لدى الانسان مشاعر متأصلة فيه يطلقها حسب الظروف، فعندما يموت شخص عزيز عليه قد يشعر بالحزن الشديد، وعندما ينجح في الاختبار قد يشعر بالفرح، وعندما يسمع صوت القنابل ربما يشعر بالخوف، وهذه المشاعر وغيرها مرتبطة بأشياء مختلفة تتفاوت من شخص إلى أخر، فالشعور بالفرح مثلا قد يكون سببه عند أحدهم النجاح في الاختبار، في حين تكون لدى الأخر عندما يلتقي بأصدقائه.
ومن بين المشاعر الكثير يبرز الخوف الذي قد يكون نقطة ضعف لكثير من الأقوياء، ف هتلر الذي هز اسمه العالم حتى اليوم، والذي قاد الحرب العالمية الثانية بكل جبروت كان لديه فوبيا من طبيب الأسنان، وجنكيز خان أكثر قادة آسيا دموية في التاريخ كان يخاف من الكلاب، أما أغسطس قيصر أقوى الرجال في العالم، وأول من قاد روما في العصور القديمة كان يخاف من الظلام والرعد والبرق.
وهو الخوف هكذا شعور انساني كسائر المشاعر يتفاوت سببه من شخص إلى آخر تبعا للقصص التي عاشها، والأحداث التي عايشها. يأتي الخوف، ومعه العديد من العوارض مثل تسارع في دقات القلب، والتعرق، وارتفاع الأدرينالين في الدم، والارتجاف، وتشتت الذهن، وبما يصل للصراخ.
إن المنطقة المسؤولة عن الخوف موجودة في الدماغ في منطقة تسمى تحديدا اللوزة الدماغية او غدة ال Amygdala، ويقول العلماء أن هذه الغدة تتضخم لدى الأشخاص الذين تعرضوا للحروب أو لمرض الرهاب أو الفوبيا من أمر ما أو حوادث مفاجئة، مثل السقوط مرة من مرتفع أو رؤية أحد يسقط يشكل في ما بعد خوف من الأماكن المرتفعة مثلا. وعند الخوف يتم إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن الخوف عند الشعور بالخوف والرهاب، ويرى العلماء أن إفراز هذا الهرمون بكثرة يؤدي الى التأثير على مناطق أخرى في الدماغ بشكل مستديم على المدى البعيد، مثل الذاكرة و المناطق المسؤولة عن التعلم والتركيز.
يتم علاج الخوف و الرهاب الشديد بطريقتين إما دوائيا عبر إستخدام الكورتيزون، أو عن طريق العلاج السلوكي حيث حقق العلاج السلوكي المعرفي نجاحا باهرا في مساعدة الناس التغلب على الخوف، لأن الخوف هو أمر أكثر تعقيدا من مجرد نسيان أو حذف الذكريات، فإن النهج الفعال والناجح ينطوي على مواجهة الناس مرارا لمخاوفهم، وذلك من خلال مواجهة مخاوفهم بطريقة آمنة يمكن للشخص فيها أن يقلل من الذاكرة أو المحفزات التي تثير الخوف، وتعرف هذه الطريقة باسم “العلاج التعرض”، وهذا العلاج يمكن أن يساعد في علاج نسبة تصل إلى 90٪ من الأشخاص المصابون بنوع محدد من الرهاب.
وفي الختام يمكن القول أن الخوف قد يكون مانع للوصول وأكبر عقبة أمام الإنسان تمنعه من التقدم والتطور وتحقيق ما يتمنى، وقد يكون حافز للإنسان، حيث يقول ستيف جوبز أن الخوف أكثر ما ساعده على إتخاذ القرارات الكبيرة، كما قال أن الأحلام إن لم تكن مخيفة فهي لا تستحق التعب لتحقيقها.
يمكن متابعة التقرير عبر الرابط التالي
https://www.facebook.com/MiskFMtr/videos/232655834738635