تقدم مدارس ومراكز وقف المعارف التركي في أفغانستان تعليما عالي الجودة وبأفضل المعايير الدولية، وهي في ذات الوقت أكبر وأفضل مؤسسات تعليمية خاصة في البلاد.
ويتكفل وقف المعارف في أفغانستان، بجميع النفقات لعشرات الطلاب الأيتام الذين يعانون سوء الأحوال المادية، من أجل ضمان مستقبل أفضل لهم.
وفي حوار مع مراسل الأناضول، تحدث بعض مسؤولي مدارس “المعارف التركي” في أفغانستان، وعدد من الطلاب الأيتام بها، عن العملية التعليمية في مدارسهم، والفرص التي يقدمها لهم الوقف.
وتنتشر مدارس الوقف في 8 ولايات أفغانية، ويبلغ عددها 46 في مختلف مراحل التعليم، من رياض أطفال وابتدائية وإعدادية وثانوية، إضافة إلى 7 مراكز تعليمية و11 بيت طلابي.
وبعد وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، تم افتتاح ثلاثة مراكز جديدة يتلقى فيها 6300 طالب تعليمهم، بينهم 40 في المئة فتيات.
وينبغي لمن يرغب في الحصول على منحة دراسية بمدارس “المعارف التركي”، أن يجتاز اختبار الالتحاق الخاص بالوقف “MAGİS”، ليتم قبوله بالمدرسة.
وتُقدم المنح الدراسية لحوالي 100 طالب من الأيتام الذين لا يمكنهم تحمل نفقات التعليم، 55 طالباً منهم يتحمل الوقف كامل نفقاتهم.
ـ سعدت كثيرا باجتياز الاختبار
مريم نورزاي من الصف العاشر، إحدى الطالبات اللاتي اجتزن اختبار الالتحاق بالمدرسة، واستحقت الحصول على منحة دراسية كاملة في ثانوية الفتيات بولاية هرات.
وقالت مريم، للأناضول، إن والدها كان يعمل سائق شاحنة، وتوفي في الصراع بين حركة طالبان والقوات الحكومية الأفغانية قبل 13 عاماً.
وحول معرفتها بمدارس وقف المعارف التركي، أوضحت أنها توجهت إلى المدرسة التي كانت تعمل بها خالتها، وهناك رأت إعلانات عن اختبارات القبول وبدأت التحضير للاختبار واجتازته بنجاح، بعدها حصلت على منحة الالتحاق بالمدرسة.
وذكرت أنها شعرت بسعادة غامرة عند تلقيها خبر اجتيازها الاختبار وقبولها لأن التعليم بمدرسة مثل هذه كان حلما بالنسبة لها، مشيرة إلى أن وقف المعارف يتكفل بكل نفقاتها الخاصة بالتعليم، وأن حياتها قد تغيرت بعد ذلك.
ولفتت مريم إلى أنها تحتل المرتبة الثانية في فصلها، وحول طموحاتها المستقبلية أعربت عن رغبتها في دراسة الطب لخدمة شعبها.
بدورها، أعربت ليلى نورزاي، والدة مريم، عن شكرها لوقف المعارف لإتاحته الفرصة لابنتها للتعلم بالمجان، إذ إنها لم يكن في وسعها تحمل نفقات تعليمها في مدرسة كهذه.
وأبدت سعادتها لرؤية ابنتها تمضي قدما في سبيل تحقيق آمالها، مشيرة إلى أنها تأمل أن تتمكن مريم من الدراسة في تركيا.
من ناحية أخرى، قالت فاطمة صمدي معلمة مريم إنها طالبة مجتهدة، وإن هؤلاء الطلاب الأيتام يتم الاعتناء بهم بشكل خاص في مدارس وقف المعارف ويُوفر لهم مختصين لتقديم الدعم النفسي.
ـ “أطمح إلى الدراسة في تركيا”
تعد تركيا في مقدمة الدول التي يفضلها الطلاب الأفغان للدراسة خارج الوطن. وتوفر مدارس وقف المعارف فرصًا لهؤلاء الطلاب للحصول على منح دراسية في تركيا.
سيد حبيب حسيني (18 عاماً) طالب في الصف الثاني عشر بمدرسة هرات الثانوية للبنين التابعة لمدارس وقف المعارف، وهو أحد الطلاب الأيتام الذين حصلوا على منحة دراسية كاملة.
وقال حسيني، للأناضول، إن المدرسة تضم طاقم تدريس قوي، وتقدم تعليماً عالي الجودة، كما تدعم الطلاب المتفوقين، مشيراً إلى أن ما يتلقونه من تعليم في المدرسة يؤهلهم لمستقبل أفضل.
وأعرب عن سعادته بحصوله على فرصة للدراسة بمنحة كاملة بمدرسة كان يحلم بالالتحاق بمثلها، مشيراً إلى أنه يرغب في دراسة هندسة الحاسوب في المستقبل، وأن يحصل على تعليم جيد في تركيا أو أي بلد أجنبي آخر ليطور نفسه ثم يعود إلى بلده لخدمة شعبه.
وقال سيد أحمد شكيب حسيني، الأخ الأكبر لسيد، إن أسرته تولي أهمية كبرى للتعليم بناء على وصية والده، وأنهم واصلوا تعليمهم رغم الظروف القاسية حتى وصل الآن إلى وظيفة محاضر في إحدى الجامعات.
وأشار إلى أن مدارس وقف المعارف، تحظى بمكانة وسمعة طيبتين في أفغانستان، معرباً عن شكره لها لإتاحتها الفرصة لأخيه الأصغر للدراسة بمنحة كاملة.
ـ الطلاب الأيتام يستحقون المنح الدراسية
أما صالح صاغير مسؤول “المعارف التركي” بأفغانستان، فقال إن مدارس الوقف، هي أكبر وأفضل مؤسسات تعليمية خاصة في البلاد، وإنهم يتلقون طلبات كثيرة من أولياء الأمور بافتتاح مدارس أكثر.
وأوضح صاغير أن قيمة الدعم الذي يقدمه الوقف للأيتام في أفغانستان تصل إلى 100 ألف دولار سنوياً، وأنهم عازمون على مواصلة هذا الدعم.
ولفت إلى أن الطلاب الأيتام الذين يحصلون على منح دراسية بمدارس وقف المعارف، يظهرون كفاءة أكثر من غيرهم من الطلاب وأن درجاتهم الدراسية المرتفعة تثبت مدى تفوقهم واستحقاقهم لهذه المنح الدراسية.
ـ أفضل مؤسسات تعليمية في البلاد
وتعد المدارس التابعة للوقف أفضل مؤسسات تعليمية في أفغانستان. وتشير البيانات إلى أن الطلاب المتخرجين في مدارس “المعارف التركي” يحصلون على معدلات درجات مرتفعة في امتحانات القبول بالجامعات في أفغانستان ويتمكنون من الالتحاق بأكبر الجامعات في البلاد.
ويقدم التعليم في المدارس باللغتين الرسميتين في أفغانستان الدرية والبشتوية، إلا أن التعليم في مواد الكيمياء والفيزياء والرياضيات والأحياء يكون باللغة الإنجليزية.
ويدرس الطلاب بالمدرسة اللغة التركية أيضاً. كما تُدرس العربية كمادة اختيارية.