أوضحت “ألكيم باغ غوللو” مديرة مركز شورا لتحول الطاقة (SHURA)، أن الاتحاد الأوروبي سرع من جهوده لزيادة كفاءة الطاقة وزيادة الاستثمارات في الطاقة المتجددة، الى جانب تأسيس سوق للهيدروجين عقب الحرب التي أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية.
وأضافت أن تركيا لديها موارد وإمكانات كبيرة في مجالات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، وأن الاتحاد الأوروبي يمكنه تلبية قسم كبير من احتياجاته من الهيدروجين الأخضر من تركيا.
وفي تصريحات للأناضول قالت غوللو إن بإمكان تركيا إنتاج الطاقة النظيفة بجودة عالية وبأسعار منافسة مقارنة بباقي الدول.
ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي يطمح لإنتاج 5,6 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030 في إطار الاتفاق الأخضر، كما يهدف لإنتاج 15 مليون طن إضافية في إطار خطة العمل المشتركة لاستقلال الطاقة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي في مارس/ آذار الجاري، وتهدف للتخلص من الاعتماد على الغاز الروسي في الطاقة، مشيرة إلى أن تلك الكمية يمكن أن تكون بديلا عن الـ25-50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي التي يستوردها الاتحاد الأوروبي من روسيا.
وذكرت أن الأهداف المعلنة المذكورة، تتجاوز أهداف استراتيجية الهيدروجين الأخضر التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي قبل الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأفادت أن زيادة استخدام الكهرباء كمصدر للطاقة يعد من أهم العناصر في خطة العمل الأوروبية لتقليل استيراد الغاز الطبيعي، وأن تعميم استخدام المضخات الحرارية يعد من أهم الاستراتيجيات للحد من استخدام الوقود الأحفوري في التدفئة.
ونوهت غوللو بإمكانية استخدام الهيدروجين أيضاً كبديل جيد في التدفئة، وأن الاتحاد الأوروبي يهدف لتأسيس 10 ملايين مضخة حرارية في غضون الخمس سنوات القادمة وأن ذلك سيوفر على الاتحاد الأوروبي استيراد 12 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وتابعت ” يهدف الاتحاد الأوروبي للحصول على 15 مليون طن من الهيدروجين. ويمكنه إنتاج 5 مليون طن من هذه الكمية داخل الاتحاد الأوروبي بينما يخطط لاستيراد الكمية المتبقية من الدول المجاورة. وقام الاتحاد الأوروبي بتسريع جهوده لزيادة كفاءة الطاقة وزيادة الاستثمارات في الطاقة المتجددة وتأسيس سوق للهيدروجين عقب الحرب التي أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية. ويمكن للاتحاد تلبية قسم كبير من احتياجاته من الهيدروجين الأخضر من تركيا لما تتمتع به من موارد وإمكانات كبيرة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر.”
– الهيدروجين مستقبل نظام الطاقة
وقال صحبت كاربوز مدير شعبة الهيدروكربون باتحاد شركات الطاقة لدول البحر المتوسط إن الهيدروجين سيلعب دوراً مهماً في أنظمة الطاقة في المستقبل.
وأضاف كاربوز أن تكلفة إنتاج الهيدروجين ستصل لمستويات تنافسية في المستقبل، وأن ذلك سيساعد القطاعات التي تعتمد بدرجة كبيرة على الوقود الأحفوري على التخلص من استخدامه في الصناعة والمواصلات.
وأوضح أن الهيدروجين يمكن نقله وتخزينه بخطوط الأنابيب، ويمكن خلطه بنسب معينة، مع الغاز الطبيعي في خطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي المستخدمة حالياً، مشيراً إلى أن ذلك يزيد من جاذبية الهيدروجين وزيادة الطلب عليه في قطاع الطاقة.
وأشار إلى أن الهيدروجين يستخدم حالياً في صناعة البتروكيماويات كمادة خام وسيستخدم في المستقبل في قطاعات أكثر مثل صناعة الصلب بالإضافة إلى استخدامه كناقل للطاقة في بعض القطاعات الأخرى.
واستطرد ” يُنظر إلى الهيدروجين الآن على أنه وقود المستقبل، كما كان يُنظر إليه قبل 50 عاماً. إلا أن عدم وجود سوق منظم للهيدروجين وعدم وجود آلية لضمان الجودة ونظام دولي لمنح الشهادات الخاصة بالجودة من أبرز المشاكل التي تواجه إنتاج الهيدروجين. ومن المنتظر أن يتم التغلب على هذه المشاكل مع الوقت.”