في خطوات متسارعة جدًا تعمل الحكومة التركية ضمن خطتها للتفوق الصناعي من خلال الاعتماد على الصناعات المحلية التركية وتطويرها، بعد أن كانت تعتمد على استيراد احتياجاتها من الخارج.
حيث حملت السنوات الأخيرة نقلة نوعية لتركيا في الاعتماد على الإنتاج الصناعي المحلي في جزء كبير من متطلباتها المدنية والعسكرية الثقيلة، ما جعلها تطمح إلى الدخول إلى المنافسة العالمية.
وبعد نحاج الدولة التركية في اختبار أول قطار كهربائي محلي الصنع، في ولاية “صقاريا” غربي البلاد، بتكلفة مالية أقل بنسبة 20 بالمئة مقارنة مع مثيلاته في الخارج عملت إلى التخطيط لاستثمارات بقيمة 15 مليار يورو في مجال السكك الحديدية.
وأمام هذا الانجاز، خططت الدولة التركية إلى القيام باستثمارات بقيمة 15 مليار يورو في مجال السكك الحديدية خلال الأعوام الـ10 القادمة.
هذه الخطط التي عملت عليها تركيا، ستمكنها من أن تكون لاعبًا أساسيًا في مجال صناعة السكك الحديدية، بحيث ستبلغ القيمة السوقية لأنظمة السكك الحديدية في العالم تبلغ 160 مليار يورو.
وزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى وارناك، قال إن “تركيا تخطط لاستثمارات بقيمة 15 مليار يورو في مجال السكك الحديدية خلال الأعوام الـ10 القادمة.
وأوضح الوزير “وارناك” أن انتاج تركيا للقطاع الكهربائي بقدرات محلية، يؤكد على مدى تطور التكنولوجيا المحلية في تركيا.
وأشار إلى أنه تم تصميم القطار بشكل يتناسب مع الرحلات بين الولايات التركية، منوهًا إلى أن التكلفة المالية للقطار المذكور أقل بنسبة 20% مقارنة بمثيلاته في الخارج.
ولفت وزير الصناعة إلى أن نظام الجر ومراقبة القطار تم تطويرهما بالتعاون مع شركة “أسيلسان” التركية الرائدة في مجال الصناعات الإلكترونية.
وأشرف المهندسين الاتراك على انتاج بجهود مضاعفة على الرغم من غزو فيروس “كورونا البلاد”، وكذلك تم تطوير أجهزة مراقبة للقطاع بالاعتماد على الشركات التركية المحلية.
وصنع القطار الكهربائي بإمكانات محلية تركية في مصنع “توفاساش” بولاية صقاريا، ومن المنتظر أن يدخل الخدمة نهاية العام الحالي.
وعقب انتهاء تركيا من إنتاج القطار الكهربائي المحلي، فمن الواضح بأن أنقرة ستستمر في مساعيها لتصنيع القطار السريع المحلي، ما يؤكد الطفرة الصناعية الكبرى التي عرفتها البلاد في سنواتها الأخيرة.
وعلى ضوء جهود الحكومة التركية في الاعتماد على الصناعات المحلية، فإن أنقرة أصحبت اليوم مصممة على تطوير تكنولوجيا السكك الحديدية من خلال ضخ الاستثمارات في هذا القطاع الصناعي المهم ويخدم شريحة كبيرة من المواطنين الأتراك.
وتسعى تركيا برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أن تكون تكون مركزا عالميا لإنتاج القطارات في العالم لتدخل مجال الصناعات وتنافس دول كبرى عالمية.
وأمام ما شهدته الدولة التركية خلال السنوات العشرة الأخيرة من ثورات عملاقة في الصناعات “العسكرية والمدنية” المحلية، هل تسعى أنقرة لدخول الأسواق العالمية ومنافسة الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، في الصناعات من خلال تصديرها للدول الأوروبية والعربية؟ وكذلك بسط سيطرتها كقوة عظمى في الشرق الأوسط؟