يعتبر الطب من أسمى المهن التي قد يمارسها أحد، فعندما يقبل أحدهم على دراسة طب فهو بهذا ينذر وقته، و حياته لانقاذ حياة الناس، وعلاجهم، ومنحهم بعون الله فرصة جديدة للحياة، والتخلص من المرض. وقد شهدنا في ظل جائحة كورونا أن خط الدفاع الأول في هذه الحرب كان الأطباء لا الدبابات ولا الأسلحة، وقد قدمت الطواقم الطبية العديد من الأطباء فداء لهذه المرحلة التي وقف فيها الأطباء في كل مكان محاولين علاج المرضى مبتعدين عن بيوتهم، وفراشهم الدافئ ومخاطرين بأرواحهم.
ومع ذلك، وبالرغم من صعوبات هذه المرحلة التي لم أذكر الا جزء قليل منها إلا أن كثير من الطلبة يقدمون على دراسة هذا المسلك ويجتهدون في الثانوية العامة سعيا إلى تحصيل درجة عالية تؤهلهم لدراسته، ولكن المعدل وحده لا يكفي ففي كثير من الدول دراسة الطب تعتبر مكلفة على أي حال.
في هذا السياق تطورت تركيا في المجال الطبي وتعليم الطب في السنوات الأخيرة بشكل كبير حتى أصبحت وجهة لكثير من الطلبة الراغبين بتحقيق حلمهم وهدفهم في دراسته. ويختار الطلبة تركيا بالذات لأسباب عدة، فإلى جانب ريادتها في المجال الطبي تعتير رسوم دراسة الطب في تركيا مناسبة، و منطقية الى حد ما، عدا عن سهولة التقديم و تقديم اوراقة، والحصول على القبول.
تستمر دراسة الطب في تركيا عموما 6 سنوات، في السنة الأولى والثانية يدرس العلوم الطبية الاساسية مثل علم الجينات، و الوراثة والأحياء، ووظائف الأعضاء، والأنسجة في جسم الانسان كذلك الكمياء، والفيزياء الحيوية، و الطبية، والتشريح وغيرها.
و تكون السنة الثالثة مختصة في دراسة علم الأمراض وكل ما يدور حولها، مسبباتها، وتطورها، و كيفية علاجها. وأما السنة الرابعة و الخامسة فتكون عبارة عن دراسة عملية تتم من خلال تطبيق عملي ونظري في المستشفيات التابعة للجامعات حيث أن أغلب الجامعات في تركيا حكومية كانت أو خاصة تمتلك مستشفى خاص بها لتعليم الطلبة من جانب و خدمة المرضى من جانب آخر. أما في السنة السادسة فتشتمل على أن يعمل الطالب كطبيب مناوب في مشفى الجامعة، وبعد تخطي هذه المرحلة من خلال أداء الامتحانات الخاصة بها يتخرج الطالب من كلية الطب بصفة طبيب عام بشكل رسمي.
ويختلف النظام الأكاديمي في كلية الطب عن الكليات الأخرى بشكل كبير، حيث ان النظام في الكليات العادية تكون على أساس أن هنالك 12 مادة يأخذها الطالب طيلة الفصل، و يؤدي امتحاناته النصفية و النهائية لاجتيازها اما على صعيد الكليات الطبية فتعتمد نظام “الكوميتي” الذي يعتمد تفرعات معينة يختص كل تفرع بتخصص أو علم ما، مثل كوميتي علم الفايروسات، أو كوميتي الجهاز الهضمي .. الخ. يقوم الطالب بدراسة هذه الكوميتات خلال العام الدراسي، ويختلف عددها من جامعة إلى أخرى، فبعض الجامعات قد يكون لديها في العام 6 كوميتات و أخرى 10 كوميتات في العام.
فيما يخص الجامعات الحكومية على الطلبة الأجانب تجاوز إمتحان اليوس الذي لا يجب أن يقل عن 95%، ويتم بعد ذلك المفاضلة بين المعدل اليوم ومعدل الشهادة الثانوية للطالب الأجنبي التي حصل عليه من بلده الأصلي، أما على صعيد الجامعات الخاصة يتم قبول الطالب بشكل مباشر دون امتحان اليوس. وفيما يخص اللغة فيمر الطالب باختبار قدرات لغوية فاذا تجاوزه يباشر بالدراسة فورا و إن احتاج إلى تعلم اللغة تمنحة الجامعة فرصة التحضير للغة، وتجاوزها في العام الدراسي الأول.