أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، مساء امس الثلاثاء، أن بلاده لا تميل للمشاركة في العقوبات ضد روسيا على خلفية تدخلها العسكري في أوكرانيا.
وقال تشاووش أوغلو في تصريحات لقناة “خبر تورك” المحلية: “لم نشارك في مثل هذه العقوبات بشكل عام من حيث المبدأ، ولا نميل للمشاركة في العقوبات الحالية أيضا”.
وأكّد أن العقوبات المفروضة على موسكو قد تؤثر سلبًا على أعضاء الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى أيضًا بجانب الاقتصاد الروسي.
وذكر أن تركيا تدرس بشكل مفصل جميع القرارات المتعلقة بالعقوبات، وخاصة فيما يتعلق بتأثيرها على اقتصاد البلاد وأمن إمدادات الطاقة لديها.
وشدّد على أن بلاده لم تتلق أي طلب أو ضغوط من الدول الأخرى للمشاركة في العقوبات على روسيا.
وأشار تشاووش أوغلو إلى أن الطرفين الروسي والأوكراني يبحثان عن أرضية من أجل عقد اجتماع جديد للتفاوض لكن اللقاء ربما يتأجل لبضعة أيام أخرى.
وعبر عن أمل بلاده في أن تركز الاجتماعات القادمة على تحقيق وقف إطلاق النار، وأن أنقرة قدمت نصائحها الودية لكلا الطرفين في هذا الإطار.
وأوضح أن الأمر المستعجل حاليًا هو وقف إطلاق النار وسيكون هناك متسع من الوقت لاحقًا لإجراء لقاءات حول القضايا السياسية، فلا يمكن الحصول على نتيجة وسط القصف المتواصل.
وفي سياق متصل، ذكر تشاووش أوغلو أن بلاده طلبت من موسكو سحب طلبهم بشأن السماح لسفن غير مسجلة ضمن أسطول البحر الأسود الروسي بعبور المضائق التركية، والحكومة الروسية قبلت ذلك.
وقال إن تركيا أبلغت جميع الدول المشاطئة للبحر الأسود وغيرها بأنها ستطبق اتفاقية مونترو الخاصة بالمضائق بشكل حرفي ودون انتهاج أي ازدواجية في المعايير.
وشدّد تشاووش أوغلو على أن تركيا ليست مضطرة للانحياز إلى طرف معين، وهي تنتهج موقفًا مبدئيًا وتطور علاقاتها مع طرفي النزاع رغم وجود اختلافات في الرأي.
وبيّن أن أنقرة تجري حوارًا متساويًا مع روسيا وأوكرانيا من أجل إنهاء الحرب، وقد صرحت أن الهجوم الروسي يشكل انتهاكًا للقانون الدولي، وليس هناك أي تناقص في موقفها.
وردًا على سؤال حول امتناع تركيا عن التصويت على قرار تعليق عضوية روسيا في مجلس أوروبا يوم 25 فبراير/شباط الماضي، قال تشاووش أوغلو إن القرار كان ينهي حق روسيا في التمثيل، ويعني إخراجها من هذه المنصة وحرمان المواطن الروسي من الذهاب إلى محكمة حقوق الإنسان.
وأوضح أن تركيا لم تصوت لصالح روسيا وانتهجت موقفًا مبدئيًا لأنها لا تريد قطع الحوار في نهاية المطاف.
ورحّب تشاووش أوغلو بقرار الاتحاد الأوروبي إلغاء تأشيرات الدخول للمواطنين الأوكرانيين، لكنه انتقد موقف الاتحاد تجاه تركيا في هذا الإطار.
وقال إن الاتحاد الأوروبي يطرح أمام تركيا العوائق السياسية أكثر من الحديث عن القضايا الفنية، وكان عتاب الرئيس رجب طيب أردوغان، الإثنين، موجهًا ضمن هذا السياق.
وتساءل عمّا إذا كان إدراك أهمية وقيمة تركيا من قبل الاتحاد يتطلب مصيبة تحل بها وتقع أزمة ما أو تندلع حرب أخرى في جوارها.
والإثنين، قال أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الكوسوفية فيوزا عثماني بالعاصمة أنقرة: “نثمن جهود ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، لكنني أقول لأعضاء الاتحاد: لماذا لا تزالون قلقين بشأن انضمام تركيا؟”.
وأردف أردوغان: “الاهتمام الذي أبديتموه لأوكرانيا أظهروه لتركيا أيضا (فيما يخص العضوية)، أم أنكم ستدرجون بلادنا على جدول أعمالكم عندما تتعرض لهجوم من قبل جهة ما؟”.
وفجر 24 فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.