شارك منتجو الحافلات الأتراك في معرض “باص تو باص” (BUS2BUS) المقام في العاصمة الألمانية برلين، وعرضوا فيه أحدث الحافلات المطورة في إطار رؤية “الحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة”.
وعرضت شركات الحافلات من مختلف دول العالم مركباتها الكهربائية، في المعرض الذي برزت فيه السيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة.
وفي إطار رؤية “التنقل الذكي” شهد المعرض تقديم مركبات تعمل بالوقود البديل وخاصة الكهرباء والهيدروجين، وكذلك أنظمة شحن عالية التقنية.
وجذبت شركات صناعة الحافلات الكهربائية التركية الانتباه بنجاحاتها في المعرض الذي يعد أحد أهم الفعاليات في سوق الحافلات الأوروبية.
وشاركت من تركيا شركات كارسان (Karsan)، وتمسا (TEMSA)، وأوتو كار (Otokar) وأناضولو إيسوزو.
– 30 دولار قيمة الصادرات لكل كيلو غرام من السيارات الكهربائية
وفي تصريحات للأناضول قال طولغا هان دوغانجي أوغلو، الرئيس التنفيذي لشركة تمسا، إن تركيا تعد أكبر منتج للمركبات التجارية في أوروبا، وأن شركة تمسا، واحدة من الشركات الرائدة في مجال الحافلات والنقل الجماعي.
وأضاف دوغانجي أوغلو أنهم شاركوا في المعرض مع شركة سكودا الشقيقة، وأنهم عرضوا على المسؤولين من السوق الألماني سياراتهم الكهربائية فئة 9 و 12 مترًا، مؤكدا أنهم يسعون لأن يكونوا رائدين في ألمانيا بمركباتهم الكهربائية.
وأوضح أن هناك فرص كبيرة أتيحت لتركيا، مع نقل الشركات الدولية مراكز إنتاجها إلى مناطق قريبة منها جغرافيًا بعد وباء كوفيد- 19، وأن تركيا دولة متقدمة في إنتاج المركبات التجارية، ولديها مزايا كبيرة لإنتاج الحافلات الصديقة للبيئة.
وذكر أن قمة المناخ التي عُقدت مؤخرا في غلاسكو باسكوتلندا أسفرت عن موافقة الدول المشاركة ومن بينها تركيا على أن تكون ثلث المركبات التجارية صديقة للبيئة بحلول عام 2030، وأن تصبح جميعها صديقة للبيئة بحلول عام 2040.
ولفت إلى أن شركة تمسا تقوم بتطوير جميع خططها في سبيل أن يصبح نصف إنتاجها في عام 2025 من المركبات الخالية من الانبعاثات، والتي تعمل بالكهرباء أو الوقود الصديق للبيئة.
وأكد دوغانجي أوغلو أن شركة تمسا شركة قائمة على التصدير، وأن 70 بالمئة من منتجات الشركة يتم تصديرها إلى 66 دولة.
وتابع: “متوسط قيمة الكيلو غرام الواحد من إجمالي الصادرات التركية يبلغ حوالي 1.5- 2 دولار في حين تتراوح قيمة الكيلو غرام الواحد من صادرات قطاع السيارات بين 10- 20 دولار”.
وأضاف: “تصل القيمة إلى 30 دولار في المركبات الكهربائية ولذلك تحاول الشركة تقديم منتجات ذات قيمة مضافة عالية للمساهمة في اقتصاد البلاد”.
– تركيا مركز لإنتاج الحافلات
وصرح تشاغداش آدييكا مدير التصدير بمجموعة كارسان أن معرض “باص تو باص” هو المعرض الأوروبي الأول الذي يشاركون فيه منذ انتشار وباء كوفيد- 19.
وأشار إلى أن المعرض يعد فعالية مهمة، تقوم فيها شركات صناعة الحافلات الأوروبية بعرض أحدث منتجاتها التي تتمتع بأحدث التقنيات.
ولفت أن المعرض أتاح لهم الفرصة لتبادل المعلومات مع البلديات والشركات والمؤسسات الأوروبية.
وأفاد “آدييكا” بأن تركيا تعتبر مركزا لإنتاج الحافلات في أوروبا، وأن نصف الحافلات المصدرة إلى القارة العجوز يتم إنتاجها في تركيا، مشيراً إلى أن الأخيرة تسيطر على السوق الأوروبية في هذا المجال من ناحية الإنتاج.
وأضاف أن شركات تصنيع الحافلات التركية، ومن بينها كارسان تقوم بالاستثمار في تكنولوجيات المستقبل وأنها أكملت خطواتها الأولى فيما يتعلق بتصنيع المركبات الكهربائية، وبدأت في الاستثمار في المركبات ذاتية القيادة.
وذكر أن كارسان قامت بتصدير أكثر من 300 حافلة كهربائية حتى اليوم.
– ازدياد الاهتمام بالحافلات الكهربائية
من ناحية أخرى قال مراد دادا أوغلو مدير المبيعات الدولية بشركة أناضولو إيسوزو، أن هناك اهتمامًا متزايداً بالمركبات الكهربائية والهيدروجينية والمركبات ذاتية القيادة.
وذكر أنهم عرضوا مركبات نوفوسيتي فولت (NovoCITI Volt) الكهربائية بالكامل في المعرض، وهي مركبات تصدرها الشركة إلى فرنسا وتهدف إلى بيعها في ألمانيا.
واستطرد: ” لن يُسمح سوى للحافلات الكهربائية بدخول مراكز المدن الأوروبية الكبرى اعتباراً من 2025، وسيطبق ذلك بشكل أكبر فيما بعد 2030. لذلك فإن التحول في إنتاج الحافلات أمر لا مفر منه. ونحن نسعى لأن نكون جزءا من هذا التحول.”
وأكد دادا أوغلو على أن معدل إنتاج وتصدير الحافلات يتصاعد سنويًا في تركيا، مشيراً إلى أن السوق الرئيسي لصادرات الشركة هو فرنسا إلا أنهم يسعون للنمو في أسواق أخرى في بلدان متعددة.
– المنتجون الأتراك سيزيدون حصتهم في السوق على المدى الطويل
أما هاكان بوبيك مدير التسويق والمبيعات الدولية بشركة أوتوكار، فقال إنهم عادوا إلى قطاع الحافلات بعد غياب ثلاث سنوات، وأنهم يشاركون في المعرض هذه المرة بمركبات e –Centro الصديقة للبيئة وحافلة كهربائية 12 مترا للنقل داخل المدن.
وأردف أنهم يتوقعون زيادة كبيرة في مبيعات المركبات التي تعمل بالوقود البديل خلال السنوات الخمسة المقبلة، مشيراً إلى أن شركة أوتوكار حولت حافلات النقل الجماعي التي تنتجها من الوقود العادي إلى الغاز الطبيعي وإلى حافلات كهربائية.
وأوضح أن تركيا تعد اليوم مركزا مهماً لإنتاج الحافلات، إذ تصدرها إلى أوروبا والولايات المتحدة والعديد من دول العالم، ولذلك فإن الشركات التركية المنتجة للحافلات ستزيد من حصتها في السوق العالمية خلال الفترة المقبلة.