تحتضن العاصمة الإيرانية، طهران، اليوم الثلاثاء، لقاء ثنائياً بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ونظيره الإيراني، إبراهيم رئيسي، وفي جعبة كلّ منهما العديد من الملفات أبرزها الممر البري المشترك بين البلدين إلى جانب الإمارات، وأنشطة الاستخبارات الإيرانية مؤخراً ضد إسرائيل على الأراضي التركية.
ووصل أردوغان إلى طهران، مساء أمس الاثنين، حيث كان في استقباله بمطار مهر آباد الدولي، وزير النفط الإيراني جواد أوجي، ومدير عام المراسم في مكتب الرئاسة الإيرانية رضا ناجيبور.
كما كان أيضاً في استقباله كل من السفير الإيراني لدى أنقرة محمد فرازماند، والسفير التركي لدى طهران دريا أورس.
وبحسب مراقبين، فإن أردوغان يحمل إلى طهران التهديدات التي أطلقها بشن عملية عسكرية في شمال سوريا، حسب ما أشارت إليه وسائل إعلام مقربة من حكومته، بينها صحيفة “صباح”، التي ذكرت أن “العملية العسكرية هي الأكثر أهمية بين تركيا وإيران خلال القمة”.
ويحمل قضايا وملفات ثنائية بين أنقرة وطهران. ومن المتوقع، حسب الصحيفة، توقيع مذكرات تفاهم لتطوير وتسريع العلاقات بين البلدين، وستُناقش العملية المتعلقة بالممر التجاري بين تركيا وإيران والإمارات، فضلا عن “أجندة الإرهاب والإتجار بالبشر”.
ولا توجد أي مؤشرات واضحة عن التوقيت الذي ستبدأ فيه تركيا عمليتها العسكرية في سوريا، والتي سبق وأن عارضتها إيران، معتبرة أنها “تهدد وحدة الأراضي السورية”.
وبعد هذا الموقف، كان لافتا سلسلة التحركات التي أقدمت عليها طهران تجاه النظام السوري، وبينما وصل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان والتقى ببشار الأسد، أجرى إبراهيم رئيسي اتصالا هاتفيا مع الأخير، تطرق فيه إلى سياقات العملية التي تهدد بها أنقرة.
وفي هذا السياق، نقل تقرير لموقع “الحرة”، عن مهند حافظ أوغلو، وهو أكاديمي وباحث سياسي، قوله إن “أردوغان ذاهب إلى طهران ليس من أجل العملية العسكرية فحسب، فتركيا ليست بحاجة إلى إذن إيران أو روسيا أو أميركا”.
ويضيف الباحث أن “السبب الأبرز في عدم بدء العملية العسكرية حتى الآن هو الوصول مع تلك العواصم حتى آخر الطريق دبلوماسيا، لأنها طلبت من أنقرة فتح المجال لتنفيذ ما اتفقوا عليه معها عام 2019″، من إبعاد تنظيم “واي بي جي/بي كي كي” إلى عمق 30 كيلومترا، عن الحدود الجنوبية لتركيا.
ويتابع الباحث: “أنقرة تسير في هذا الاتجاه، ولكن إذا ما رأى صانع القرار التركي أن إعلان ساعة الصفر قد حانت فإنها ستبدأ”.
وقد تكون زيارة أردوغان إلى طهران مرتبطة بأمرين، الأول: “الهجرة غير الشرعية إلى تركيا، التي تتعمد طهران انتهاجها”.
أما الثاني، وفق حافظ أوغلو: “هو إفهام طهران أنه لا يمكن لتركيا أن تتحول إلى مكان تصفية حسابات بينها وبين تل أبيب”.
ويرافق الرئيس وزراء الخارجية مولود جاوش أوغلو، والدفاع خلوصي أكار، والداخلية سليمان صويلو، والخزانة والمالية نورالدين نباتي، والموارد الطبيعية والطاقة فاتح دونماز، والتجارة محمد موش، والصناعة والتكنولوجيا مصطفى وارانك، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة فخر الدين ألطون.
وخلال الزيارة، يحضر أردوغان ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي الثلاثاء الاجتماع السابع لمجلس التعاون التركي-الإيراني.
وخلال الاجتماع سيُعاد النظر في العلاقات التركية-الإيرانية على مختلف الجوانب، ومناقشة الخطوات اللازمة لتحسين التعاون الثنائي، كما ستُتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.
كما سيحضر أردوغان ورئيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القمة الثلاثية السابعة لمسار أستانة لبحث التطورات الحالية في سوريا، ومكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدد المنطقة وبخاصة تنظيم PKK/YPG الإرهابي و”داعش”، والوضع الإنساني والعودة السوريين الطوعية إلى وطنهم.
وتُعتبر القمة التي ستشهدها طهران، الثلاثاء، أول “لقاء” يعقد وجها لوجه بين رؤساء تركيا وإيران وروسيا منذ عامين، فيما تشكّل حدثا بارزا، لاعتبارات تتعلق بتزامنها مع سلسلة من التطورات الإقليمية والعالمية.