على عملاء جدد في تركيا وعدد من الدول الأجنبية.
ـ إنتاج حسب الطلب
من ناحية أخرى، قال مصطفى نجل الحرفي كاظم، إنه ترك العمل في مجال البناء وانضم إلى والده لمساعدته في إنتاج السبحات وتعلم المزيد من أصول هذه الحرفة.
وذكر مصطفى لمراسل الأناضول، أنه يقوم بتجفيف بذور العرعر السوري التي يجمعها والده من الغابات والمناطق التي يكثر فيها وجود هذه الشجرة.
واستطرد: “نجحنا في الترويج لمنتجاتنا عبر الإنترنت وإرسالها إلى الخارج لعملاء جدد في دول مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة. نعمل عادة على إنتاج سبحات بحسب طلب العملاء”.
وأضاف: “في أوقات معينة من العام، نخرج إلى الغابات ونساعد الوالد في جمع بذور شجر العرعر، ونحضرها إلى ورشتنا حيث نقوم بتجفيفها وفصل القشرة عن اللب”.
وتابع: “نترك البذور لبضعة أيام حتى تجف تمامًا، وبعدها نقوم بفصلها إلى مجموعات تتناسب مع نوع السبحات التي نعتزم صناعتها”.
يشار إلى أن العرعر السوري يعرف بأنه أحد أجناس شجر السرو، ويبلغ طولها نحو 10 ـ 15 مترا، وتنمو في منطقة شرق البحر المتوسط (سوريا ولبنان) وجنوب اليونان وجنوب تركيا، على المنحدرات الجبلية التي ترتفع بين 800 ـ 1700 متر عن سطح البحر.
كما يعرف شجر العرعر السوري في تركيا باسم شجر “أنديز”، وتستخدم ثماره أيضًا في صناعة “دبس الأنديز” الذي تشتهر به ولايتا أضنة وأنطاليا في الجنوب التركي، إضافة إلى استخدام بذوره في صناعة السبحات والإكسسوارات الخشبية ذات الرائحة المميزة.