حققت صادرات الشاي التركي للعام الجاري 2020 حتى الان نموا بنسبة 43%، وهذا الأمر يأتي في سياق الإنتاج، والتصدير الكبير للشاي التركي تاريخيا. تنتج تركيا كميات كبيرة من الشاي لتغطية الاستهلاك المحلي بالدرجة الأولى، وكذلك تقوم بالتصدير للخارج بكميات معقولة. حيث أن الشاي التركي يتم تصديره إلى نحو 38 دولة في أوروبا، و37 دولة إفريقية، و15 دولة آسيوية، و14 دولة في الشرق الأوسط، و6 دول أمريكية، وبحسب معطيات اتحاد المصدرين في منطقة شرق البحر الأسود (DKİB) فإن الاتحاد الأوروبي يستورد ما يقرب من 70 في المئة من إجمالي صادرات الشاي التركية، حيث حلت بلجيكا في المرتبة الأولى بين الدول المستوردة للشاي التركي، تليها ألمانيا في المرتبة الثانية، في حين جاءت جمهورية شمال قبرص التركية في المركز الثالث. من جهة أخرى، شهدت صادرات الشاي التركي إلى دول الخليج خلال الأعوام الستة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً وصل إلى نسبة 31 في المئة من حيث القيمة، و25 في المئة من حيث الكمية، وحقق الشاي التركي نجاحا كبيرا بوصوله إلى دول مثل وسنغافورة، واليابان، والصين، والتي تعتبر في الأصل دول منتجة للشاي.
ويعتبر إنتاج الشاي في تركيا جزء من الانتاج الوطني فإلى جانب الشركات والمصانع الخاصة تمتلك الحكومة أكبر شركة لإنتاج الشاي، والمسماة بشركة “شايكور” التي أنشئت عام 1983م، وتنتج هذه الشركة الشاي بأنواعه، الأبيض، والأخضر، والأسود، بالإضافة إلى الشاي المُثلّج، ويعمل فيها ما يزيد عن 10 آلاف و600 شخص، في 56 مصنعاً.
موطن الشاي التركي
تعتبر ريزا المتربعة على شاطئ البحر الأسود أحد أبرز المدن المنتجة للشاي، حيث أن المناخ المعتدل المعرض بشكل دائم للأمطار الموسمية، ناهيك عن التربة الخصبة والرطبة أهلت مدينة ريزا وضواحيها لتكون أكثر المدن المنتجة للشاي، بل أنها تتميز بصفة تاريخية وثقافية بهذه المهنة، حيث أن قطف الشاي هو تقليد ثقافي لدى الأتراك المقيمين في تلك المنطقة.
إدمان الشاي في تركيا
يشرب الشاي الأتراك كما يشرب بقية العالم الماء، حيث يعتبر جزء من ثقافة الشعب، وهويته وتاريخه، ويشربه الأتراك في كل حين، ففي الوقت الذي يوجد لدى بريطانيا ساعة من النهار لشرب الشاي، في تركيا يُشرب الشاي في كل وقت وحين قبل الأكل وبعده وبين الوجبات وفي الرحلات وعند المآتم وفي الاحتفالات.
أسلوب خاص في التحضير
ولدى الأتراك طريقة خاصة في أعداده حيث أن آنية صنع الشاي مكونة من إبريقين واحد كقاعدة يوضع في الأسفل، ويوضع فيه الماء المغلي فقط، والبريق الثاني بحجم أصغر يوضع في الأعلى ويوضع فيه الشاي بكمية كبيرة مع كمية قليلة من الماء، ويترك على النار يأخذ من حرارة الماء المغلي ليتخمر على مهل لمدة لا تقل عن نصف ساعة، ثم يُسكب الشاي على مرحلتين في الكوب، حيث يوضع القليل من الشاي المخمر في الكوب، وثم يخفف بالماء المغلي من الابريق الاخر بما يتناسب مع الشارب.