يعتبر جلد الإنسان بمثابة خط الدفاع الأول، والرداء الواقي للجسم من أي أخطار خارجية، فهو يتلقى الضربات والحروق والإشعاعات والجراثيم وأحيانا يكون نذير للإنسان عندما يحدث أي خلل في الأجهزة الداخلية والباطنية للجسم، حيث أن هناك كثير من الأمراض الجلدية تصنف كأمراض مناعية تظهر على جسم الإنسان بأشكال مختلفة وأعراض مرضية عديدة كتنبيه للإنسان بوجود خلل في جسم الإنسان أدى إلى ظهوره كمرض جلدي. حتى أن بعض أطباء الجلد يقومون بتحويل بعض المرضى الذين يشتكون من مرض جدلي ما إلى طبيب الباطنية، لأن المرض الجلدي المُشتكى منه جاء نتيجة خلل باطني وليتم علاجه علينا معرفة جذور وأسباب المرض.
الصدفية
تعتبر الصدفية من الأمراض الجلدية المناعية عندما تتأثر الدورة الحياتية لخلايا الجلد، حيث أن الغدد اللمفاوية التي تهاجم البكتيريا تهاجم تكون فعالة بشكل كبير مما يؤدي إلى توسعة الأوعية الدموية، ونتيجة لذلك تتراكم الخلايا على سطح الجلد بسرعة لتشكل قشوراً فضية سميكة وطبقات مثيرة للحكة، جافة وحمراء، تسبب الالم احيانا.
قد يظن كثيرون أن لا علاج للصدفية غير أن الدكتور بسام المصري أخصائي الأمراض الجلدية قال “أن النظام الغذائي والصيام المتقطع والحميات الغذائية الصحية تساعد بشكل كبير في علاج الصدفية والوقاية منها، وكذلك التركيز على بعض الأطعمة، وعلى رأسها السمك لما يحويه من عناصر مهمة، وكذلك الإكثار من السوائل”، وأضاف أن استخدام الكورتيزون في علاج الصدفية، والذي يعمل على إضعاف الجهاز المناعي في سبيل علاج مثل هذه الأمراض المناعية تكون مضرة أكثر من فائدتها على المدى البعيد، ولا تؤدي إلى حل المشكلة من جذورها.
البهاق
يعتبر البهاق من الأمراض المناعة الذاتية الذي تحصل نتيجة تضرر بالخلايا الميلانينية المنتجة للميلانين، وهي المادة التي تمنح البشرة لونها، وفي حالة البهاق يكون هناك نقص الميلانين بسبب نقص الخلايا الميلانينية وترجح النظرية أن هذا النقص يعود إلى أسباب مناعية حيث أن الغدد الليمفاوية في سياق نشاط مناعي زائد تهاجم الخلايا الميلانينية مما يؤدي إلى نقصها، وعندما يتعرض الجسم لأشعة الشمس مباشرة وقوية لا يستطيع الجسم إفراز ما يكفي من صبغة الميلانين، وبالتالي تتحول إلى بقع بيضاء قد تمتد فيما بعد أو تنحصر في مكان ما. وأشار الدكتور المصري أن هذا المرض يصيب في الغالب أصحاب البشرة الداكنة أكثر من ذوي البشرة الفاتحة.
وفيما يخص العلاج أضاف الدكتور المصري أن في حالة البهاق، ولأن المرض مستعصي أكثر من غيره من الأمراض الجلدية، يحبذ أخذ الكورتيزون بوصفة طبية على عكس الصدفية التي يمكن علاجها بأساليب أخرى. كما أشار إلى أسلوب العلاج بالأشعة للحد من تمدد البقع الجلدية ذات اللون الفاتح الناتجة عن البهاق، وأكد أن العامل النفسي هو الخطوة الأولى للتصدي للمرض.
قد تكون انظمتنا المناعية أحيانا الدرع الواقي لنا والجيش الذي يتصدى لأي مرض أو ضرر خارجي قد يهاجم الجسم، ولكن أحيانا تكون هي المهاجم للجسد تبعاً لحدوث لخلل معين ، إما لأسباب وراثية، أو أخرى نفسية أو غذائية، ونقص في المعادن الأساسية والفيتامينات.