تستعد شركة “أرملسان” التركية لتقنيات الدفاع، لتسليم القوات البحرية في بلادها أول نظام سونار محلي الصنع لصيد الألغام البحرية، خلال الربع الثالث من العام الجاري 2022.
وفي تصريح للأناضول، قال مدير “أرملسان” جان أمره باقيم، إن الشركة تعمل منذ 10 سنوات على تطوير العديد من المشاريع بهدف إنهاء اعتماد القوات البحرية التركية على الخارج في الأنظمة الصوتية تحت الماء وخاصة أنظمة السونار، منها نظام سونار “أراس 2023” للكشف عن الغواصين.
وأضاف أن هذا السونار سيستخدم للحماية من تهديدات الغواصين في سفينة الهجوم البرمائية متعددة الأغراض “TCG Anadolu” التي تعد أكبر سفينة عسكرية تركية محلية الصنع، مشيرا إلى أن اختبارات القبول للسونار قد اكتملت وسيرى النور قريبا.
ولفت باقيم إلى التهديد الحالي في المضائق التركية بسبب الألغام القادمة من أوكرانيا وإلى أنهم كانوا قد بدأوا قبل ثلاث سنوات بأعمال البحث والتطوير لمواجهة مثل هذه التهديدات وغيرها.
وأوضح أنهم نفذوا في هذا الإطار مشروعا لأول نظام سونار بحري محلي لصيد الألغام، أطلقوا عليه اسم “نصرت-1915″، تخليداً لذكرى السفينة العثمانية “نصرت” التي زرعت الألغام في مضيق الدردنيل أثناء الحرب العالمية الأولى، ومنعت سفن قوات الحلفاء من عبور المضيق لاحتلال إسطنبول.
وذكر أن غرضهم من المشروع كان تطوير نظام سونار فعال محلي ثنائي التردد يمكنه الكشف عن الألغام الثابتة والمتحركة من على بعد كيلومتر واحد، وتحديد نوعها من على بعد 250 متراً.
وأشار إلى أنهم أعلنوا المشروع أول مرة في معرض إسطنبول الدولي للصناعات الدفاعية “آيدف 2021” بحضور رئيس هيئة الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير، وأنهم سيقدمون النظام للقوات البحرية التركية في الربع الثالث من العام الجاري.
وعن طريقة عمل السونار صائد الألغام قال باقيم إن النظام يثبت على سفن الكشف عن الألغام التي تسبق السفن الحربية الكبيرة لتأمين مسار عبورها وتطهيره من تهديدات الألغام.
وتابع: “نظام سونار نصرت-1915 المثبت على سفينة الكشف عن الألغام يكشف عن أي جسم مشبوه من مسافة كيلومتر واحد، ثم ينتقل إلى التردد العالي ويحدد ماهية الجسم بوضوح من على بعد 250 متراً”.
وأردف: “إذا ثبت أنه لغم تقوم أنظمة كسح الألغام الموجودة بالسفينة بتحييد اللغم أو إزالته بطريقة مناسبة. وبذلك يتم تأمين مسار عبور السفن الحربية الكبيرة أثناء انتقالها إلى أماكن مهماتها”.
ـ روبوتات مسيّرة لإزالة الألغام
ولفت باقيم إلى أن عناصر قوات الدفاع تحت الماء تقوم بتحييد الألغام التي يتم جمعها من الماء بعد سحبها إلى البر، وأن هناك طرقا أخرى لإبطال مفعول الألغام باستخدام التقنيات الحديثة دون تدخل بشري، مشيراً إلى أن “أرملسان” تعمل على تطوير تقنيات مشابهة.
واستطرد: “يمكن استخدام الروبوتات المسيرة لإبطال مفعول الألغام البحرية من خلال تفجيرها عن بعد أو سحبها إلى الشاطئ بواسطة أذرع الروبوت دون تعريض حياة الأفراد للخطر. ونحن مستمرون في أعمال البحث والتطوير بخصوص تلك التقنية”.
وأضاف أنهم يهدفون إلى المساهمة في اقتصاد البلاد عبر تصدير منتجاتهم، وأن الشركة تتلقى طلبات كثيرة من الدول الصديقة والشقيقة خاصة من أسواق الشرق الأوسط والشرق الأقصى.
وأوضح أن الاختبارات الميدانية لنظام سونار “نصرت-1915” ستتم قبل نهاية العام الجاري، وبعدها سيُقدم للقوات البحرية لتنفيذ مهمته الأولى، مبينا أنهم يتوقعون بدء تصديره أوائل عام 2023.
وزاد: “نعمل على تطوير نسخة جديدة من نظام سونار نصرت-1915، ستكون أصغر حجماً، ويمكن استخدامها في المركبات البحرية الصغيرة المسيرة عن بعد”.