تمكنت الفنانة التركية آيفار صاري (59 عاماً) من تطوير نفسها في فن الرسم لتقوم بعكس زخارف السجاد والكليم (البساط) على لوحات.
وصاري، أم لثلاثة أطفال تعيش في ولاية طرابزون (شمال)، وكانت تهتم بالرسم أثناء دراستها الابتدائية، ثم واصلت اهتمامها بعد زواجها، وتلقت تدريبًا خاصًا حول الرسم على يد الرسام يوكسل بايدار.
حولت صاري إحدى غرف منزلها إلى ورشة للرسم، ونفذت أعمالًا متنوعة من البورتريهات وصور المناظر الطبيعية واللوحات الزيتية.
وبسبب شغفها بالأعمال القديمة، والتحف قامت برسم نقوش السجاد الموجود في منزلها، ثم وعرضت لاحقا أعمالها في أكثر من 200 معرض مختلط داخل تركيا وخارجها.
وتبحث صاري في بيئتها وفيما حولها عن منتجات تقوم برسمها، فأحياناً تشتري السجاد وأحيانًا أخرى تستأجره من تجار التحف والأشياء القديمة لتقوم برسمها ثم تعيدها لهم.
وتبرع السيدة في رسم السجاد وكأنها تنسجه من جديد على اللوحات، إلى أن أقامت معرضًا أطلقت عليه اسم “نوستالجيا” قدمت فيه لمحبي الفن 24 عملاً أتمت رسمها في 7 سنوات.
وفي حديثها للأناضول قالت صاري، إنها تتدرب على الرسم منذ عام 2004، وإنها أخذت تطور نفسها مع مرور الوقت حتى أقامت معرضها الخاص الأول.
وذكرت أنها تهتم بالرسم والتحف القديمة منذ طفولتها، وأنها تعمل في مجال الرسم منذ 18عامًا، وتشغل حالياً منصب الرئيس الثاني لجمعية الفنون الدولية (TILSIM).
وأوضحت أنها عرضت أعمالها للجمهور في عدة معارض خارج تركيا وخاصة في باتومي وتبليسي بجورجيا وفي قبرص التركية، وأنها ترسم عادة البورتريهات وتحب رسم لوحات لأتاتورك.
وتابعت: “أحب كثيراً التحف والأشياء الأصلية الجميلة، ولذلك اتجهت لرسم السجاد وعندما رسمت أول سجادة رأيت أنني نجحت في ذلك فقررت المواصلة”.
واستطردت: “أهتم بإضافة العناصر القديمة الى لوحاتي، فضلا عن الزخارف والنقوش. مثلاً قمت في إحدى أعمالي برسم سجادة الزفاف الخاصة بي، والقباقب، وأوعية الحمام والأباريق والصابون. وكنت أصنع اللوحة في ثلاثة أشهر، ثم طورت نفسي إلى أن أصبح بإمكاني إنجازها في غضون شهر واحد”.
وبيّنت صاري أنها تقوم باستخدام الألوان نفسها الموجودة في السجاد عند رسمها على اللوحات، وأن عملها ليس سهلاً ويتطلب جهداً وصبراً.
وأضافت: “لو لم أطلق على معرضي اسم نوستالجيا لكنت أطلقت عليه اسم معرض الصبر”.
وأشارت الرسامة إلى أن المعرض لاقى إقبالاً واهتماماً كبيرين خاصة من الشبان، وأنها تخطط لإقامة معارض في مدينتي إسطنبول وأنقرة للوصول إلى عدد أكبر من الجمهور.
ولفتت إلى أنها تلقت دعوات كثيرة من خارج تركيا للمشاركة في عدة معارض، إلا أنها لم تستطع المشاركة بسبب جائحة كورونا.
وأعربت صاري عن رغبتها في زيارة المدن التي تشتهر بنسج السجاد ولقاء النساء اللاتي يعملن بنسجها لإعجابها الشديد بعملهن.