جاء رمضان هذا العام حاملا البهجة بعودة الحياة لطبيعتها بعد جائحة كورونا، وترافق الحلويات الرمضانية هذه الفرحة، خاصة عندما تتجاور الحلويات التركية والعربية في أسواق إسطنبول.
حلويات رمضان هي الحاضر الأبرز في هذا الشهر الفضيل، ومن المميز في تركيا رؤية “البقلاوة” و”الغولاج” التركية، إلى جانب القطايف والكنافة العربية في الأسواق، حيث تتجاور المتاجر العربية والتركية، وخاصة بمنطقة الفاتح المركزية.
بأشكالها المتعددة وأنواعها المختلفة، تحجز أطباق الحلويات مكانا أساسيا على موائد الإفطار، رفقة الأطعمة الأخرى، حيث يتم يتناولها بعد يوم طويل من الصيام والعبادة.
أنواع متعددة من الحلويات التركية والعربية، تتزين بها الأسواق، في صوان وحلل تأخذ مكانها على طاولات البيع، فضلا عن حلويات يتم إعدادها بشكل طازج تكون مطلوبة بكثافة خلال الشهر.
** الحلويات التركية
تتربع البقلاوة التركية على موائد الإفطار في عموم تركيا، لما لها من مكانة خاصة لدى أهل تركيا، على مدار العام وفي كل المناسبات.
واعتاد مواطنون على شراء البقلاوة من الأسواق، فيما يعدها آخرون في المنزل، ويتهاداها البعض فيما بينهم.
وإلى جانب البقلاوة، تُزين حلوى “الغولاج” موائد صائمين، حيث يتم إعدادها بكثرة خلال الشهر الفضيل، وتعدها أغلب المخابز ومتاجر الحلويات والمعجنات.
وتتوفر المواد الأولية لحلوى “الغولاج” في مراكز التسوق، حيث يمكن إعدادها منزليا، وهي خفيفة على المعدة، يتواءم تناولها مع فترة الصيام الطويلة، وتوصف بأنها حلوى عثمانية رمضانية مغذية.
وتتكون حلوى “الغولاج”، من رقائق مصنوعة من الطحين ونشاء الأرز والماء، يتم غمرها طبقة طبقة بالحليب الدافئ المحلى، وتوضع الطبقات متراصة فوق بعضها البعض، وتزين وتحشى بالمكسرات.
وإلى جانب البقلاوة و”الغولاج”، توجد حلويات أخرى تركية، منها القطائف المعدة من الشعيرية، والحلويات المصنعة من الحليب.
** الحلويات العربية
عربيا، تعلو القطائف عرش الحلويات المرغوبة والمحبوبة لدى أبناء الجالية، حيث تنتشر بشكل كبير خلال الشهر الكريم.
وتنتشر في الأسواق المركزية محلات وعربات بيع القطائف التي يتم إعدادها بشكل طازج ومباشر، حيث يتم إنتاج العجينة الخاصة بها بأحجام كبيرة وصغيرة.
كما تعد محال الحلويات قطائف جاهزة للاستهلاك المباشر، والتي تتميز بحشواتها المختلفة، حيث تفضل أغلب الجاليات العربية تناولها خلال الشهر الفضيل.
وتتعدد الروايات في تأريخ صناعة القطائف، إذ تقول إحداها أنها تعود للعهد الأموي وأخرى للعباسي، بينما تذكر الرواية الأكثر تداولاً أنها تعود للعهد “المملوكي”.
وتقول الرواية إن أحد الملوك المملوكيين، جمع صانعي الحلوى وطلب منهم تقديم صنف لم يصنعه أحد من قبل، فابتكر أحدهم فطيرة محشوة بالمكسرات تُسمى “القطائف”.
وتعتبر حلوى القطائف من أكثر حلويات شهر رمضان شعبيةً وصناعة في عدد من الدول العربية، خاصة أنها رخيصة الثمن، تناسب الوضع الاقتصادي العام للسكان.
** حلويات أخرى
ويضاف إلى القطائف حلويات أخرى محببة في رمضان، وهي لقمة القاضي (العوامة) التي تعد طازجة، ويقبل عليها أبناء الجاليات العربية، حيث تتميز برائحتها النفاذة في الأسواق.
كما يزداد الاهتمام بالكنافة بنوعيها العادية والنابلسية، ويتم الإقبال على حلوى الهريسة (البسبوسة)، وحلاوة الجبن، فضلا عن المعروك ومعجنات أخرى، وكلها تنال اهتماما نوعيا لدى الجاليات العربية.
كما أن لكل دولة معجنات خاصة بالشهر الفضيل والخبز الرمضاني المميز، وهو ما يمكن رصده بشكل كبيرة على طاولات المحلات في الأسواق، حيث تتجاور المتاجر والمحلات التركية والعربية جنبا إلى جنب، مشكلة لوحة فسيفسائية من التآخي مستمر منذ سنوات.
وبهذا يمكن لأي زائر للأسواق في إسطنبول سواء اكان مقيما أو سائحا أن يجرب الحلويات العربية والتركية في الشهر الفضيل لترضي مذاقه بالأطعمة المنوعة الحلوة.