أشاد الإعلام وخبراء في كازاخستان بقرار رفع العلاقات مع تركيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية المعززة واعتبروه قرارا مهما.
ووقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الكازاخستاني قاسم جومرت توكاييف، وثيقة الشراكة الاستراتيجية المعززة في إطار زيارة الأخير إلى أنقرة في 11 مايو/ أيار الجاري.
وأحدثت زيارة توكاييف الرسمية إلى أنقرة على رأس وفد كبير بدعوة من أردوغان، أصداء واسعة في الإعلام الكازاخستاني، ولا تزال نتائجها هي الموضوع الرئيسي فيه حتى اليوم.
وتصدرت صور توكاييف وأردوغان وهما يتصافحان، الصفحات الأولى بالصحف القومية في كازاخستان.
وتصدر خبر الزيارة، الصفحة الأول بصحيفة أغمن كازاخستان (سيادة كازاخستان)، وهي الصحيفة الوطنية الرئيسية في البلاد.
ونشرت الصحيفة خبرا بعنوان “رفع العلاقات الأخوية القوية بين كازاخستان وتركيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية المعززة” تناولت فيه قرار رئيسي البلدين رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية المعززة.
وأشار الخبر إلى أن الطرفين أكدا أن هذا القرار يعد خطوة مهمة في تعزيز التعاون بينهما في ضوء المصالح المشتركة، في مجالات عديدة مثل المجال السياسي، والعسكري، والدفاع، والأمن، والاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والنقل، والعبور (الترانزيت).
إضافة إلى الطيران، والصناعة، والتعدين، والطاقة، والبيئة، والزراعة، والغابات، والخدمات الاجتماعية، والصحة، والثقافة، والتعليم، والعلوم والتكنولوجيا، والابتكار، والإعلام، والشباب والرياضة، والأرشيف.
كما تصدر خبر زيارة توكاييف لأنقرة الصفحة الأولى من صحيفة كازاخستانقايا برافدا التي تصدر باللغة الروسية.
ونشرت الصحيفة الخبر بعنوان “كازاخستان وتركيا.. شراكة استراتيجية معززة” مع صورة التقطت خلال اللقاء الثنائي بين أردوغان وتوكاييف.
وأكد الخبر أن الشراكة الاستراتيجية المعززة لها أهمية كبرى للعلاقات الثنائية والإقليمية في ظل الوضع الجيوسياسي الحالي.
ونقل الخبر تصريح توكاييف بأن هذه الشراكة تعد خطوة رئيسية لتعزيز الروابط الأخوية بين البلدين، وأن كازاخستان وتركيا توليان اهتمامًا كبيرًا لضمان الاستقرار والسلام في منطقة أوراسيا، ولذلك هناك تواصل وثيق بين الجانبين على المستوى الإقليمي والدولي.
أصداء اتفاقية إنتاج المسيرة التركية “العنقاء” في كازاخستان
وكان لإعلان وثيقة الشراكة الاستراتيجية المعززة التي وقعت بين توكاييف وأردوغان تأثير كبير لدى الرأي العام الكازاخستاني إضافة إلى الإعلام.
وأكد كل من الخبراء ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في كازاخستان أهمية الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في مجال التعاون الاستخباري العسكري واتفاقية إنتاج الطائرة المسيرة التركية “العنقاء” في كازاخستان.
وفي تصريحات للأناضول قال دارهان قيديرالي رئيس الأكاديمية التركية الدولية، إن قرار رفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية المعززة يكشف أهمية زيارة توكاييف إلى أنقرة.
وأشار قيديرالي إلى أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وقعت عام 2009، وتتضمن مجموعة اتفاقيات تعاون واسعة النطاق، ستنعكس إيجابا على كافة المجالات بينهما.
وأوضح أنه كمؤرخ يعلم مدى أهمية اتفاقية التعاون الموقعة في مجال الأرشيف، وذلك نظرا لدور الوثائق الأرشيفية في كتابة التاريخ المشترك.
من ناحية أخرى، ذكر خبير العلوم السياسية الكازاخستاني بول يديلوف على قناته بتليغرام أنه يجب وصف زيارة توكاييف إلى تركيا بأنها “تاريخية”.
وأفاد يديلوف بأن البلدين وقعا 14 اتفاقية تعاون رفيعة المستوى، ويصعب تحديد أيها أكثر أهمية، ولكن بالنظر إلى الوضع الجيوسياسي الراهن ينبغي تأكيد أهمية التعاون الثنائي في مجال الدفاع.
ولفت إلى تصريح الرئيس أردوغان، بأن تركيا على أتم استعداد لتحمل مسؤولية استقرار وسلام وأمن الأشقاء في كازاخستان، وتأكيده أهمية الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في مجال الاستخبارات العسكرية وإنتاج الطائرة التركية المسيرة العنقاء في كازاخستان.
زيادة أهمية الممر العابر لبحر قزوين
وأعرب يديلوف عن أهمية الخطوة المشتركة مع تركيا لتطوير الممر العابر لبحر قزوين، إذ إن كازاخستان تولي أهمية كبيرة لتنويع طرق نقل النفط.
وأضاف أن هذا الممر يساهم في تقليص المدة المستغرقة في نقل البضائع من هورنوس (بوابة العبور البرية الكازاخستانية مع الصين) إلى إسطنبول بمعدل خمس مرات، أي من 60 يومًا إلى 13 يوما، وأن هذا يوفر فرصة مهمة لتنويع طرق تصدير النفط الكازاخستاني إلى أوروبا باستخدام ممرات النقل التركية، خاصة في ظل الوضع الجيوسياسي الحالي.