قال زوراب بولوليكاشفيلي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إن الصيف المقبل سيكون مهمًا بالنسبة لقطاع السياحة الذي تضرر خلال جائحة كورونا، وإن تركيا ستحافظ خلال العقود المقبلة على دورها الريادي في هذا القطاع.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها بولوليكاشفيلي، لمراسل الأناضول، في مقر المكتب الرئيسي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية في العاصمة الإسبانية مدريد.
وأعرب المسؤول الأممي عن توقعه بأن يشهد قطاع السياحة حول العالم انتعاشًا ملحوظًا خلال الموسم المقبل، مشيرًا أن تركيا سوف تحافظ على مكانتها ودورها الريادي العالمي في السياحة.
ولفت إلى أن قطاع السياحة العالمي تضرر خلال مرحلة الوباء (كورونا)، وأن الفترة الماضية كانت الأصعب في تاريخ القطاع.
وذكر أنه لا يزال هناك الكثير من الشكوك والأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها في مجال مستقبل قطاع السياحة، الذي يوظف أكثر من 100 مليون شخص.
وأضاف بولوليكاشفيلي أن قطاع السياحة خسر نحو 4 تريليونات دولار في العامين الماضيين بسبب التأثيرات السلبية لوباء كورونا.
وتابع: “بعد عام 2019، كانت تأثيرات وباء كورونا كارثية على قطاع السياحة، وقد أدت لانخفاض إيرادات القطاع بنسبة 85 بالمئة عام 2020، هذا الانخفاض أعقب انتعاشًا حطم خلاله قطاع السياحة رقما قياسيا وصل إلى 1.5 مليار سائح حول العالم”.
وأكد أنه العام الماضي (2021) شهد زيادة خجولة بنسبة 4 بالمئة في عدد السياح على مستوى العالم، إلا أن هذا الصيف سيكون مهمًا للغاية من حيث رؤية مستقبل قطاع السياحة العالمي وإظهار إمكانياته.
وأشار إلى أن السياح حول العالم سئموا من قيود التطعيم وإجراء الاختبارات الطبية، وأنهم لا يعرفون ما إذا كان بإمكانهم دخول المطاعم في البلدان التي يذهبون إليها، إضافة إلى أن أنماط حياة العائلات خلال العامين الماضيين قد تغيرت بسبب تأثيرات قيود الحجر الصحي.
كما أشار الى أن أولويات منظمة السياحة العالمية تركز على مواصلة تمويل الحكومات ودعم القروض للقطاع الخاص في مجال السياحة ووضع بروتوكول معياري مشترك يسهل إجراءات السفر.
** الدول الآسيوية كانت الأكثر تضررا خلال الوباء
وأوضح بولوليكاشفيلي أن البلدان الآسيوية كانت الأكثر تضررًا خلال وباء كورونا، وأن الوضع في الأسواق الكبيرة مثل الصين واليابان وكوريا لا تزال صعبة، كما أن إجراءات السفر من وإلى أوروبا، التي كانت أول منطقة تفعل العمل بنظام “شهادات التطعيم”، لم تعد سهلة.
واستطرد: “لا يزال هناك الكثير من القيود بسبب المتحورات الجديدة لفيروس كورونا. من الصعب جدًا إعطاء رقم تقريبي لعدد السياح في الأسواق الكبيرة على المدى القصير”.
وأفاد بأن التوقعات قصيرة المدى لقطاع السياحة متغيرة للغاية بسبب عدم الاستقرار الناجم عن حالة الغموض والتغير المستمر في المعطيات، لكن عملية التطعيم ضد كورونا تعطي فرصة مهمة للتفاؤل بشأن فتح المزيد من الفنادق وزيادة عدد الوجهات السياحية.
ونوه بأن منظمة السياحة العالمية، بدأت بمبادرات طويلة الأجل لدعم وجهات السياحة الريفية، مشيرًا أن تركيا تضم وجهتين من أصل 44 وجهة سياحية ريفية تم اختيارها كأفضل الوجهات على مستوى العالم، في إطار مشروع “أفضل القرى السياحية”، وهما قرية “مصطفى باشا” بولاية نوشهر (وسط)، ومنطقة “طرقلي” في ولاية سقاريا (شمال غرب).
** تركيا مستمرة بريادة قطاع السياحة العالمي
وشدد بولوليكاشفيلي على أن تركيا سوف تواصل خلال الفترة المقبلة ريادة قطاع السياحة على مستوى العالم، وزاد: “أنا شخصيًا أرى أن تركيا لديها مستقبل طويل جدًا في هذا القطاع، لاسيما أنها تحتوي على إمكانات مهمة في الاستثمار السياحي”.
وأردف: “كمواطن جورجي، أرى أن تركيا، وهي البلد الجار والصديق لبلادي، أظهرت ريادتها العالمية لقطاع السياحة طوال العقود الثلاثة الماضية، وسوف تحافظ على هذه المكانة خلال الفترة المقبلة”.
ولفت الى أن شركات كبيرة مثل الخطوط الجوية التركية استثمرت ملايين الدولارات في قطاع السياحة خلال العقود الثلاثة الماضية، وهذا بالطبع إنجاز عظيم لأي بلد في العالم.
وأعتبر بولوليكاشفيلي أن تركيا “تخلق باستمرار فرصًا كبيرة” في السياحة، لما تملكه من مناطق طبيعية وتنوع ثقافي، وأضاف: “أنا واثق من أن تركيا ستستمر في لعب دور ريادي في قطاع السياحة العالمي. اليوم، تعتبر اسطنبول واحدة من أكبر نقاط ووجهات الطيران في العالم مما يخلق فرصًا كبيرة للبلاد”.
وختم قائلًا: “طالما استمرت الاستثمارات والابتكار، فليس لدي أدنى شك في أن نمو قطاع السياحة في تركيا سيستمر خلال العقود المقبلة. سوف يكون بإمكان هذا القطاع توفير وظائف كثيرة والمساهمة في تخفيف البطالة. أنا في الواقع أود أن أتقدم بالشكر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته لاسيما وأني على اطلاع بالجهود التي بذلها من أجل تعزيز وتطوير قطاع السياحة”.