دعا رئيس الهلال الأحمر التركي كرم قنق، إلى إطلاق مبادرة عالمية لإنقاذ شعب أفغانستان، مشيراً أن تفاقم الأزمة الإنسانية ستؤدي إلى موجات هجرة جديدة تؤثر سلباُ على العديد من الدول بدءاً من إيران حتى دول أوروبا.
وفي مقابلة مع الأناضول على هامش زيارة أجراها إلى أفغانستان تستمر أربعة أيام بهدف تحديد الاحتياجات الإنسانية اللازمة، تحدث قنق عن تقييمه للأزمة الأفغانية، وعن خطط المساعدات المزمع تنفيذها لتجاوز هذه الأزمة.
وقال إنه سيلتقي خلال زيارته وزير الخارجية بالوكالة في حكومة طالبان أميرهان متقي، وبعض ممثلي منظمات المجتمع المدني.
وحول الغرض من الزيارة، أوضح أقنق أنهم يهدفون للحصول على معلومات مفصلة حول الوضع الإنساني في البلاد، وضمان تسهيل تطبيق برامج المساعدات الإنسانية المخطط تنفيذها.
وحول أبعاد الأزمة الاجتماعية الاقتصادية التي تعمقت منذ وصول طالبان للحكم في 15 أغسطس/ آب الماضي وقطع المساعدات الدولية عن أفغانستان، ذكر قنق أن الحكومة الانتقالية لم تكن مستعدة لمواجهة هذه الأوضاع.
وتابع موضحًا: “لذلك زادت المعاناة من الفقر والجوع في البلاد، وتفاقمت الأزمات في قطاعي الصحة والتعليم، إضافة إلى أزمات نقص التغذية والمأوى ومياه الشرب ووباء كوفيد-19”.
وأكد المسؤول التركي على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتوعية الرأي العام العالمي بشكل أفضل بالمأساة الإنسانية في أفغانستان.
** حملة عالمية لنجدة شعب أفغانستان
وأشار إلى أن الأزمة في أفغانستان لن تؤثر على الدول المجاورة فقط بل على كل مناطق العالم، مشددا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بسرعة لحل الأزمة.
وأوضح أن بذل الجهد والتحرك الفوري لحل الأزمة سيكون أقل تكلفة، وسيمنع الآثار التي يمكن أن تنتج عن تفاقم الوضع الإنساني في البلاد مثل الهجرة والمشاكل الأمنية.
وتابع: “أمامنا أشهر قليلة حتى الصيف لحل هذه الأزمة وإلا ستتفاقم وسينتج عنها موجة هجرة جديدة، لذلك لا بد من إطلاق حملة عالمية لمساعدة الشعب الأفغاني”.
** موجة هجرة جديدة
وصرح قنق أنه في حال استمرار الوضع الإنساني المتأزم في أفغانستان ستبدأ موجة هجرة جديدة مع بداية فصل الصيف، وستؤثر على كل الدول الواقعة على طريق الهجرة من إيران إلى غرب أوروبا.
وشدد على ضرورة إسراع المنظمات والهيئات الإغاثية لمساعدة الأفغان في بلادهم وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين حتى يمكنهم مواجهة ظروف الشتاء القاسية، ولمنع أي موجات هجرة محتملة يمكن أن تحدث في الربيع أو الصيف.
** قطار الخير من تركيا لأفغانستان
ووصف قنق “قطار الخير” الذي انطلق من العاصمة أنقرة إلى أفغانستان محملاً بــ 750 طنا من المساعدات جمعتها منظمات إغاثية تركية، بأنه “يد العون” الممدودة من الشعب التركي إلى الشعب الأفغاني.
ونوه بأن الهلال الأحمر التركي يمارس أنشطته في كل الولايات بأفغانستان، وأنه يهدف لزيادة المساعدات التي يقدمها للشعب الأفغاني.
ولفت إلى أن المساعدات المقدمة لأفغانستان تشمل غالباً موادا غذائية ومستلزمات ومعدات طبية، ومساعدات في قطاع التعليم والتشغيل، إضافة إلى إرسال أطباء متطوعين لإجراء عمليات جراحية للحالات التي تتطلب تدخلاً عاجلاً.
وعقب سيطرة طالبان على البلاد في أغسطس الماضي وتوقف المساعدات الدولية لأفغانستان، بدأت العديد من هيئات الإغاثة التركية على رأسها الهلال الأحمر، ووكالة التعاون والتنسيق “تيكا”، وإدارة الكوارث والطوارئ “آفاد” بتقديم مساعدات إنسانية لآلاف الأفغان في مختلف الولايات وفي مقدمتها العاصمة كابل.
** أفغانستان تنتظر المساعدة
وعقب وصول طالبان للسلطة علق البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأمريكي وصول أفغانستان للموارد المالية، وقطعوا المساعدات الدولية، وتسبب ذلك في تعميق الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، ووصلت معدلات الفقر والجوع إلى نسب مرتفعة جداً.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) قد أعلنت أنه من المتوقع أن يصل عدد الأشخاص المعرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد في أفغانستان إلى 22,8 مليون شخص في فصل الشتاء.
ووافق البنك الدولي على تحويل 280 مليون دولار من صندوق ائتماني خاص بأفغانستان، إلا أن البنك المركزي الأفغاني لم يتسلم إلا ربع هذا المبلغ فقط.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن المنظمة تحتاج لـ 5 مليارات دولارات من أجل مساعدة أفغانستان وطالب البنك الدولي بالإفراج عن 1,2 مليار دولار من أموال أفغانستان المجمدة.
أما إدارة بايدن فأعلنت أنها سترسل مساعدات إنسانية بقيمة 308 ملايين دولار، ومليون جرعة من لقاح كورونا للشعب الأفغاني.