افتتح المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، امس الجمعة، مؤتمر “القدس موعدنا” في دورته الثانية، بمدينة إسطنبول التركية، بمشاركة مئات الشخصيات الوطنية الفلسطينية من 50 دولة.
ويتضمن المؤتمر، الذي يستمر لثلاثة أيام، ندوات وفعاليات ونقاشات حول القضية الفلسطينية ودور فلسطينيي الخارج فيها ونقل حقائق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
كما يستضيف المؤتمر مهرجانا ومعرضا للصور والرسوم والكاريكاتور يجسد معاناة الشعب الفلسطيني، وينقل الواقع في لوحات لا تتجاوز مساحة الواحدة منها بضع سنتيمترات.
وقال زياد العالول، الناطق باسم المؤتمر الشعبي، في كلمة له خلال حفل الافتتاح: “نحن فلسطينيي الشتات نمثل نصف الشعب الفلسطيني، ويجب أن يكون لنا دور في التحرير وشراكة في أروقة منظمة التحرير الفلسطينية”.
وأكد دور فلسطينيي الخارج ومسؤوليتهم تجاه القضية الفلسطينية، ليس كممثل للشعب الفلسطيني وحسب، وإنما في العمل على تشكيل جبهة موحدة مع الفصائل الوطنية لرفع لواء التمثيل والشرعية والدفاع عن حقوق الشعب.
وشدد العالول على أن “الفلسطيني لا يمكن أن يرضى أن تصادر إرادته”، قائلا: “نحن أصحاب القرار السياسي الفلسطيني وشركاء في صنعه”.
من جانبها، قالت عروب العابد، المتخصصة في شؤون اللاجئين الفلسطينيين، في كلمة لها خلال ندوة في المؤتمر ذاته، حول دور فلسطينيي الخارج في بناء المشروع الوطني: “يوجد 13 مليون فلسطيني في الخارج، بدأوا مغادرة وطنهم الأم منذ عام 1850”.
وأوضحت أن هناك أسبابا عدة للشتات، منها ما يرتبط بالاستعمار، وأخرى كالصراعات السياسية، ما أدى إلى فرض هجرة قسرية على الفلسطينيين.
ورأت العابد أن التعليم كان من أسباب مغادرة فلسطين، فضلا عن الصراع الرئيسي مع الاحتلال المعروف بالنكبة، إضافة إلى الاتفاقيات الدولية التي أدت إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
ولفتت إلى وجود مطلبين للأمم المتحدة، من خلال القرار رقم 194 لدعم الفلسطيني: الأول، حق العودة، والثاني، فهو تأهيل الفلسطيني ريثما يعود إلى وطنه الأم.
وفي كلمة لمحسن صالح، رئيس مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، خلال الندوة، قال إن “حق التمثيل في ظل الشرعية الفلسطينية حق طبيعي للفلسطيني، وفق ميثاق منظمة التحرير، لا يُنتزع ولا يُوهب”.
وتابع: “لكننا شعب نواجه مشروعا صهيونيا عالميا مدعوما بقوى كبرى، لذلك يصبح ممارسة حق التمثيل والانتخابات أمر واجب وضروري”.
وعبّر صالح عن استيائه، لأنه منذ اتفاقية أوسلو (1993)، تم تركيب الوضع الفلسطيني بما يتناسب مع الاحتلال، ولا يتناسب مع مشروع التحرير.
وأوضح أنه بدلاً من أن تبني القيادة علاقتها مع الشعب الفلسطيني وتستمد شرعيتها منه، كيّفت السلطة الفلسطينية نفسها بما يتناسب مع بيئة الاحتلال، ما تسبب بأزمات.
وعن الأزمات التي تواجه الشعب الفلسطيني، قال صالح: “هناك أربع أزمات رئيسية، أزمة الإطار المؤسسي الوطني التمثيلي للشعب الفلسطيني، وأزمة المسارات والأولويات وتشكيل الرؤيا الفلسطينية، وأزمة مع القيادة الفلسطينية، إضافة إلى أزمة صناعة القرار الفلسطيني”.
و”المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج” تجمع شارك في تأسيسه نحو 6 آلاف فلسطيني من مختلف دول العالم، وأعلن عن إطلاقه في فبراير/شباط 2017 بتركيا، ويتخذ من بيروت مقرا له.
وبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين حوالي 5.6 ملايين، وفق أحدث إحصاء لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عام 2019.