ما يزال أهالي ضحايا تفجير قرية “دوروملو” بولاية ديار بكر جنوب شرقي تركيا، يشعرون بمرارة فقد ذويهم رغم مرور ست سنوات على التفجير الإرهابي الذي نفذه تنظيم بي كا كا.
وفي 12 مايو/ أيار عام 2016 قام إرهابيو “بي كا كا” بتفجير شاحنة محملة بــ 15 طن من المتفجرات في قرية “دوروملو” بقضاء سور بولاية ديار بكر، بعد أن سرقوها من ولاية بينغول. وتسبب التفجير الإرهابي في مقتل 16 شخصاً.
وفي تصريحات للأناضول تحدث أقارب بعض الضحايا عما شهدوه في يوم التفجير الإرهابي وعن ألمهم لفراق أقاربهم.
وقالت أينور يامان، التي فقدت زوجها وبعض أقاربها في الحادث المذكور، إنها سمعت دوي انفجار كبير يوم التفجير الإرهابي فسارعت بالاتصال بزوجها إلا أنها لم تتمكن من الوصول إليه.
وأضافت أنها فقدت زوجها في التفجير وبقيت وحيدة مع أطفالها السبعة، وكان أصغرهم لا يزال رضيعاً وقتها.
وأشارت إلى أنها وزعت ملابس زوجها واحتفظت ببعضها ولا تزال تقوم كل عام، بغسلها وكيها وتعليقها في خزانة ملابسه وكأنه سيعود يوماً ما.
– الدولة لم تتركنا وحدنا
وأوضحت يامان أنهم كانوا يعيشون حياة سعيدة هادئة قبل التفجير الإرهابي بالرغم من أن أوضاعهم المادية لم تكن جيدة، وأن الدولة لم تتركهم وحدهم بعد التفجير، بل وفرت لهم الدعم والمساعدة.
وأفادت بأنها تشعر في 12 مايو من كل عام، بألم ومرارة فقد زوجها وأقاربها مثلما شعرت به في اليوم الأول للتفجير.
وتابعت ” من يدعون كذباً أنهم يدافعون عن الأكراد (تقصد تنظيم “بي كا كا” الإرهابي) هم من يقتلوننا. لن نسامحهم أبداً على ما فعلوه.”
– أصبحت مثل الشجرة الجافة
أما حسيبة يامان التي فقدت ولديها و 8 من أقاربها في التفجير الإرهابي فقالت باللغة الكردية إنه لم يتبق أي شيء من أجساد من لقوا مصرعهم في التفجير.
وأضافت أن ألمها لفقد ولديها لم يخف منذ اليوم الأول الذي حدث فيه التفجير الإرهابي، وأنها لا زالت تشعر بالحزن والألم وكأن التفجير وقع بالأمس.
واستطردت ” لن يخف أبداً الألم الذي أشعر به لفقدي ولداي، وسأعيش بهذا الألم حتى آخر يوم في عمري. فقدت 10 أشخاص من عائلتي ولو لم يمنحني الله الصبر، لكنت فقدت عقلي في ذلك اليوم. لقد جفت عيناي من كثرة البكاء ولم تعد تسيل منهما الدموع وأصبحتُ مثل الشجرة التي جفت فروعها. لن أسامح هؤلاء الإرهابيين أبداً على ما فعلوه بنا.”
– الدولة هي من تمثل الأكراد وليس “بي كا كا” الإرهابي
وفي السياق، قال حاجي تشلبي يامان الذي فقد أخويه وعمه وبعض أقاربه في التفجير الإرهابي، إن تنظيم بي كا كا الإرهابي يستهدف المدنيين في الكثير من الاعتداءات التي ينفذها رغم أنهم يعرفون أنفسهم بأنهم ” أفراد يدافعون عن حقوق الأكراد”
وأردف أن التنظيم الإرهابي ينفذ مجازر كبيرة بحق المدنيين الأكراد. ولذلك لا يمكن أن يدعي أنه يمثل الأكراد أو يدافع عن حقوقهم، مؤكداً أن من يمثله كمواطن كردي هو الدولة التركية والجيش التركي.
وشدد على أنهم يشعرون بألم فقد أقاربهم رغم مرور 6 سنوات، وأنهم لن ينسوا هذا الألم حتى لو مر 600 عام، و”سيقصون للأجيال الجديدة ما حدث في ذلك اليوم الاليم”.
ولفت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الداخلية سليمان صويلو لم يتركوهم بعد الحادث ووفرا لهم الدعم اللازم.
وذكر حسن يامان الذي فقد والده وشقيقيه في التفجير الإرهابي، إن كل شيء تغير بالقرية بعد ذلك اليوم ولم يعد أي شيء كسابق عهده وأن ذلك التفجير كان مثل الخنجر الذي غُرس في قلب القرية.
– تحييد منفذ الهجوم
واستعمل الإرهابيون في التفجير قرابة 15 طن من المتفجرات. وضعوها في شاحنة كانوا استولوا عليها من إحدى الشركات العاملة في مجال الطرقات بولاية بينغول.
وتوجه الإرهابيون بالشاحنة في البداية إلى حي تانيشق بقضاء يني شهير الملاصق لقضاء سور، إلا أن قرويين اشتبهوا فيها، ما أثار جدالا بينهم وبين الإرهابيين الذين كانوا داخل الشاحنة.
وبعد رفض المواطنون أن يدخل الإرهابيون بالشاحنة إلى منطقتهم، توجهت الشاحنة إلى منطقة دوروملو في سور، إلا أن القرويين لحقوا بها، لكن الإرهابيين لجأوا إلى تفجير الشاحنة بعد أن أيقنوا أنهم لن يفلتوا، ما أدى إلى مقتل 4 قرويين مباشرة في موقع التفجير، وإصابة 23 أخرين، فضلاً عن تضرر عدد كبير من السيارات والمنازل المحيطة.
وعقب التفجير، أُعلن عن فقدان 12 قروياً، إضافة إلى القتلى الأربعة ولم يتم التعرف على هويتهم إلا بعد إجراء فحوصات الحمض النووي على الأشلاء التي تناثرت على مساحة واسعة. امتدت حتى 3 كيلومترات من موقع التفجير.
وفي 11 يونيو/ حزيران 2020 أُعلن تحييد أحد منفذي الهجوم وهو الإرهابي عزت يغيت المدرج على القائمة البرتقالية للمجرمين المطلوبين.
وفي 24 يونيو 2020 عقدت جلسة محاكمة المنفذ الآخر للتفجير وهو الإرهابي برهان طاش وحكمت عليه المحكمة بالسجن المؤبد 17 مرة بتهمة القتل العمد لـ 16 شخصاً والإضرار بوحدة البلاد إضافة إلى السجن 11 عاماً و8 أشهر بتهمة حيازة مواد متفجرة بدون إذن.