قال رئيس الائتلاف السوري المعارض سالم المسلط، الأربعاء، إنه لا توجد إرادة دولية للوصول إلى حل سياسي في البلاد، مشددا على ضرورة توفير بيئة آمنة لعودة النازحين إلى قراهم وبلداتهم.
جاء ذلك في لقاء صحفي عقده المسلط في مقر الائتلاف بمدينة إسطنبول، تطرق فيها للمستجدات السورية والعملية السياسية.
وأضاف المسلط في حديثه: “نعاني من احتلال إيراني في سوريا أما ووجود الأتراك فهو وجود مناصرة الحق والفارق كبير (..) روسيا احتلت سوريا من الجو، وإيران عبر المليشيات المذهبية”.
وأوضح أن “العملية السياسية والبيئة الآمنة، مطلوبة من أجل عودة آمنة للاجئين”.
وشدد المسلط على أن “كل سوريا تعاني، وتركيا قدمت كثير وتحملت أعباء دول، ونسعى لتأمين ما يسد الحاجة مؤقتا ويجب رفع الحصار الذي فرضته الدول الأوروبية وأمريكا لمناطق نبع السلام”.
وتطرق المسلط للأوضاع الدولية والعملية السياسية قائلا: “الحرب التي تشهدها أوكرانيا شهدناها في سوريا، ونعاني من دخول روسيا بطيرانها وكانت الكارثة الكبرى بفقد أرواح كثيرة وهجرة كثير من الناس ما سبب بآلام كبيرة”.
وأردف: “لا بد أن تكون هناك حلول إن وجدت الإرادة الدولية للوصول إلى الحل، وليس عسير على الدول عندما تريد الحل أن تفرضه”.
وأكد أن “تركيا لديها مواقف مع الشعب السوري لن ننسى أنها احتضنت ملايين”.
وحول الوضع في الداخل السوري، قال: “المناطق المحررة بحاجة لتوحيد الإدارة المدنية ودعم التعليم والصحة وبناء المستشفيات وهذا يحتاج لتسهيلات ودعم الاستثمارات، متى تأمنت البنية التحتية لن يتردد السوريين رغم مكانة تركيا يمكن ان يعودوا لبلادهم بأي لحظة”.
وأكمل: “نريد للمؤسسات الإنسانية التركية العمل في الداخل والإشراف على إيصال المساعدات لمستحقيها، يحتاج الداخل لكل الدعم وتنظيم ما تخصصه الدول عبر الأمم المتحدة للنازحين وهذا يتطلب جهد كبير”.
من ناحيته، قال عبد المجيد بركات، عضو الهيئة السياسية: “منطقة نبع السلام محاصرة سياسيا بسبب الموقف الأوروبي والأمريكي، وإنسانيا لا يسمح لأي منظمة إنسانية الدخول لها، وهي محاصرة صحيا وإنسانيا، وتتلقى الدعم فقط من قبل المنظمات التركية”.
وأضاف بركات: “ليست المرة الأولى التي يقوم بها النظام بتجنيد المرتزقة للقتال في أوكرانيا، حيث تم استخدامهم في مناطق أخرى مثل ليبيا، مركز التدريب حاليا هو في قاعدة حميميم الروسية (في سوريا)، وبلغ عدد المجندين قرابة 1600 مجند، والهدف الوصول الى 10 الاف”.
ولفت: “كما تم فتح مركز تجنيد في الرقة ودير الزور وحمص والساحل ولكن عملية التدريب في قاعدة حميميم، وأغلب الذين تم تجنيدهم مطلوبون للخدمة العسكرية، يتم تخييرهم من قبل النظام بين الذهاب الى الخدمة الإلزامية أو التجنيد في أوكرانيا، النظام أوصل الشعب لوضع كارثي وهو ما يسهل عملية الارتزاق”.
وتقع منطقة عملية “نبع السلام” شرقي نهر الفرات في الشمال السوري، وهي المنطقة التي أطلق فيها الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري عملية في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، لتطهيرها من إرهابيي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين.
وتستضيف تركيا قرابة 3.7 ملايين سوري وفدوا البلاد إثر الانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار الأسد، ويحمل غالبيتهم صفة “الحماية المؤقتة”.
ومنذ عام 2011، تشهد سوريا حربا أهلية بدأت إثر تعامل نظام الأسد بقوة مع ثورة شعبية خرجت ضده في 15 مارس من العام ذاته، ما دفع ملايين الأشخاص للنزوح واللجوء إلى الدول المجاورة.