تعتبر تركيا حاضنة لمناظر طبيعية ومواقع سياحية مختلفة حيث أن تنوع المناخ فيها أهلها لامتلاك هذا المواقع والمناظر. فقد نرى شاطئ البحر الخلابة، وتارة اخرى الغابات الكثيفة التي تحتوي على سمفونيات لا تنتهي لزقزفة العصافير، وقد نجد أيضا النهر الجاري وعلى ضفافه تمتد السهول، وهناك حقول الشاي التي تمر من جانبها الشلالات، والكثير الكثير. ومن بين هذه الحقبة الرائعة لهذه المشاهد الطبيعية الخلافة نجد حقول بنفسجية لها رائحة آسره يتوافد لها السياح كل عام، وهي حقول اللافندر في اسبارطة.
وجهة سياحية
تقع حقول اللافندر أو كما يسمى الأقحوان بشكل خاص في قرية كويوجاك، والتي تقع على مسافة 47 كم من إسبرطة على هضبة خلابة على سفح جبال طوروس وتحيط بها المنحدرات والسهول المغطاة بنباتات اللافندر، هذه القرية هي واحدة من الأماكن في تركيا التي يزورها ملايين السياح القادمين من أماكن مختلفة في العالم كل عام، وهي منطقة شبيهة جدا بمنطقة بروفانس في فرنسا، حيث أن كثير من السياح الذين سبق لهم أن زاروا حقول اللافندر في بروفانس أو حتى بعض السياح الفرنسيين ذكروا أن قرية كوياجاك، وحقول اللافندر الموجودة فيها تكاد تكون طبق الاصل عن تلك الموجودة في بروفانس في فرنسا.
وفي سياق السياحة قال مدير الثقافة والسياحة علي غوتشر في مقابلة عبر الأناضول أن هذه المنطقة من المناطق العديدة الجاذبة للسياح، حيث نوه إن عدد الزوار لحقول اللافندر في إسبارطة بلغ 750 ألف زائر العام الماضي على الأقل. وحتى هذا العام زار الآلاف هذا الحقل ولكن حالت جائحة كورونا بين الازدهار السنوي المعهود في ما يخص السياحة المتجهة نحو هذه الحقول الارجوانية.
تاريخ تجاري
قد يكون التوجه السياحي لهذه المنطقة بدأ منذ بضع سنوات ولكن لهذه المنطقة تاريخ زراعي انتاجي تجاري قديم، حيث أنه ومنذ خمسين عاماً يعمل سكان كرية كوياجاك في استخراج زيت اللافندر، في منطقة إسبرطة، حيث ينتجون أكثر من نصف الناتج الإجمالي التركي من هذه المادة الفواحة، وعلى صعيد عام يعتبر إنتاج زيت الخزامى أو اللافندر، مصدر دخل مهم في تركيا.
ووفقاً لإحصائيات حتى عام 2013 كانت كويوجاك تنتج 93 % من كامل الناتج التركي، ثم بدأت القرية تستقطب السياح بحقولها المنثورة باللافندر. وكان إنتاج زيت اللافندر قديما هوايةً يتخذها السكان عبر الافندر المزروع في حدائقهم، وعلى الشرفات، ثم انتشرت إلى شوارع البلدة قبل أن يصبح إنتاجها على مستوى تجاري.
استخدامات اللافندر
يتم إستخدام زيوت اللافندر العطرية في الصناعات الدوائية والتجميل، حيث وصل انتاجه في العامين الاخيرين حوالي 900 طناً ويزداد يوما بعد يوم. ولا يتم انتاجه فقط للاكتفاء المحلي بل يتم تصديره أيضا إلى دول عديدة.
علاوة على إنتاج عسل اللافندر الذي يتميز عن سواه من أنواع العسل برائحته النفاذة وخفة كتلته. وكذلك يتم استخدامه في صناعة الشاي باللافندر، حيث أن هنالك الشاي بنكهة اللافندر، والذي يدخل في تركيبته أوراق مجففة من اللافندر، ويعرف هذا الشاي باسم “لافندين”، وهو مفيد جداً لمرضى التهاب الكبد ب والكبد الدهني، إذا ما أخذ على مدى 15 يوماً.