اتفق إعلاميون أتراك وأفارقة، الأربعاء، على أن الإعلام التقليدي بات محاصرا من نظيره الرقمي، مشددين على ضرورة “التدقيق” جراء تدفق المعلومات المضللة عبر الأخير ووسائل التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك خلال ندوة على هامش القمة التركية الإفريقية الأولى للإعلام، المنعقدة بمدينة إسطنبول، والتي تأتي متزامنة مع “يوم إفريقيا” الموافق 25 مايو/ أيار من كل عام.
وأدار الندوة المسؤول في وزارة الخارجية التركية السفير مراد قره غوز، الذي لفت في حديثه إلى أنه بات من الممكن الوصول إلى المعلومة والخبر عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتصل نحو 5 مليار إنسان بالإنترنت.
وأضاف: “أمام هذه الحقيقة، تعمل وسائل الإعلام التقليدية للتأقلم مع الظروف الجديدة والفرص التي تقدمها، ومع كثرة المعلومات الخاطئة والمضللة فإن هذه الوسائل تهدف للوصول إلى أهدافها بأقل التكاليف”.
ومضى قائلا “هناك مشكلة تتعلق بصحة المعلومات المتدفقة، وهذا الأمر قد يتسبب بأضرار”، مشيرا إلى أن الحملات الإعلامية “المضللة” تقف خلفها أطراف متعددة، من شركات وجماعات ومنظمات.
فيما تحدثت الصحفية بجريدة ريبابليكن الناميبية، رونيلا ماتيلدا رادماير، في مداخلتها عن تقدم بلادها في حرية الإعلام، حيث تأتي في المرتبة الثانية بقارة إفريقيا، والـ 18 على مستوى العالم في حرية الإعلام.
وأضافت “في مرحلة التحول الرقمي في البلاد، الإعلام التقليدي دخل في مرحلة جمود ويقل من مدخوله، ويقل عدد العاملين فيه، ما يجعل الصحفيين المتمرسين يعزفون عن العمل الصحفي”.
ومضت قائلة: “التقارير تظهر حصار الإعلام الرقمي للإعلام التقليدي، وهناك تحديات تضرب بحرية الصحافة وتفقد المصداقية وتؤدي للهجمات السيبيرانية، كما يتعرض الصحفيون للتنمر والعنف”.
بدوره، قال مساعد المدير العام في وكالة الأناضول، عمر فاروق غورجين، إن “الصحفيين باتوا يهتمون أكثر بإمكانياتهم الخاصة، نتيجة انتشار الأخبار الكاذبة في العالم الرقمي، والتركيز على تطوير أنفسهم وإكساب خبراتهم”.
وأردف: “يجب أن نتطرق هنا إلى ضرورة الالتزام بالميثاق الصحفي، حيث إن منتجي المحتوى يعتقدون أنهم صحفيون عبر عدة فيديوهات، ولا يتعرضون للمساءلة لعدم ارتباطهم بأي جهة”.
ولفت إلى وجود قسم في وكالة الأناضول لتأكيد المعلومات، عبر معرفة مصدر الخبر، ومن يقف وراءه، وتدقيق هذا الأمر ومشاركته مع القراء.
وختم: “الصحفي كلما حاول توسيع مصادره والحفاظ عليها، فإن الثقة بمعلوماته ستبقى عالية”.
فيما لفتت “سينابو ديبو” وهي مقدمة برامج سنغالية، إلى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق العاملين في الراديو والتليفزيون، حيث يتم الاعتماد عليهم في مجال نقل ونشر المعلومات الحكومية والمعلومات الصحيحة للشعب.
وتابعت: “عملنا على محاولة الإبقاء على الإعلام التقليدي من أجل البقاء مصدرا موثوقا عبر التحقق من الأخبار بشكل جيد، نعلم أن هناك في الإعلام الرقمي أدوات يجب استخدمها، ويجب مواكبة العالم وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي”.
كما تحدث لامين غويراسي وهو صحفي غيني، عن انتقال بلاده من إعلام الصوت الواحد، حيث كانت الدولة مسيطرة على مختلف وسائل إلى الإعلام، إلى مرحلة تعددت فيها الأطراف الإعلامية، مضيفا “أدركنا أن مستقبل الإعلام سيتم بناؤه عبر العالم الرقمي”.
وأردف: “الشباب غير الراغب في متابعة الإعلام التقليدي يستطيع متابعة كل ما يريد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمؤثرون يعملون بأريحية عبر تلك المنصات ويحاولون إظهار مشروعيتهم”.
ويشارك في القمة التركية الإفريقية للإعلام 80 صحفيا من 45 دولة إفريقية إلى جانب دبلوماسيين أفارقة ومسؤولي مؤسسات رسمية وخاصة ومنظمات مدنية وأكاديميين من تركيا وإفريقيا.