أعرب السفير التركي لدى كييف، يغمور أحمد كلدره، عن الأمل في التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل بين أوكرانيا وروسيا.
وقال كلدره، في مقابلة مع الأناضول، إن تركيا من أكثر الدول نشاطا على صعيد السعي من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في إطار الحرب الروسية الأوكرانية.
وتحدث كلدره عن عدة مواضيع منها النقل المؤقت للسفارة التركية من العاصمة كييف إلى مدينة تشيرنيفتسي الأوكرانية على خلفية اندلاع الحرب في 24 فبراير/ شباط الماضي، وعودتها من جديد إلى العاصمة الأسبوع الحالي، وجهود تركيا لتحقيق وقف إطلاق النار في أوكرانيا، ومساعداتها الإنسانية لكييف ومساهماتها في عمليات إخلاء المدنيين.
وأشار إلى أن السفارة التركية في كييف تبذل جهودًا جبّارة منذ بداية الحرب من أجل إجلاء المدنيين في مختلف المدن الأوكرانية.
وأوضح أن السفارة التركية في كييف نقلت أنشطتها مؤقتًا إلى مدينة تشيرنيفتسي الأوكرانية على الحدود الرومانية، وذلك مع تزايد المخاطر الأمنية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، مضيفا: “إلا أن السفارة أعلنت قبل أيام عودتها للعمل من العاصمة الأوكرانية مجددًا”.
ولفت الى أن السفارة التركية في كييف اختارت نقل أنشطتها إلى مدينة تشيرنيفتسي بناءً على مجموعة من الاعتبارات، أهمها تحول هذه المدينة إلى مركز لعمليات إجلاء المدنيين.
وكشف السفير عن أن عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم عن طريق السفارة التركية من أوكرانيا إلى تركيا بلغ 16 ألفًا و 700 شخص، مشيرًا إلى أن السفارة التركية أنجزت نشاطًا مثمرًا خلال فترة عملها في تشيرنيفتسي.
وأكد أن قافلة تضم 13 شاحنة مساعدات إنسانية وصلت من تركيا إلى تشيرنيفتسي الأسبوع الماضي، وأن إجمالي المساعدات الإنسانية التركية الى أوكرانيا بلغت حتى الآن 62 شاحنة.
وتابع: “رئيس الهلال الأحمر التركي التقى خلال اليومين الماضيين رئيس لجنة الصليب الأحمر الأوكراني، وعودة السفارة التركية لممارسة أنشطتها في كييف جاء بالتزامن مع مشارفة عمليات الإخلاء في تشيرنيفتسي على الانتهاء وتحسن الوضع الأمني حول كييف”.
– الأوضاع الأمنية ليس مستقرة بالكامل في كييف
وذكر كلدره أن عودة السفارة إلى كييف مهمة للغاية لأنها تؤدي وظيفة دبلوماسية مهمة في مقدمتها التمثيل الرسمي للجمهورية التركية في أوكرانيا.
وزاد: “عودة سفارتنا إلى العاصمة، يجب أن لا تقرأ من قبل المدنيين على أنها رسالة لهم بالعودة إلى كييف. إذ لا نستطيع القول إن الأوضاع الأمنية هناك مستقرة بالكامل بعد”.
وأضاف: “من الصعب للغاية التحرك بحرية في شوارع كييف بسبب الإجراءات الأمنية. قد يقول البعض، وخاصة المواطنين ورجال الأعمال الأتراك، إن السفارة عادت ويجب علينا العودة أيضًا إلى كييف. لكنني أنصحهم بالتحلي بالصبر”.
وأوضح أنه “على الرغم من عدم وجود مخاطر أمنية عالية حتى الآن، لكن قد يكون من الأفضل عدم الإسراع في القدوم إلى المدينة إلى أن يتم إقرار وقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا”.
– جهود دبلوماسية تركية من أجل التوصل لوقف إطلاق النار
وأوضح كلدره أن تركيا اتخذت خطوات دبلوماسية مهمة لضمان توصل الطرفين الروسي والأوكراني إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار.
وأردف: “تعتبر تركيا من الدول الأكثر نشاطًا في السعي للتوصل إلى توافق بين الأطراف. بذلت الدبلوماسية التركية جهودًا مهمة تمخض عنها نتائج ملموسة”.
وفي إشارة إلى أن اجتماع الوفدين الروسي والأوكراني في اسطنبول كان الأفضل على صعيد المفاوضات الجارية للخروج بنتائج ملموسة في إطار الأزمة الأوكرانية، قال كلدره: يحدونا الأمل بأن يتم تطبيق وقف إطلاق نار دائم بين البلدين والوصول إلى اتفاق لإحلال السلام.”
واستطرد قائلا: “على الصعيد الدبلوماسي، تركيا هي واحدة من أكثر الدول نشاطًا. لقد منحت المفاوضات الأخيرة في اسطنبول للدبلوماسية دورًا مهمًا في تحقيق نتائج من أجل إحلال السلام في أسرع وقت ممكن”.
– جهود استثنائية لإجلاء نحو 30 تركياً من ماريوبول
وصرح السفير بأن السفارة التركية تواصل بذل جهود استثنائية من أجل إجلاء عدد من مواطنيها لازالوا موجودين في مدينة ماريوبول الأوكرانية.
وكشف عن وجود ما بين 25 و 30 مواطنًا تركيًا في ماريوبول، وأضاف: “لا نزال نبذل جهودًا مكثفة من أجل إجلاء مواطنينا من ماريوبول وتأمين وصولهم إلى تركيا”.
وذكّر كلدره بأن تركيا عرضت على الجانبين الروسي والأوكراني فتح ممر إنساني لإجلاء المدنيين من ماريوبول، معربًا عن أمله في أن تلقى النداءات التركية قبولًا من قبل الطرفين، من أجل توفير إجلاء آمن للمدنيين من مناطق الصراع.