قال الفريق أوليفييه ريتيمان، قائد كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، إن تركيا من أكبر داعمي الحلف وتقدم إسهامات مهمة له، كونها صاحبة ثاني أكبر جيش به إضافة إلى موقعها الجغرافي المتميز.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول تحدث خلالها ريتيمان عن أهمية الكلية بالنسبة لحلف الناتو والجهود والدراسات التي تقوم بها، ومساهمات تركيا في الحلف والكلية وعن توسع الحلف والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
** تركيا عضو مهم بالحلف
وأكد ريتيمان أن تركيا من أكبر داعمي الحلف وصاحبة ثاني أكبر جيش بين الحلفاء، كما أن موقعها الجغرافي في منطقة يهتم بها الناتو كثيراً تزيد من أهميتها، وخاصة في الوقت الحالي بسبب التطورات في أوكرانيا.
وعن مساهمات أنقرة في كلية دفاع الناتو، قال إنها قدمت مساهمات منذ تأسيس الكلية وحتى اليوم، وإن أكثر من 800 تركي تلقوا تعليماً فيها، كما تولى قيادتها قبل ذلك ضابطان من القوات المسلحة التركية، بالإضافة إلى وجود دبلوماسية تركية بين مستشاري الكلية تعمل ضمن الفريق الذي يتولى إعداد الدراسات فيها.
وبخصوص أنشطة الكلية حالياً أشار ريتيمان إلى أن جدول أعمالها وموضوعاتها التي تهتم بها تغير نتيجةً لضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014 والسياسات التي تنتهجها موسكو بخصوص منطقة شرقي أوكرانيا.
واستطرد: “على مدار الخمسة وعشرين عاماً الأخيرة كنا نعمل على عمليات التدخل في الأزمات، إلا أنه مع ازدياد أهمية روسيا على الساحة الدولية فيما بعد 2014 تحولت دراساتنا للتركيز على الدفاع والردع، وقد رأينا أهمية ذلك في الأيام الأخيرة مع احتلال روسيا لأوكرانيا”.
وأشار إلى أنهم يركزون أيضاً على الموضوعات التي يمكن أن تؤثر على حلف الناتو والدول الأعضاء به مثل أزمة المناخ والهجرة والطاقة، ويحللون النتائج المحتملة لها على الدول الحلفاء.
** الهجوم الروسي على أوكرانيا
وعن رأيه في الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا قال ريتيمان: “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بعكس ما كان يحاول القيام به، إذ أنه تسبب في تعزيز الترابط والاتحاد بين أعضاء الناتو. فقد أثبتت روسيا أنها فعلا تمثل تهديداً لأوروبا ولكل المنطقة لذلك ازداد التضامن والترابط بين الدول الأعضاء”.
ولفت إلى أن أوكرانيا شريك مهم للحلف وأنهم يتعاونون مع كلية الدفاع الوطني الأوكرانية منذ 20 عاماً، مشيرا إلى أنه كان يخطط لزيارة أوكرانيا بعد أسبوعين لولا اندلاع الحرب.
** توسع حلف الناتو
وحول إعلان الصين وروسيا اعتراضهما على سياسة توسع الناتو، قال ريتيمان إن “التوسع وضم أعضاء جدد أمر يعني الحلف والدولة المتقدمة للعضوية فقط”.
وأردف قائلًا: “لا يحق لموسكو أو بكين أو أي طرف آخر التدخل فيه”، وأكد أن قرار التوسع يعود للدول الثلاثين أعضاء الحلف فقط.
وعن فكرة تأسيس الكلية، أوضح أن الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت آيزنهاور طرح فكرة تأسيس كلية دفاع الناتو عندما كان القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا لأنه كان يؤمن بأهمية جمع ضباط وكبار موظفي الناتو معاً لدراسة الموضوعات التي تهم الحلف وضرورة تعلم العمل الجماعي في إطار الحلف، ولذلك لا تزال هذه هي رسالة الكلية حتى اليوم.
وأضاف أن الكلية تقدم دورات تدريبية متعددة للدول الأعضاء والشركاء، منها دورة تدريبية تمتد لستة أشهر للضباط برتبة عقيد والدبلوماسيين وكبار المسؤولين بوزارات الداخلية للدول الأعضاء حول كيفية التفاوض والتوصل لاتفاقات وتفاهمات في الموضوعات الخلافية.
وتأسست كلية دفاع الناتو كمؤسسة تعليمية تابعة للحلف عام 1951 في باريس ثم انتقلت إلى روما بعد انفصال فرنسا عن الجناح العسكري لحلف الناتو عام 1966.
وتقدم الكلية دورات تدريبية وتعقد العديد من الفعاليات بهدف تعزيز الترابط والانسجام بين الأعضاء، كما تقدم استشارات وأفكار بخصوص القضايا والموضوعات التي يواجهها الحلف.
وتولى قيادة الكلية من القوات المسلحة التركية الفريق تكين أريبورون في الفترة من 1958 إلى 1959 والفريق شفيق أرنسو في الفترة من 1968 إلى 1970، وفي عام 2020 تولى قيادة الكلية الفريق الفرنسي أوليفييه ريتيمان.