قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن نصر معركة جناق قلعة قبل 107 أعوام، نصر للشعوب المظلومة بقدر ما هو نصر لتركيا ولشعبها، مشيرا إلى استشهاد جنود من حلب وسراييفو والقدس وأنقرة في ذات الخندق.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان بولاية جناق قلعة (غرب)، بمراسم الاحتفال بالذكرى السنوية 107 للانتصار في معركة جناق قلعة.
وأضاف أردوغان أنه بالنظر إلى شواهد المقابر في جناق قلعة يمكن التأكد من أن النصر المجيد في جناق قلعة هو نصر لكافة المظلومين، بقدر ما هو نصر لتركيا ولشعبها.
وأوضح أن جناق قلعة أرض ارتقى فيها شهداء من سراييفو (عاصمة البوسنة) ومن غُمولجينا (باليونان الآن)، ومن باطومي (جورجيا)، ومن حلب (السورية)، وسكوبيه (عاصمة مقدونيا)، ومن باكو (عاصمة أذربيجان) ومن غزة والقدس (الفلسطينيتين)، ويرقدون جنبا إلى جنب في هذه الأرض المقدسة مع شهداء من إسطنبول وأنقرة وجوروم ويوزغات وغازي عنتاب وماردين وأدرنة (التركية) منذ 107 أعوام.
وشدد الرئيس التركي أن معارك جناق قلعة ملحمة بطولة عظيمة للشعب التركي، مضيفا “أنها ملحمة بطولة عظيمة لأمتنا”.
وترحم الرئيس التركي في هذا الإطار على كافة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم للوطن، بمن فيهم شهداء حرب الاستقلال (1919-1923)، وعملية السلام في قبرص (1974)، وشهداء مكافحة الإرهاب، وشهداء 15 تموز (2016).
وشدد أن أعتى وأقوى جيوش العالم هُزمت أمام أصحاب القلوب المؤمنة في جناق قلعة قبل 107 أعوام.
وأوضح أن نصر جناق قلعة أثبت أنه لا طاقة لأي قوة أو سلاح أمام أمة حازمة على الدفاع عن وطنها وحريتها ولو كان على حساب أرواحها.
وأضاف أن الشعب التركي وعبر إبداء نضال لا مثيل له في جناق قلعة، بعث الأمل في نفوس كافة المظلومين، وأن العديد من الدول المستعمَرة أطلقت نضالها الخاص بالإلهام الذي حصلوا عليه من حرب الاستقلال التركية ونصر معركة جناق قلعة.
وأكد أن نصر جناق قلعة في هذا الصدد ليس انتصارا لنا فحسب؛ بل هو انتصار مشترك لمئات الملايين من أشقائنا من البلقان إلى إفريقيا ومن أوروبا إلى آسيا.
وقال “هذا النصر المجيد بقدر ما هو انتصار لتركيا وللأمة التركية، هو انتصار للشعوب المظلومة التي تنظر بأعينها وقلوبها إلى بلادنا”.
وتحيي تركيا في 18 مارس/ آذار من كل عام الذكرى السنوية لانتصار الدولة العثمانية في معارك جناق قلعة عام 1915، ضد الحلفاء، حيث حاولت قوات بريطانية وفرنسية ونيوزلندية وأسترالية احتلال إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، وباءت المحاولة بالفشل.
وكانت المعركة التي وقعت بمنطقة “غاليبولي” في جناق قلعة، بمثابة تحول لصالح الأتراك حيث انتصروا فيها على القوات المتحالفة خلال الحرب العالمية الأولى.